عاجل

“فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ “

"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ "

المقالى الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية

نقله لكم ناصف ناصف.

الكلمة هي عماد الدعوة إلى الله , ويقصد بهاالكلمة الطيبة وهي وسيلة لقبول الخير والحق، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم على أعلى درجات الصدق والإخلاص في الدعوة، وصحابته من خيرة الناس قبولًا للخير ومع ذلك كله قال تعالى: “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”آل عمران: 159.

وقد ورد لفظ الكلمة وصيغها في القرآن الكريم ما يقرب من (75) مرة. بين الأسماء والأفعال وورد لفظ الكلمة في القرآن الكريم ويقصد بها كلمات الله وهي القِوانين التي وضعها الله لتسيير ملكه وتدبير أَمر خلقه .قال الله تعالى :”وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” لقمان :27 , وهنا يخبرنا القرآن الكريم إن القوانين – الكلمات – التي قدر بها الكون والكائنات الحية لاحصر لها .والكلمة الطيبة هي حياة القلب، وهي روح العمل الصالح، فإذا رسخت في قلب المؤمن وانصبغ بها “صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ” البقرة:138 , وواطأ قلبُه لسانَه، وانقادت جميعُ أركانه وجوارحه، فلا ريب أن هذه الكلمة تؤتي العمل المتقبَّل “إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ” فاطر:10.

وأن الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»

وبالكلمة الطيبة تتحقق المغفرة لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام» (رواه الطبراني)، بل إن الكلمة الطيبة سبب في دخول الجنة؛ فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها لمن ألان الكلام أطعم الطعام بات لله قائمًا والناس نيام» (رواه أحمد في مسنده)

وكلمة الامام الحسين رضي الله عنه! من أجمل الحوارات التي قيلت في معنى الكلمة … وتتجلى في حوار الوليد حاكم المدينة المنورة والحسين بن علي وهو يطالبه بمبايعة يزيد في شعر الكاتب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي يقول.: أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة , دخول النار على كلمة وقضاء الله هو كلمة

الكلمة لو تعرف حرمة زاد مزخور …الكلمة نور ..وبعض الكلمات قبور وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري, الكلمة فرقان بين نبي وبغي بالكلمة تنكشف الغمة .الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة …إن الكلمة مسؤولية إن الرجل هو كلمة.

الكلمة الطيبة تؤلف قلوب الناس جميعًا من كل طبقة وصنف، وفي كل مكان وزمان، ولذا أرشد الرحمن أهل الإسلام إلى الأخذ بالأسباب في هذا المقام؛ فقال تعالى: “وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا” الإسراء: 53.

زر الذهاب إلى الأعلى