على مر التاريخ، شهد العالم قادة سياسيين اتسموا بالحكمة والدهاء، بينما برز آخرون بسبب قراراتهم الغبية، التي لم تؤدِ فقط إلى تدهور دولهم، بل ألحقت ضررًا طويل الأمد بالعالم بأسره. ومن بين هؤلاء، يبرز اسم دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، وبنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل الحالي والسابق، كأكثر القادة تهورًا وعبثية في العصر الحديث.
ورغم أن الغباء السياسي ليس نقيصة نادرة، فإن ما يميز ترامب ونتنياهو هو أنهما لم يكتفيا باتخاذ قرارات كارثية، بل فعلا ذلك بغرور شديد، متوهمين أنهما أذكى من الجميع. في هذا المقال، نستعرض الأسباب التي تجعلهما من أغبى القادة في التاريخ.
أولًا: دونالد ترامب – عبثية متهورة:
1. الإدارة بالجهل والعشوائية..فقد كان ترامب يفتقر إلى أي معرفة سياسية أو دبلوماسية حقيقية، ورغم ذلك كان يتصرف وكأنه عبقري استراتيجي. قاد الولايات المتحدة بأسلوب رجل أعمال فاشل، يعتمد على العاطفة والمزاجية بدلًا من التحليل والتخطيط. قراراته كانت تأتي من تويتر، حيث يطلق تصريحات مفاجئة تقلب السياسة الدولية رأسًا على عقب.
2. إشعال الفوضى عالميًا..لم يفهم ترامب تعقيدات الجغرافيا السياسية، وبدلًا من محاولة تحسين صورة أمريكا عالميًا، تسبب في تدمير سمعتها. انسحب من اتفاقات دولية مهمة مثل اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني، مما جعل الولايات المتحدة تبدو كدولة غير موثوقة.
3. إدارة كارثية لأزمة كورونا..عندما ضرب وباء كورونا العالم، تعامل ترامب مع الأزمة بأغبى طريقة ممكنة. قلل من خطورة الفيروس، نشر الأكاذيب، واقترح “علاجات” غريبة مثل حقن المرضى بالمطهرات. أدى ذلك إلى وفاة مئات الآلاف من الأمريكيين، وانهار الاقتصاد بشكل غير مسبوق.
4. الترويج لنظرية المؤامرة والتطرف..شجع الغبي ترامب الجماعات اليمينية المتطرفة، وزرع الانقسام بين الأمريكيين. بلغ الأمر ذروته عندما رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في 2020، وحرض أنصاره على اقتحام مبنى الكونغرس في السادس من يناير 2021، في مشهد غير مسبوق في التاريخ الأمريكي الحديث.
ثانيًا: بنيامين نتنياهو – الفساد والوحشية الغبية:
1. ديكتاتور صغير في ثوب ديمقراطي..لطالما قدم نتنياهو نفسه كزعيم قوي، لكنه في الحقيقة كان مجرد سياسي انتهازي مستعد لفعل أي شيء للبقاء في السلطة، حتى لو كان ذلك على حساب شعبه وحلفائه. قاد إسرائيل بأسلوب شبه ديكتاتوري، حيث قمع المعارضين، وهدد القضاء، واستخدم الإعلام كأداة للتضليل.
2. استراتيجية الأمن الفاشلة..يدّعي الغبي نتنياهو أنه أقوى زعيم أمني في تاريخ إسرائيل، لكنه في الواقع تسبب في كوارث أمنية متكررة. سياساته المتطرفة تجاه الفلسطينيين لم تجعل إسرائيل أكثر أمانًا، بل خلقت أجيالًا من العداء والكراهية. حتى في حربه ضد غزة، استخدم القوة المفرطة بشكل غبي، مما جعل العالم كله يرى إسرائيل كدولة عدوانية.
3. الفساد الشخصي والابتزاز السياسي.. قد واجه نتنياهو تهمًا بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة، لكنه استغل نفوذه للبقاء في الحكم بأي وسيلة. بدلًا من الاستقالة كأي زعيم يحترم نفسه، لجأ إلى الابتزاز السياسي، وتحالف مع أحزاب متطرفة لضمان بقائه في السلطة، حتى لو كان ذلك على حساب استقرار إسرائيل نفسها.
4. التحالف الأحمق مع ترامب..تحالف نتنياهو مع ترامب بشكل غبي، معتقدًا أن أمريكا ستكون دائمًا بجانبه. لكنه لم يفهم أن ترامب لا يهتم بأحد إلا بنفسه، وأن سياساته الغبية ستؤدي إلى عزلة إسرائيل الدولية. بمجرد خروج ترامب من البيت الأبيض، وجد نتنياهو نفسه ضعيفًا ومعزولًا، بعدما كان يعتمد على حليف أحمق لا يفقه شيئًا في السياسة.
الغباء المشترك ونهايات متشابهة..رغم أنهما قد يبدوان مختلفين، فإن ترامب ونتنياهو يشتركان في عدة صفات:
* الغطرسة المفرطة دون امتلاك أي ذكاء حقيقي.
* صناعة الأعداء في الداخل والخارج دون التفكير في العواقب.
* التهور والعشوائية في اتخاذ القرارات المصيرية.
* الفساد الأخلاقي والسياسي وعدم التورع عن استغلال السلطة لأغراض شخصية.
لكن كما هو الحال مع كل القادة الأغبياء، فقد بدأت نهاياتهما تتشكل. ترامب يواجه قضايا قانونية تهدد مستقبله السياسي، بينما نتنياهو يكافح للبقاء في الحكم وسط احتجاجات واسعة. وفي النهاية، سيذكرهما التاريخ ليس كقادة عظماء، بل كأغبياء صنعوا دمارًا أكثر مما صنعوا إنجازات.