عاجل

صناعه الصلب المستدام

(صفر إنبعاثات – صفر فاقد)

بقلم د/ هشام سعد الشربيني

المستشار الفني للشركة العربية لصناعة الصلب

شهد قطاع صناعه الصلب فى مصر وعلي مدار سبعون عاما العديد من مراحل التطور والتحديث التكنولوجى فى مجال انتاج الصلب السائل و الدرفله علي الساخن وسنقوم خلال السطور القليله التالية بالقاء الضوء علي ذلك التطور التكنولوجى فى ذلك المجال…

يعتبر عام ١٩٤٧ هو البدايه الفعليه لظهور قطاع صناعه الصلب في مصر متمثلا ذلك فى انشاء اول مصنع لانتاج الصلب السائل واللازم لانتاج حديد التسليح من خلال مسار اعاده تدوير وصهر الخرده مباشرة بأستخدام افران الصهر باستخدام تقنيه القوس الكهربائى ذات الطاقات الانتاجيه المحدوده.

وبداية من عام ١٩٥٧ أضيف الى قطاع صناعه الصلب المصري مسار جديد للحصول علي الصلب السائل وذلك من خلال الاعتماد علي خام الحديد سواء لانتاج تماسيح الحديد او للحصول على الحديد المصهور بأستخدام وحدات الافران العاليه مع الاعتماد في نهايه المسار علي المحولات الاوكسيجينيه للحصول على الصلب السائل.

وفى عام ١٩٨٦ ومع تعدد مصادر الطاقه لتشمل بالاضافه الي الفحم و الكهرباء ….الغاز الطبيعي … والذى اضاف الى قطاع صناعه الصلب المصرى امكانيه استخدام تكنولوجى انتاج الصلب السائل عن طريق مسار يعتمد على اختزال المكورات الحديد فى وحدات الاختزال المخصصه لذلك بالاضافه الى استخدام افران القوس الكهربى فى نهاية المسار للحصول على الصلب السائل.

وبذلك يكون قد اكتملت المنظومه التكنولوجيه لقطاع الصلب المصرى لتشمل جميع المسارات الرئيسيه الثلاثه المستخدمه في انتاج الصلب السائل فى ذلك الوقت.

ومع بدايه عام ٢٠٠٥ اتجهت العديد من الدول لوضع معايير تهدف الى ضروره الاقلال والحد من الانبعثات الناتجه عن صناعه الحديد والصلب لما

لها من تأثير على التغييرات المناخية حيث وصلت نسبه انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون من صناعة الحديد والصلب بالطرق التقليديه الى ٢٧% مقارنه بباقى الصناعات وبحلول عام ٢٠١٥ وتوقيع اكثر من ١٥٠ دوله على اتفاقيه باريس تم تحديد الفتره بين سنه ٢٠٣٠ او ٢٠٥٠ لتحقيق اهداف تلك الاتفاقيه والتى تسعي للحصول على انسب الطرق لصناعه الصلب النظيف.

ومع منتصف عام ٢٠١٦ اضاف قطاع صناعه الصلب فى مصر احدث انواع التطبيقات العمليه فى مجال الدرفله على الساخن والتي تصل فيها الانبعاثات الى القيمه صفر.

كما يتم حاليا استخدام تكنولوجى الحث الكهربى كبديل غير ملوث يمكن استخدامه في التسخين وتقليب الصلب السائل فى وحدات المعالجه الميتالورجيه مما يساعد على الاقلال من الانبعاثات كما يساعد علي مواجهة النقص المتوقع فى اقطاب الجرافيت والتي تمثل العنصر الرئيسي فى تلك العمليه كما سينعكس تطبيق تلك التكنولوجى علي تخفيض الطاقه الكهربيه ايضا.

كما يتم حاليا دراسه استخدام الهيدروجين الأخضر (المسار الرابع ) لتكتمل بذلك صوره قطاع صناعه الصلب المصرى ومايجب ان يكون عليه مستقبلا من حيث توفير الطاقه والاقلال من الانبعاثات وتعد تلك المقومات بدايه لاقامه المشروعات المستقله دون الاحتياج لموارد الدولة.

ويمكن القول ان صناعه الصلب المستدام والنظيف تعتمد علي اربع ركائز رئيسيه … أولا الاعتماد علي مصادر الطاقه المتجدده مثل الطاقه الشمسيه او طاقه الرياح … ثانيا التحول الي استخدام الهيدروجين الأخضر كبديل للغاز الطبيعي … ثالثا اعاده تدوير الخرده … رابعا الاداره البيئيه للمخلفات …. وتعتبر تلك الركائز قاعده الارتكاز لتحقيق اهداف ” صفر انبعاثات – صفر فاقد”

زر الذهاب إلى الأعلى