الأدب والشعر

صحِيفةُ المغفِـرة

 

بقلم الشاعر السيد العبد

يا سيِّدِي يُوسُفَ الصِّـدِّيقَ ، لوُ عبَرَا
هـذَا الشَّـريدُ لَكَانَ الحُلمَ والـوتَـرَا

لِلآنَ .. ألقَى أبِـي يتلُـو محبَّتَـهُ ..
قصائِدًا تسحَرُ الأنسَامَ والشجَرَا

الذِّئبُ كانَ برِيئًا مِنْ دَمِي ، وأنَا
أخافُ مِنْ إخوَتِي أنْ يُقبِلُوا زُمَـرَا

وَحدِي أنَادِيكَ فِي الجُبِّ، احْتسِبْ ألَمِي
وإِنْ بقِيتُ ، ولَا بُشرَى ، ولا سُـوَرَا

أشكُو فأحسَبُ أنَّ الجُبَّ يسمعُنِي
لكنَّ شَكـوَاىَ ليسَتْ تُوقِـظُ البشَرَا

تمُـرُّ سَيَّـارةٌ ، والقلـبُ مُـرتقِـبٌ ..
ماذَا يقُولُونَ إِنْ لمْ أصدُقِ الخَبَرا ؟

هِيَ الحقيقةُ لا يدرِي مَـرَارَتَهَـا
سِوَى الذِي ألِفَ الأوجَاعَ والكدَرَا

يُقالُ : ” إنَّ قمِيصِي قُدَّ مِنْ دُبُـرٍ “
يا ليْتَـهُ كانَ لمَّـا جِئْـتُهُم حجَـرَا

أنَا المُسافِـرُ وَحدِي ليسَ مِنْ أحَدٍ
يبكِي متاهَةَ قلبٍ يحـذَرُ السَّفرَا

أمَّا العزِيزُ ، فمَا رُؤيَـاهُ تُعجِـزُنِي
ومِلْءُ رُوحِي يقِينُ الدَّهرِ مُنهمِرَا

سبْعٌ سِمَانٌ ، فَبُشراكُـمْ إذَا وفَدَتْ
لِهذِهِ الأرضِ ، تمحُو الخوفَ والكدَرَا

أمَّـا الفقِـيرُ ، فَمَـرضِيٌّ بِقِسمتِـهِ .. ..
إذِ شأنُـهُ الحبُّ مَهمَا عِيبَ وافْتقَـرَا

لسَوفَ يرضَى فقِيرٌ حِيـنَ يَمدَحُـهُ
أهلُ القُصُورِ ؛ فكَـم فِي عُسرِهِ صبَرَا

ويَا أبِي ، حِينَما يأتِي الفتَـى ملِكًا
فأنتَ وَحدَكَ مَنْ سمَّيْتَـهُ القمَـرَا ..

لسَوفَ يأتِيكَ شكَّـارًا ومُبتسِـمًا
فَابْسُطْ يدَيْكَ وصَافِحْ عائِداً شكَرَا

قَد مسَّكَ الضُّرُّ فَابْرَأْ مِنْ قسَاوتِهِ
.. اللهُ رَدَّ عليْـكَ النُّـورَ والبَصَـرَا

ألَمْ تقُلْ لِيَ : ” إنَّ اللهَ مُقتَـدِرٌ “
إنِّي لجَأْتُ لَهُ بَـرًّا ، ومُقتَـدِرَا

سامَحْتُهُمْ يَا أبِي ـ واللهِ ـ أجمَعَهُم
إنَّ الكريمَ كبيرَ النَّفسِ مَنْ غفَـرَا

زر الذهاب إلى الأعلى