دنيا ودين

أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف يؤكدون : من حسن الخاتمة المداومة على كل عمل يعود نفعه على المجتمع 

أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف يؤكدون : من حسن الخاتمة المداومة على كل عمل يعود نفعه على المجتمع 

 

كتبت / اسماء ابراهيم

في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومعالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة، انطلقت ثلاث قوافل دعوية مشتركة بين الأزهر والأوقاف إلى (3) محافظات : (الجيزة- الشرقية- البحر الأحمر)، اليوم الجمعة 29/ 4/ 2022م وتضم كل قافلة (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: “حسن الخاتمة”.

وقد أكد علماء الأزهر والأوقاف على أنه ونحن نودع شهر رمضان المبارك ينبغي أن ندرك أهمية الخواتيم؛ حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ”، وذلك يقتضي منا أن نكثر من الذكر، وتلاوة القرآن، والاستغفار، والصدقات فيما بقي من الشهر الكريم، لعلنا أن ننال فضل الله تعالى، ونكون من عتقائه من النار، حيث يقول الحق سبحانه: “تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ”، ويقول سبحانه: “وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ”، وكان سيدنا عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) يكتب إلى الأمصار يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة، ويقول الحسن البصري (رحمه الله): أكثروا من الاستغفار؛ فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة.

 مؤكدين أن الاهتمام بإحسان خواتيم رمضان يدعو العاقل إلى السعي الجاد لإحسان خواتيم العمر ، حيث يقول سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ”، وحسن الخاتمة أمل الأنبياء والصالحين، ورجاء الأولياء والعارفين، حيث يقول سبحانه على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام): “تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ”، وكان أكثر دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم: “يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ”.

كما أكدوا أن حسن الخاتمة ليس ملكًا لأحد من البشر، ولا حكمًا يملكه أحد، فالإنسان ليس وصيًّا على غيره، يقول سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): لا تُنزلوا الموحدين المطيعين الجنة، ولا الموحدين المذنبين النار حتى يقضي الله تعالى فيهم بأمره، فالخاتمة في علم الله تعالى، ولعل الله سبحانه يمنّ على المذنب بتوبة صادقة قبل الموت، أو يوفقه لعمل صالح يختم به حياته، ولا يدري الإنسان بأي عمل يُرحَم، ولا بأي ذنب يُؤخذ، كما أنه لا يدري متى تبغته المنية وعلى أي عمله تبغته؟! حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ”، قِيلَ: وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ (صلى الله عليه وسلم): “يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ”.

كما أوضحوا أن السعي إلى حسن الخاتمة ليس مقصورًا على الصلاة والصيام والقيام، إنما يتجاوز ذلك كله إلى المداومة على كل عمل يعود نفعه على المجتمع من أعمال البر والخير؛ لأنها من أحب الأعمال عند الله (سبحانه وتعالى)، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا”، وهي سبب من أهم أسباب حسن الخاتمة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ، وَالْآفَاتِ وَالْهَلَكَاتِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمْرِ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الربِّ، وتدفعُ مِيتةَ السُّوءِ”.

كما أشاروا إلى أن من صور المداومة أنه من كان يكفل يتيمًا في رمضان فلا ينبغي أن يتركه في منتصف الطريق، إنما عليه أن يأخذ بيده إلى أن يبلغ رشده ويقوى على حمل أمره، وكذلك من كان يطعم جائعًا في رمضان فينبغي عليه أن يواصل إطعامه في غير رمضان، فإن إطعام الطعام من أفضل الأعمال في رمضان وفي غيره، حيث يقول الحق سبحانه في صفة أهل الجنة: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا”، وإن أفضل العمل ما داوم عليه صاحبه وإن قَلَّ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “وَأَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ”.

ومن حسن الخاتمة في هذا الشهر الكريم أن يوفقك الله (عز وجل) إلى إحياء ليلة العيد، وإلى التوسعة على الفقراء والمساكين في هذه الأيام، وفي يوم العيد، وأن يوفقك الله (سبحانه وتعالى) لمواصلة الطاعة بصيام ست من شوال، وألا تنقطع عن قيام الليل، والذكر، وتلاوة القرآن، وسائر الأعمال الصالحة التي كنت تفعلها في هذا الشهر الفضيل.

زر الذهاب إلى الأعلى