مقالات

لاءات الكهف التسعة – واللا – العاشرة لتصحيح مسار حياتنا 

بقلم دكتوره شمس راغب عثمان أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية وآدابها الجامعة الإسلامية ولاية منيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية

متابعة/ ناصف ناصف

•ستجعلنا نوقن أننا ما قدرنا القرآن حق قدره ، نسأل الله تعالى

العفو والعافية في الدنيا والآخرة .

• قال تعالى :- وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته

يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون – الزمر مكية ٦٧ .

• تعرف على اللاءات التسعة التي وردت في سورة الكهف واللا العاشرة ، نلاحظ أن – اللاءات التسعة – جاءت كلها توجيهية

إرشادية ، بقيت – اللا العاشرة – وهي خاتمة هذه اللاءات

ومسكها ، ورقمها العاشرة بعد المائة في آخر سورة الكهف ، حيث

يقول الله تعالى : – قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ، فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا

ولا يشرك بعبادة ربه أحدا –

• فإن كانت تلك اللاءات التسعة والتي وردت في سورة الكهف

معظمها تعني بتربية المؤمن وتوجيهاته الإيمانية مع من حوله –

فإن اللا العاشرة جاءت لتخصص علاقة المؤمن بمدى إخلاصه

لربه تعالى ، ولتشترط قبول العمل الصالح عند الله – سبحانه

وتعالى – وهي خاتمة هذه اللاءات ومسكها ورقمها العاشرة بعد

المائة في سورة الكهف .

١- اللا الأولى :

قال – تعالى – : – فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا – (٢)

( فلا تمار فيهم ) فلا تجادل . ( إلا مراء ظاهرا ) بما أنزل عليك . تفسير الجلالين . في حوارتك مع الناس .. لا تدعي امتلاك

الحقيقة ، ولا تجادل جدالا عقيما زرع في تربة الجهل وسقي بماء الظنون .

٢ – اللا الثانية :

قال – تعالى – : – ولا تستفت فيهم منهم أحدا – (٣)

• ( ولا تستفت فيهم ) تطلب الفتيا . ( منهم ) من أهل الكتاب اليهود .

تفسير القرطبي .

• فيما يشكل عليك من أمور .. لا تطلب الفتوى من شخص غابت

عنه حقيقة ذاك الشيء .

٣- اللاء الثالثة :

قال – تعالى -: – ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا – (٣) ( ولا تقولن لشيء ) أي لأجل شيء . ( إني فاعل

ذلك غدا ) أي فيما يستقبل من الزمان . ( إلا أن يشاء الله ) أي

إلا ملتبسا بمشيئة الله تعالى ، بأن تقول : إن شاء الله .تفسير ابن

كثير .

وأنت تخطط لحياتك القادمة..لا تعد نفسك أو غيرك بعمل شيء

في المستقبل دون أن تعلق الأمر على مشيئة الله تعالى ، بأن تقول : إن شاء الله

٤ – اللا الرابعة :

قال – تعالى – : – ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا – الكهف ٢٨ . ( ولاتعد ) تنصرف .( عيناك عنهم ) عبر بهما عن صاحبهما

( تريد زينة الحياة الدنيا ) تفسير الجلالين .

• أي وأنت تسير في قافلة الصالحين ، لا تصرف نظرك عنهم إلى

غيرهم طمعا في دنيا تصيبها .

٥ – اللا الخامسة :

قال الله – عز و جل – : – ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع

هواه وكان أمره فرطا – (٦) أي القرآن ، هو عيينة بن حصن وأصحابه . ( واتبع هواه ) في الشرك .( وكان أمره فرطا ) إسرافا .

تفسير الجلالين .

تخفف من كل شيء لا يقربك إلى الله ، لأنه يشغلك عن السعي

إليه .. وحينئذ لا تطع من كان غافلا عن ذكر الله وآثر هواه

على طاعة الله تعالى وصار أمره في جميع أعماله ضياعا وهلاكا.

