مقالات

بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

المقال الاسبوعى للاستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية

ينقله لكم ناصف ناصف

لقد جاء مغول العصر الحديث وإذ أقول : المغول أقصد الهمج المجرمون المدعومون من القوى الخارجية للقضاء علينا مما استوجب الدفاع عن كرامتنا وأرواحنا ووحدة وطننا والتصدى لهم بكل ما أوتينا من قوة ويد الله فوق أيدينا ، فكلنا في مركب واحد وكلنا مسئول واحد ولكن كل منا في موقعه لقوله تعالى :” فَلَا تَهِنُواْ وَتَدْعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ”محمد -35 . أن قوى الشر التي تتحرك نحونا للقضاء علينا قتلها في توحدنا جميعا وتنظيم صفوفنا لمواجهتها حتى تتقهقر رغبا ورهبا لقوله تعالى : ” وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُم”الأنفال -60
وهنا لابد من إعداد القوة والتأهب لمقاومة أعداء الله فهذه الآية الكريمة تنص في أنه يجب على المسلمين أن يبذلوا قصارى جهدهم في التسليح وإعداد القوة وتدريب الجيوش حتى يَرهبهم العدو ويحسب لهم ألف حساب وهنا أعني وجوب الإعداد للمعارك مع العدو بنوعيه الخارجي والداخلي الذي يقود ارهابا ضد الوطن وضد الدين .ونحن جميعا لفداء الوطن كل في موقعه وحسب طبيعة عمله.
والإرهاب ليس له دين ، وليست له جنسية ، مع ما نلحظه من دور الدولة المتمثل في عزم وعزيمة قيادتها الرشيدة فيما يتعلق بالإرهاب لاقتلاع جذوره ونسف شجرته .وهو يدور حول الخوف والتخويف . و يتضمن معنى الاستعمال العمد والمنتظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب. وهوعمل يخالف الأخلاق الاجتماعية والأعراف الدينية ويشكل اغتصاباً لكرامة الإنسان . وعلينا التصدي لهم وله بكل قوة .لقوله تعالى : ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” آل عمران – 169 .هذه الأرواح التي تزهق في سبيل الله هي عند ربها تُرزق، كما في الحديث الصَّحيح: أنَّ الله عوَّضهم عن أجسادهم طيورًا خضرًا تحمل أرواحهم إلى الجنّة، تسرح في ثمارها وأشجارها، ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش مُعلَّقة، حتى ترجع إلى أجسادها، فليبشّر أهل الإيمان، أهل الشَّهادة، وليصبروا، وليحتسبوا، فإنما هي مدّة يسيرة وتنتهي، ثم يجتمع أهلُ الإيمان في دار الكرامة، ويُساق أهل الكفر والعدوان إلى دار الهوان، دار الجحيم بما كسبت أيديهم، وهؤلاء هم الآخرين الذين لا نعلمهم والله عز وجل يعلمهم المتملقين والانتهازيين والمتأسلمين الذين تحالفوا مع الشياطين أعوذ بالله فكانوا لهم أخوانا بكل صورهم من الجن والأنس وكلنا نعلم فظاعة شياطين الأنس التي فاقت ما لدى شيطان الجن وتتجسد لنا من الحين والحين .ولذلك يجب أن ننظر بعين الاعتبار لم يقوم به هؤلاء فقد كشفوا عن وجوههم القبيحة كشفا كاملا واعلنوا الحرب على الوطن واستعانوا بكل أسباب الخسة والوضاعة وتآمر ضد وطننا لكي يسقط لإعلاء دولتهم ليعثوا في الأرض فسادا وهو ما لا يرضى عنه الله ولا يرضى عنه الضمير أو الدين أو الإنسانية بكل ما تحمل من معان.
أ.د/ مفيدة إبراهيم على عبد الخالق
عميد كليات الدراسات الإسلامية والعربية

زر الذهاب إلى الأعلى