عاجل

قــــراءة في فـقـــه الصلاة 10

قــــراءة في فـقـــه الصلاة 10

للاستاذالدكتورعلاءااحمزاوى الاستاذبجامعةالمنيا

كتب /ناصف ناصف

ــ الصلوات الجماعية سبع، ذكرنا منها: الفرائض اليومية وصلاة الجمعة وصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف والخسوف، ثم صلاة العيد، وهي مِن أعظمِ شعائرِ الإسلامِ، بل هي أعظم من صلاة الجمعة، ويبدأ وقتها من بعد ارتفاع الشمس قـدْر ثلث ساعة، وينتهي قبيل أذان الظهر، وهي ركعتان، في الركعة الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام ويستحب قراءة سورة الأعلى بعد الفاتحة، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، ويستحب قـراءة سورة الغاشية بعد الفاتحة، كما يستحب الاستماع لخطبة العيد بعد الصلاة اقتداء بالهدي النبوي، فقد “كان النبي يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلَّى، وأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس، وهم جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم بما يشاء”، والاستماع للخطبة ليس واجبا وجوب خطبة الجمعة؛ لأن خطبة العيد ليست متممة للصلاة، بل يجوز تركها، فقد ورد عن النبي في صلاة العيد أنه قال: “إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يرجع فليرجع”، ومن السنة في العيد التكبير، ويبدأ من ظهور هلال شوال حتى انقضاء الصلاة في عيد الفطر ومن أول ذي الحجة حتى آخر أيام التشريق في عيد الأضحى.

ــ من الصلوات الجماعية قيام الليل الذي مدحه ربنا بقوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} أي صلاة الليل أكثر توافقا مع قلب المؤمن وأعظم تلاوة؛ لذلك أمر قال الله به نبيه قائلا: {وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحمودًا}، وحــثّ النبي عليه قائلا: “أَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ”.

ــ وهو يُؤدَّى ركعتَين ركعتَين؛ ففي الحديث “صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ”، فيُستحبّ للمسلم خَتْم قيام الليل بالوتْر لحديث “اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا”، ولا مانع أن يوتر المسلم بعد العشاء، فعن أبي هريرة “أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام”، وفي هذه الحالة يصلي القيام بدون وتر إعمالا لـ”لا وتران في ليلة”.

ــ ويستحب إطالة السجود في القيام للمنفرد المستطيع، فقد “كان رسول اللَّه يُصَلِّي إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلكَ صَلَاتَهُ، فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِن ذلكَ قَدْرَ ما يَقْرَأُ أحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ”، ويبدأ وقت قيام الليل من بعد صلاة العشاء إلى قبيل أذان الفجر، وأقـلّه ركعتان، وقيام رمضان في أول الليل يُسمَّى التراويح، وفي آخره يُسمَّى التهجد.

ــ من الصلوات الجماعية صلاة الجنازة، وهي فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الآخرين، وإن لم يقم بها أحد أثـم الجميع، وهي صلاة سرية ليس لها ركوع ولا سجود، لها أربع تكبيرات: بعد التكبيرة الأولى (تكبيرة الإحرام) قراءة الفاتحة، وبعد التكبيرة الثانية قراءة الصلاة الإبراهيمية، وبعد التكبيرة الثالثة دعاء للمتوفَّى، وبعد التكبيرة الرابعة دعاء لعامة المسلمين، ويجهر الإمام بالتكبير، ويُسنّ رفع اليدين في التكبيرة الأولى، ويقف الإمام حذاء رأس الرجل أو صدره، أما المرأة فيقف حذاء وسطها ليكون أستر لعَجُزها عن المصلين خلفه، ويـؤمُّ الناس إمامُ المسجد حتى لو أوصى الميتُ لشخص معيَّن، إلا إذا أُدِّيت الصلاة في الخلاء أو عند المقابر ففي هذه الحالة يـؤمَّ الناسَ أقربُهم للميت، وتُودَّى الصلاة بالحذاء ما دام طاهرا تخفيفا على الناس في الخلاء.

ــ وصلاة الجنازة لها ثواب عظيم للميت وللمصلِّي، ففي الحديث “مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ فَيُصَلِّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَلَغُوا أَنْ يَكُونُوا ثَلَاثَة صُفُوفٍ إِلَّا غُفِرَ لَهُ”، وفي رواية “مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَهُ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ”، وفي رواية «مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئًا إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ»، وهذا يدل على أن دعاء الحي للميت ينفعه وإن لم يكن من أهله، فثمة فرق بين سعي الإنسان لنفسه وسعي غيره له، فسعيه لنفسه ينقطع بموته إلا من ثلاث: صدقته الجارية وعلمه النافع ودعاء ولده الصالح له، وهذا من عدل الله، أما سعي غيره له فموصول له لا ينقطع وهو من فضل الله؛ لذلك يستحب كثرة عـدد المصلين على الجنازة، ويُثاب المصلي على الجنازة، فقد ثبت في الحديث “مَن شهد الجنازة حتى يُصلّي عليها فله قيراط، ومَن شهدَها حتى تُدفَنَ فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلَين العظيمين”، والقيراط مقدار عظيم من الثواب، ويُكرَه رفع الصوت في تشييع الجنازة، ويستحب الإكثار من الدعاء، وللحديث بقية.

زر الذهاب إلى الأعلى