أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي
مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس
«اَلْوَقْتُ هُوَ اَلشَّيْءُ اَلْوَحِيدُ اَلَّذِي نَشْتَرِكُ فِيهِ جَمِيعًا، وَلَكِنَّهُ أَيْضًا اَلشَّيْءَ اَلْوَحِيدَ اَلَّذِي نَسْتَخْدِمُهُ جَمِيعًا بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ» كَاثْرِينْ بُولْسِيفَرْ..
هل سمعت عن تقنية «بومودورو» من قبل؟
قد توحي لك بأنها نوع أو وصفة من الصلصات الإيطالية.. فهذه التقنية الفعالة لها علاقة وثيقة مع الطماطم.. إذًاما هي علاقتها بالطماطم؟
سُميت باسم الكلمة الإيطالية “Pomodoro” للطماطم/ البندورة، وتُسمى أيضًا «تقنية البندورة» و«تقنية الطماطم».
وهي واحدة من أكثر الطرق والأساليب شيوعًا في إدارة الوقت، وتعتبر لعبة ظريفة شبهها مُبتكرها بالساعة لأنها تحاول دلالة الأفراد على استثمار الوقت واستخدمها «سيريلو» لتطوير هذه التقنية، فقد استلهم الإيطالي «فرانشيسكو سيريلو» الاسم من «جهاز توقيت» “Timer” يستخدم كمؤقت شخصي له كان على شكل ثمرة طماطم مقطوعة عندما كان طالبًافي الجامعة، ليُطّوِّر فكرته بعد ذلك في أواخر الثمانينيات فتصبح من أشهر تقنيات تنظيم العمل وإدارة الوقت.
وهدفت تقنية بومودورو إلى العديد من الفوائد وتتمثل في العمل مع الوقت، تعزيز إنتاجية الفرد، تزويد المستخدم بأقصى قدرًا من التركيز، التخلص من الإرهاق والمماطلة/ التلكؤ في المذاكرة والدراسة والعمل، وإدارة التوقيتات، خلق توازن أفضل، باستخدام قلم وبعض الورق وجهاز ضبط وقت/ مؤقت، وإكمال المشاريع والمهام الخاصة، مثل: المذاكرة والقراءة وحل الواجبات وإنهاء دورة تدريبية على الإنترنت أو أي مهمة أخرى، بشكل أسرع مع إرهاق عقلي أقل.
مراحل تقنية بومودورو
1) حدد المهمة التي سيتم تنفيذها.
2) اضبط بومودورو «عادة المنبه» على (25) دقيقة.
3) يتم العمل بطريقة بجهد مركز ومكثف حتى ينطفئ المنبه؛ مما يعني أن بومودورو رقم (1) قد اكتمل.
4) حينها خذ فترة راحة لمدة (5) دقائق: للذهاب لتناول القهوة، أو المشي لمسافة قصيرة، أو للتفكير في الوجبة التي ستحصل عليها بعد العمل أو المذاكرة، يمكنك فعل أي شيء ولكن يُرجى استخدام هذا الوقت للاسترخاء لا للعمل أو المذاكرة.
5) تبدأ العملية مرة أخرى، بضبط المنبه لـ (25) دقيقة مُجددًالإنجاز بومودورو رقم (2)، ومن ثم راحة (5) دقائق مرة أخرى، وهكذا إلى أن يتم الوصول إلى بومودورو رقم (4) ، يُمكنك أخذ استراحة أطول، عادة حوالي (20) أو (30) دقيقة.
انتقادات بومودورو
لقد تعرضت تقنية بومودورو للعديد من الانتقادات ولكن لكل انتقاد حل ويُمكن عرضه كالتالي:
1) البعض يجد صعوبة في استخدامها عند العمل الجماعي.
والحل هو: يُمكننا تطبيق التقنية بين شخصين يشتركان في نفس الهدف، ويُمكن تحسين الجودة والإبداع والإحساس بالعمل الجماعي تمامًا مثل أي شيء وسيكون لكل شخص رأيه استنادًا إلى النتائج.
2) التقنية غير شائعة الاستخدام.
والحل هو: وهذا القول غير صحيح حيث إنها تم استخدامها من قبل الجميع «المُبرمجون والكُتاب والمُبدعون والطُلاب».
3) تقسيم الفترات في (25) دقيقة فهي غير مُلائمة للبعض.
والحل هو: يُمكن التعديل فيها اعتمادًا على الشخص، قد تكون مدة (25) دقيقة طويلة جدًا أو قصيرة جدًا اعتمادًا على قدراتك أو المهام التي يجب إجراؤها، لذا قد يكون من المفيد جدًا تجربة فترات زمنية تتراوح بين (10) أو (30) دقيقة. أو قد يكون الفرق في فترات الراحة؛ فيمكنك تجربة فترات راحة مختلفة وفقًا لاحتياجاتك.
4) تأخذ وقتًا طويلاً في الاستيعاب والحفظ.
والحل هو: مُناسبة لمن استيعابهم سريع وأيضًافي حالة فهم المادة واستيعابها مُسبقًا وحين موعد الاختبار يتم استخدامها فقط للمراجعة وتثبيت المعلومات.
نختم مقالنا في النهاية بأن أهمية تقنية بومودورو تتمثل في ضبط حالتك المزاجية، وأنها تُخصص وقتًا للعمل وللحياة.
