مقالات

عن آليات اختيار المحكمين باللجان العلمية في المجلس الأعلى للجامعات

اللجان العلمية في المجلس الأعلى للجامعات

بقلم اد: عادل القليعي
أستاذ الفلسفة الإسلامية
آداب حلوان
قد يتعجب القارئ الكريم من عنوان المقال ، لكن سأزيل هذا الاستغراب بفضل الله تعالى.
باتت الأسئلة كثيرة التي يتحير معها العقل ، على الرغم من أن إجابتها قد تكون واضحة وضوح الشمس .
لكن السؤال مشروع والتساؤل حق مكفول كفلته حقوق الإنسان لبني الإنسان ، فما بالكم إذا ما ضاعت حقوق الإنسان والذي ضيعها بنو الإنسان.
الله تعالى فى أديانه السماوية التي شرعها لضمان بقاء الإنسان كافلا له مقومات حياته ومنها دفع الجور والظلم الذي يقع عليه.
يقول تعالى: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)
ويقول في حديثه القدسي ، يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.
كذلك كفل الدين الحفاظ على الكفاءات واعطائهم حقوقهم كاملة غير منقوصة ، خصوصا إذا ما وصلوا إلى هذه الكفاءات بعرقهم وجدهم واجتهادهم.
فمن باب فقه الأولويات يأخذوا حقوقهم في توليهم الأعمال المهمة لأنهم ذاقوا فعرفوا ، ذاقوا طعم الكفاح ، فلن يظلموا أحدا ، بل سيكون جل همهم إعطاء كل ذي حق حقه.
لا أريد أن أشخصن المسألة ، لكن كما ذكرت التساؤل مباح بحق للديمقراطية والمواطنة ولا سيما أننا نعيش في ظل دولة مؤسسات يحكمها قانون.
فالشباب يتساءلون ، لماذا نتفوق في دراستنا ولا نحصل على حقنا في التعيين في وظيفة مرموقة ويحصل عليها آخر من ذوي الحظوة أو من علية القوم ؟!، وما هم علية قوم ولا يحزنون بل هم (عرة) القوم.
وهذا تساؤل ، وثم تساؤل آخر واعتقد أن هذا السؤال مشروع جدا ، ما هى الضوابط والمعايير والآليات التي يتم على إصرها إختيار لجان المحكمين بالمجلس الأعلى للجامعات (لجان فحص الإنتاج العلمي للمتقدمين للترقى لدرجة الأستاذية أو الأستاذ المساعد)، هل من هذه المعايير مثلا الأقدمية ، أقدمية المتقدم في تاريخ حصوله على درجة الأستاذية ، وإذا تم استثناء هذا الشرط لإتاحة الفرصة أمام الأساتذة حديثي الحصول على الأستاذية ، هل ثم شرط آخر كانتاج المتقدم العلمي وعدد مؤلفاته المنشورة وبحوثه ومشاركاته في المؤتمرات والندوات العلمية.
أم لعامل السن دور في هذا الأمر ، أقصد تواريخ الميلاد ، وأعتقد أن هذا الشرط قد يفعل إذا ما تساوى الجميع في كل ما سبق ذكره
السيدات والسادة هو سؤال مشروع ، وليعلم الجميع أنني لست على خلاف مع أحد ، وجميع الأساتذة أقدرهم وأكن لهم كل إحترام وجميعهم فوق رأسي في كل جامعات مصر والجامعات العربية في كل التخصصات، ولا سيما في تخصصي الذي أحبه واعشقه.
لكن ما نتحدث عنه لا يخص شخص بعينه ، (س) ، أو (ص) من الناس ، لكن ما نصبو إليه هو تحقيق الموضوعية في آليات الإختيار ، بمعنى ، هل يجوز أن يدخل اللجان العلمية من هم مغمورين ولم يمر على ترقيتهم عام وليست لهم مؤلفات تذكر اللهم إلا بحوثهم التي رقوا بها ، ويهمش أو يترك قامات علمية أصحاب فكر يعتد به ، ويتركوا هملا ، وقد يكونوا حاصلين على الأستاذية من أكثر من عشرين عاما ، لماذا ؟!
هل هذا يعقل يا أصحاب العقول ، أما آن الأوان أن نتخلص من هذا الموروث الذي جثى على صدور الناس لعقود طويلة.
أما آن الأوان لكي نتخلص من هذا الجاثوم والخوف من أن يتقدم الشباب إلى لجان الترقيات لأن أساتذتهم كانوا على خلافات مع بعض أعضاء اللجان العلمية خشية أن ينكل بهم ، هل هذا يعقل ونحن مقدمون على جمهورية جديدة سيتحقق فيها العدل والمساواة ، من يستحق يكافأ ويثاب ، ومن لا يستحق ينحى جانبا وتعطى الفرصة لغيره من ذوي القدرة على الإدارة ، الذين يستطيعون أن يقودوا دفة البحث العلمي إلى الجادة والصواب ويرفعوا شأن التعليم العالي في كآفة مجالاته النظرية والعملية.
هل يعقل أن توضع أسماء كانت تحكم بحوثهم بالأمس القريب، هل ستكون لديهم الخبرة الكافية لتقييم أعمال متقدم للاستاذية أو لدرجة الأستاذ مساعد.
هل هؤلاء سيحكمون ما سيرد إليهم من بحوث بموضوعية أم ستملى عليهم إملاءات ، حتى توضع أسماؤهم فى الدورة القادمة والتي تليها.
السيدات والسادة والله فى القلب غصة ويعلم الله مدى حزني على مستقبل البحث العلمي في بلدنا الحبيب ، بلدنا الذي يسعى قادته سعيا حثيثا إلى إحداث صحوة في كافة المجالات ، وعلى كل الأصعدة والمستويات من أجل النهوض بوطننا الحبيب ، وللوصول به إلى تحقيق تنمية مستدامة ولا سيما في البحث العلمي وتتبوأ جامعاتنا ومؤسساتنا البحثية مكانتها اللائقة بها ونحصل على تصنيف متقدم بين جامعات العالم.
السيدات والسادة أكرر وأكرر لست على خلاف مع أحد وأقف من الجميع على مسافة واحدة.
وسأختتم مقالتي ببيت شعر ذكره الإمام الغزالي رحمه الله ، يا معشر القراء، يا ملح البلد*ما يصلح الملح إذا الملح فسد.
يا ولاة الأمر ، يا سعادة الدكتور وزير التعليم العالي ، أعيدوا تصحيح الأوضاع المغلوطة وضعوا الأمور في نصابها الصحيح.
فستذكرون ما أقول لكم أفوض أمري إلى الله ، إن الله بصير بالعباد.

زر الذهاب إلى الأعلى