دنيا ودين

ديننا بين العلم والعمل

متابعة ناصف ناصف 

تفعيلًا لمبادرة وزارة الأوقاف من خلال برنامج: ( اقرأ)

نظم المركز الثقافي الإسلامي بالعجمي ندوةبعنوات ديننا بين العلم والعمل

• أدار الندوة فضيلة الشيخ عبدالحميد عبدالوهاب محمد

إمام وخطيب بأوقاف الإسكندرية، ومدرس القرآن الكريم وتجويده بالمركز

• بدأت الندوة بتلاوة قرآنية كريمة من:

    الدارس المحاسب: حسني علي الشريري

• ثم تتابعت فقرات الندوة على النحو التالي:

 اولًا: عن منظومة الإيمان والعلم والعمل من أجل أكرم حياة..

تحدث الأستاذ الدكتور محمد سلام رئيس قسم الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدمنهور وعميد المركز كاشفًا عن الآتي:

• الدين لا ينحصر في جو نفسي معزول عن الحياة والعمل وطلب العلم…

         وإنما كان ذلك لأن الدين هو الدافع الأكبر والأعظم للتحرك في إطار الحياة بكل مجالاتها للتفاعل والتعامل الواعي الهادف مع مختلف الأفراد، والمفردات، والمجتمعات….

• وكون الدين ليس بمعزل عن الحياة فهذا ما نقرأه في الكثير من نصوص ديننا الإسلامي القويم….

– فقد قرنت نصوص ديننا بين الإيمان والعلم والعمل في علاقة عضوية مترابطة متكاملة بخير رباط للإنسان الذي قضت مشيئة خالقه جلَّ جلاله بين خلقه جميعًا أن يستخلفه ويستعمله ليكون خليفة الله في الأرض….

• استخلاف الله للإنسان في الأرض فيه تكريم فاق كل تكريم…

 يتجلى ذلك التكريم بالاستخلاف، حيث أمر الخالق العظيم أن يسجد الملائكة لخليفته في الأرض أجمعين قائلًا:

   (فَإِذَا سَوَّيۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَ)

– ولذا يجب على الإنسان بكل سلالاته وفئاته في كل زمان

  ومكان من أرض الله أن يقوم بمقتضيات هذا الاستخلاف الكريم بعمار ارض الله…

قال تعالى: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)

• وعمار أرض الله لا يكون إلا بإيمان حق، وعلم نافع، وعمل صالح..

ويتجلى ذلك بوضوح من خلال النقاط التالية:

١- عمار أرض الله لا يكون إلا بالعمل الصالح النافع من خليفة الله في كل مجال ومآل في أرض الله…

٢- والعمل الصالح النافع لا يكون مثمرًا خير الإثمار إلا إذا اقترن بعلم نافع، وهو ما منحه الخالق العظيم لهذا المخلوق الإنسان الكريم، حيث قال: (وعلم آدم الأسماء كلها)

ولذا طالب الخالق الكريم الإنسان في أول ما أنزله فى قرآنه الكريم على رسولنا الكريم ﷺ بأن يقرأ ويتعلم كل ما لم يكن يعلم….

• الله كرم الإنسان بدينه وعلمه وعمله…

 كرم الخالق الكريم الإنسان بدينه في قرآنه على عمله الصالح النافع بأنه بعمله هذا مرفوع عند الله بقوله:

{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}

– كما كرم الخالق العظيم الإنسان بدينه في قرآنه على علمه النافع المقترن بالإيمان الصادق بأنه بإيمانه وعلمه وعمله هذا مرفوع عند الله درجات ودرجات بقوله:

( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)

• الإسلام عظم شأن العلم والعمل في كل حال…

الإسلام عظم شأن العلم والعمل في كل حال، حيث لا حياة بدون عمل صالح، كما أنه لا تقدم ولا ارتقاء للحياة دون علم نافع….

– وإذا كان العلم والعمل قرينين كريمين للإيمان الحق في ديننا القيم القويم، فإن الاجتهاد في طلب العلم، وإتقان العمل بدين وإيمان هو سبيل الفوز بخير الدنيا والآخرة، ونيل محبة الله وكرامته ومحبة رسوله ﷺ…

 قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾

• قيمة العلم والعمل في الإسلام تفوق قيمة التفرغ للعبودية…

– وذلك لما أُثر عن الرسول ﷺ في بيان فضل العالم على العابد أنه قال :

” فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب….”.

– وكذلك فضل الإسلام العامل المجتهد في عمله على المنقطع للعبودية على نحو ما روي عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال لأحد الثلاثة المنقطعين للعبادة المسجد لما أخبره أن له أخًا يحتطب في الجبل فيبيع ما يحتطبه فيأكل منه ويأتيه بكفايته، فقال له عمر: أخوك أعبد منك….”

