مقالات

اِحْمِي طِفْلَكَ مِنْ اَلتَّدْخِينِ

 

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي
مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس

اَلتَّدْخِين: يَغْتَالَ اَلْجِيلُ، وَفِي مُقَدِّمَتِهِمْ اَلْأَطْفَالَ وَالشَّبَابَ..
إنه ليُحزنني أن أجد أطفالاً صغارًا وشبابًا واعيًا يُدخنون، كيف لتلك الأرواح البريئة التي تكاد لا تزال في مرحلة التنشئة والنمو كأنها نبتة صغيرة نرعاها ونهتم بها لكي يشتد عودها وتنضج لتكون صالحة لنفسها وللمجتمع… أي حياة وظروف دعتهم للدخول في ذلك الطريق الذي لا أراه ولا أسميه إلا أنه طريق الموت!
فالتدخين نوع من الانتحار البطيء مهما كانت الأسباب والدوافع، وهو عادة سيئة ينجم عنها العديد من الأمراض والتي تتمثل في: أمراض شرايين القلب والجلطة، تتراكم الدهون في جدران الشرايين وضيقها، حدوث جلطات في شرايين القلب وتؤدي لذبحة صدرية، جلطات المخ، الشلل النصفي، ارتفاع ضغط الدم، أمراض شرايين الساقيين التي تضيق وتؤدي إلى غرغرينا، السعال، التهاب الشعب الهوائية المزمن، يرفع نوبات الربو الشعبي، سرطان الرئة والحنجرة والفم المثانة والكلى والبنكرياس والشفتين، قرحة المعدة والاثني العشر، الإصابة بالسل الرئوي، الالتهابات الجلدية وتجاعيد الوجه المبكرة.
ولكن كيف يُمكن حماية وتثقيف أولادنا وشبابنا لمنع التدخين؟ هذا ما سوف نوضحه الآن..
♠ منعهم عند بدء ممارسة التدخين وذلك بتوضيح مزايا عدم التدخين، وتدريبهم على مقاومة الضغوط الاجتماعية والشخصية تجاه التدخين.
♠ مساعدتهم على الإقلاع عن التدخين والعمل على منع انتكاسهم.
♠ تعاون طبيب المدرسة والجامعة والفريق الصحي كفريق لتشجيع المناقشة الجماعية، والمناقشة وجهًا لوجه لتوضيح مساوئ التدخين.
♠ دعم متخصصي العلوم والطبيعة والعلوم الاجتماعية والدينية في توصيل رسالة منع التدخين، فلهم دور التشجيع وليس الترهيب.
♠ استثمار التثقيف الصحي عن مساوئ التدخين حسب العُمر والمرحلة التعليمية دون إشكال الخوف.
♠ التركيز على مزايا عدم التدخين أكثر من التركيز على المضار.
♠ وصول المعلومات حول أضرار التدخين صِحِيًا بطريقة مبسطة، ليعلموا أن السجائر تحتوي على مواد ضارة كالنيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون.
♠ اللقاءات مع أولياء الأمور وذلك بالاشتراك في مجلس الآباء وشرح لهم دورهم بالنسبة لأبنائهم أهمية مصادقتهم للأبناء وتشجيعهم على العادات الصحية والسلوك السليم، وأهمية اكتساب ثقتهم وحل مشاكلهم.
♠ يجب أن يشرح للأبناء أخطار التدخين في حضور الأبناء حتى يثبت للأبناء أن التدخين ليس بالسلوك الطبيعي لمرحلة النضج.
♠ يجب على الآباء أن يحذروا إعطاء أبنائهم الحلوى في صورة سيجارة لأنها سوف تكسب عادة التدخين مُستقبلاً.
♠ يجب أن يعلم الآباء التأثير السلبي لعادة ممارسة التدخين أو التظاهر بالتدخين ولو بإمساك السيجارة كطريقة من طرق التسلية، أو بإعطائهم النقود لشراء السجائر للغير.
♠ لا يمارس المدرسون وأساتذة الجامعة التدخين أمام التلاميذ والطلاب، ويجب إقناعهم بعدم التدخين داخل الفصول أو المحاضرات لخلق جو صحي يكون عدم التدخين فيه هو الأساس.
وفي نهاية مقال اليوم أود أن أطرح تساؤلاً هل غير المُدخنين يتأثرون بالدخان بحضور المُدخنين؟ وإجابة هذا التساؤل سوف يكون في مقالنا القادم..
المرجع
فهيم، كلير. (2007). المشاكل النفسية للشباب وعلاجها. القاهرة: دار المعارف.


 

زر الذهاب إلى الأعلى