تحقيقاتثقافةدنيا ودينصحيفة المواطن

“مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ المقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية”

متابعة / ناصف ناصف

مع بداية شهر رجب، يتسارع العباد على الطاعات وعمل الخير والتقرب من الله عز وجل، فهو واحد من أهم الشهور الهجرية في العام كما أن فضائل شهر رجب متعددة ويسعى الكثيرون لاغتنامها.

والله سبحانه وتعالى فضل بعض الشهور على بعض وفضل بعض الأماكن على بعض، ولكن لا يثبت فضلٌ لزمان ولا لمكان إلا بدليل قطعي, ومن هذه الشهور شهر رجب وكلمة رجب تأتي من الترجيب وتعني التعظيم وقد ذكرله أربعة عشر اسمًا: شهر الله، ورجب، وأطلق عليه رجب مضر نسبة إلى قبيلة مضر، وكانت هذه القبيلة تعطي هذا الشهر تعظيم كبير بخلاف الكثير من القبائل العربية حيث كانوا يغيرون ويحاربون ويبدلون في الشهور حسب حالة الحرب ، ومن أسماء رجب أيضا : الأصب، ومنفس، ومطهر، ومعلي، ومقيم، وهرم، ومقشقش، ومبريء، وفرد. وذكر غيره: أن له سبعة عشر اسما فزاد: رجم بالميم، ومنصل الآلة، وهي الحربة ومنزع الأسنة. و من أشهرها أيضا ” الأصمّ” لعدم سَماع قَعقعةِ السلاح فيه أي لعدم سماع صوت السيوف ؛ لأنه من الأشهر الحرم التي حُرِّم فيها القتال، و “الأصبّ” لانصباب الرّحمة فيه، و “منصل الأسِنّة” كما ذكره البخاري

وقيل إن شهر رجب سمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يرجيبون الرّماح من الأسنة لأنها تنزع منها فلا يقاتلوا، وقيل: رجب أى توقف عن القتال، ويقال رجب الشىء أى هابه وعظمه، و رجب من الأشهرِ الحُرُمِ العِظامِ؛ الّتي أمر اللهُ سبحانه وتعالى بتعظيمِها، والالتزامِ فيها أكثرَ بدينِه وشرعِه والحرص الكبير على تطبيق الشريعة.، وإجلالِها؛ فقال جلّ وعلا: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ” التوبة – 36.

وأن صيام هذا الشهر من الأمور المستحبة، مثل الصيام في كل الأوقات، وهو طريقة لاغتنام فضائل شهر رجب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام يومًا في سبيل الله بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا”وأنه الشهر الذي حدثت فيه معجزة الإسراء والمعراج، والتي كانت في يوم 27 من الشهر الكريم، كما أن الله عز وجل قد حرم فيه القتال، ومن خير ما يقوم به العبد في هذا الشهر الكريم، هو الإكثار من ذكر الله عز وجل، والنهي عن الظلم، وشهر رجب شهر الانتصارات يذكرنا بمجد كان لأمتنا ففيه كانت غزوة تبوك، وفيه أيضا كان تخليص المسجد الأقصى من أيدي الصليبين على يد صلاح الدين وفيه كما ذكرت ليلة الإسراء والمعراج ،فجدير بنا أن نتذكر هذه الأحداث ونأخذ منها عبرة وذكرى لقوله تعالى:” لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد” ق – 37 ..

وهناك العديد من الأمور التي يمكن للعبد اتباعها لاغتنام فضائل شهر رجب، ومن ضمنها الإكثار من الدعاء إلى الله عز وجل، وقيل عما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (خمس ليال لا يرد فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة العيد، وليلة النحر).

اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

أ.د/ مفيدة إبراهيم على عبد الخالق – عميد كليات الدراسات الإسلامية والعربية

زر الذهاب إلى الأعلى