مقالات

بصمات محفورة في الذاكرة و الوجدان

بقلم/نبيل شكر

كثيراً ما يحار الإنسان حيث يطلب منه الحديث عن شخص قريب من القلب ،وتزداد الحيرة والدهشة عندما يكون هذا الحديث عن تجربة تتعلق بما تلقاه المرء من تعليم ،وبمن تتلمذ على أيديهم من المعلمين.ولست بدعا فى ذلك فنشأتى كنشأت كثير من الطلبة الذين ترك فيهم أساتذتهم أثراً بالغا من نهل علمهم ،وترك أثرا بالغا من غثهم وسمينهم ،واعترف اولا باننى أحببت أن أكون معلما كما كنت اراه فيه من خلق رفيع ،وعلم غزير ،وأداء مهنى عالى.وليس أدل على ذلك أن العديد من الطلبة الذين درسوا على يد هذا المعلم الجليل ،ونهلوا من علمه اصبحوا اليوم أساتذة فى الجامعات ،ورجال لهم شأن فى الدولة ،كان رحمة الله عليه أنيقا ،تفوح منه روائح العطر الجميلة ،كان يمشى بهدؤ وسكينة ،ووقار..وتراه غارقاً فى الدرس ،ويقبل على أبنائه معززا ،وبين هذا وذاك يدخل البسمة على الوجوه المشدودة اليه بطرفه أدبية.هذه البصمات المحفورة فى الذاكرة والوجدان لم تذهب سدى ،بل قد يختفى ماء المطر ليظهر بعد حين نبعا جياشا وعينا جارية وهذا ما كان من أمر أستاذنا المغفور له… أنها بحق بصمات فى الذاكرة والوجدان ،قل من يتذكر أستاذنا الفاضل فيعترف له بالفضل والله تعالى قال: (ولا تنسوا الفضل بينكم).صدق الله العظيم.

كم هى قاسية لحظات الوداع والفراق التى تسجل وتختزن فى القلب والذاكرة.وكم نشعر بالحزن وتختزق الدموع ونحن نودع شخصاً عزيزاً على قلوبنا جميعاً.الذى فارق الحياة ،وترك أثره وبصمته.لقد عرفناه معلما هادئاً متسامحا راضياً قنوعا ملتزما ،حمل الأمانة بإخلاص واعطى للحياه وتلاميذه جهده وخبرته وحبه لهم ،تمتع بخصال ومزايا حميده ،جلها الإيمان ودماثة الخلق وحسن المعشر ،وطيبة القلب.. متميزاً بالتواضع الذى زاده احتراما وتقديراً ومحبة فى قلوب كل من عرفه وتعامل معه….لقد غيب الموت راحلنا ومعلمنا الحبيب الغالي جسدا ،لكنه سيبقى فى قلوبنا مابقينا.

نم مرتاح البال والضمير فقد أديت الأمانة ،وقمت بدورك على أكمل وجه…….خالص العزاء والمواساة فى فقيدنا الأستاذ/صالح طاهر الشريف.كبيرمعلمى اللغة العربية بمدرسة ابوغنيمة الثانوية.نعزى أنفسنا واخوانه ومحبيه وجميع طلابه ،رحمه الله رحمة واسعه وغفر له ،واسكنه فسيح جناته ،وان لله وإن إليه راجعون.

زر الذهاب إلى الأعلى