٦ – اللا السادسة :

قال – تعالى – على لسان سيدنا الخضر : – قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا – (٧)

( قال فإن اتبعتني فلا تسألني ) وفي قراءة : بفتح اللام وتشديد النون . ( عن شيء ) تنكره مني في علمك واصبر . ( حتى أحدث

لك منه ذكرا ) أي أذكره لك بعلته ، فقبل موسى شرطه رعاية لأدب المتعلم من العالم . تفسير الجلالين

• أي في فضولك المعرفي ، لا تتعجل السؤال عن شيء قبل أن تستكمل لك تفاصيله حتى تفيد إفادة تامة مقنعة .

٧- اللا السابعة :

قال – تعالى – : – قال لا تؤاخذني بما نسيت – (٨) ( أي غفلت

عن التسليم لك وترك الإنكار عليك ) تفسير الجلالين

• أي وأنت تطور اتجاهاتك نحو الناس تذكر أنهم بشر .. فلا

تحاسبهم على سهوهم ونسيانهم أو ما استكرهوا عليه .

٨- اللا الثامنة :

قال – تعالى – : – ولا ترهقني من أمري عسرا – الكهف (٩) .

•( ولاترهقني ) تكلفني . ( من أمري عسرا ) مشقة في صحبتي إياك ، أي عاملني فيها بالعفو واليسر .

• هناك طاقة استيعابية لكل فرد ، فلا تطلب منه ما لا يستطيع

ولا تحمله ما لا يطيق . نعم إذا أردت أن تطاع فاطلب ما يستطاع

واعلم أنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق .

٩ – اللا التاسعة :

قال تعالى – :- إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا – ( ١٠) . ولهذا ( قال إن سألتك عن شيء بعدها)

أي بعد هذه المرة . ( فلا تصاحبني ) لا تتركني أتبعك . ( قد

بلغت من لدني ) بالتحديد والتخفيف : من قبلي . ( عذرا ) في

مفارقتك لي . تفسير ابن كثير

أي في بناء علاقات قيمة … لا تصاحب من استنفدت معه مقومات الديمومة .

•١- اللا العاشرة – وهي خاتمة هذه اللاءات ومسكها ورقمها العاشرة بعد المائة في سورة الكهف ، فقد جاءت لتخص علاقة المؤمن بمدى إخلاصه لربه تعالى ، ولتشترط قبول العمل الصالح

عند الله – عز و جل – قال تعالى : – قل إنما أنا بشر مثلكم

يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا – الكهف ١١٠

• ( قل إنما أنا بشر ) آدمي . ( مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم

إله واحد ) 《 أن المكفوفة بما باقية على مصدريتها ، والمعنى :

يوحي إلى وحدانية الإله . ( فمن كان يرجو ) يأمل . ( لقاء ربه)

بالبعث والجزاء . ( فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه )

أي فيها بأن يرائي ( أحدا ) . تفسير الجلالين ..

• أي لا ينبغي لأي إنسان على وجه الأرض أن يعبد غير الله الواحد الأحد كي ينجو بنفسه من النار . قال تعالى :- إن الله لا يغفر

أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله

فقد افترى إثما عظيما – النساء : مدنية ٤٨ .

• سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم الذي دعانا للتدبر والتأمل في آيات القرآن الكريم للعبرة والعظة فقال جل شأنه – :

– أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها – محمد مدنية ٢٤ .

(١) القرآن الكريم .

٢- الكهف : مكية ٢٢ . ٣ – الكهف : ٢٢ .٤- الكهف : ٢٣ ، ٢٤ .

(٥) الكهف : ٢٨ . ( ٦) الكهف : ٢٨ . ( ٧) الكهف : ٧٠ . (٨) الكهف: ٧٣

(٩) الكهف : ٧٣ . (١٠) الكهف : الكهف : ٧٦ . (١١) الكهف : ١١٠

قد تكون صورة ‏‏‏‏شخص واحد‏، و‏ابتسام‏‏، و‏‏حجاب‏، و‏وشاح‏‏‏ و‏مستشفى‏‏

زر الذهاب إلى الأعلى