• ديننا القويم عالج مشكلة البطالة بواقعية عملية:

ويتجلى ذلك من خلال ما روي أن رجلاً من الأنصار أتى النبي يسأله عطاء… فقال له ﷺ : “أَمَا فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ؟”

فقال الرجل : بلى، حِلْس نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقَعْب نشرب فيه….

فقال له ﷺ : “ائْتِنِي بِهِمَا”.

فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله بيده، وقال: “مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ؟”

 قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين.

فأخذ ﷺ الدرهمين، فأعطاهما الرجل، وقال: “اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا، فَانْبذْهُ إِلَى أَهْلِكَ، وَاشْتَرِ بِالآخَرِ قَدُومًا….

ثم قال له: “اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَبِعْ، وَلا أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا”. فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبًا، وببعضها طعامًا.

فقال رسول الله : “هَذَا خَيْرٌ لَكَ….”

• وقد وضع الإسلام المشكلة الاقتصادية وهي مشكلة الفقر والتخلف في موضعها من الاهتمام بشأنها كل الاهتمام….

حيث لا يرضى ديننا القيم القويم لنا أن نكون أمة بطالة، ولا أمة جهالة….

• إن ديننا الإسلامي القيم القويم يريد من الإنسان أن يحقق التوازن في مجال العلاقة مع الله تعالى فيكون مؤمناً به إيمانا صادقاً خالصاً، وفي الوقت نفسه يكون متفقهًا عارفًا عالمًا واعيًا، مع العمل بجد وإتقان، من أجل أن تكون شخصيته إسلامية صالحة تنفع الإسلام والمسلمين، والناس أجمعين…

• ثانيًا: عن العمل الزراعي بين العلم والإيمان…

تحدث الأستاذ الدكتور صبحي سلام وكيل كلية الزراعة. جامعة الإسكندرية، ونقيب الزراعيين، وعضو المجلس القومي الثروة الحيوانية، وعضو أكاديمية البحث العلمي موضحًا الآتي:

• الزراعة عمل شريف ومهنة أساسية وكريمة للإنسان تقوم عليها أعمال الصناعة والتجارة والاقتصاد…

والعمل الزراعي مرتبط بالإيمان أشد ارتباط…

يقول الله تبارك وتعالى:

(أفرأيتم ما تَحْرُثُونَ أأنتم تزرعونه أم نَحْنُ الزَّارِعُونَ)

• ولكي يتطور العمل الزراعي فلا بد من الأخذ بكل أسباب العلم مع ربط ذلك بأسباب الدين القويم احتهادًا في طلب العلم، واحترامًا للوقت الذي هو الحياة، وجودة العمل ضرورة لزيادة الإنتاج، وتحقيق المنافسة السوقية، وإثبات الذات بين الأمم الجادة…

• والعلم هو قاطرة التنمية والتقدم الذي يبدأ من الاهتمام بالفلاح العامل من خلال الاهتمام بمشاكله في عمله الزراعي ودراستها، حيث تقوم البحوث على ذلك من خلال خطط وبرامج حقيقية، وإلا فإن المشاكل ستتكاثر وتتضخم…

مذكرًا بأن الدول المتقدمة تقدمت من خلال ربط البحث العلمي بالواقع الحياتي ومتطلبات المجتمع…

• والدين حدثنا كثيرًا عن الجار وأهميته في حياتنا…

وهو ما ينبغي مراعاته على المستوى القومي لأهميته بالنسبة لنا في مختلف مجالات الحياة: المياه، والإنتاج الحيواني، والزراعي، والاستثمار مع دول الجوار…

وهو اتجاه توليه الدولة الآن بقيادة الرئيس السيسي اهتماما قويا…

• مصر حباها الله بعديد من الموارد التي تجعلها قادرة على أن تكتفي ذاتيا، لكن المهم هو استثمار تلك الموارد الاستثمار الأمثل: دينيا وعلميا وعمليا…

ومن ذلك مجال المياه، مذكرا بأننا حين نأخذ بتعاليم ديننا وسبل العلم في ترشيد استخدام المياه لن تكون لدينا مشكلة مياه، مشيرًا إلى أننا نهدر بعدم ترشيد استهلاك المياه ما يقترب من 40% من مياهنا التي حبانا الله بها…

• بالإيمان الثابت والأخذ بأسباب العلم، والعمل الجاد والإرادة القوية نستطيع أن نعيد بناء أمتنا كما أراد لها الله أن تكون خير أمة أخرجت للناس…

– ولسنا أقل من اليابان التي ضربت بالقنابل الذرية فخسفت بهم الأرض، لكنهم بإرادتهم استطاعوا أن يخرجوا، بل يصعدوا بأمتهم إلى قمة تكنولوجيا العلم على مستوى العالم…

ثالثًا: عن القيم الإيمانية والعلمية والعملية في حياتنا…

تحدث فضيلة الشيخ سلامة عبد الرازق

معالي وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية موضحا ومؤكدًا في نقاط محددة عدة أمور أساسية ومهمة، منها:

• بالإيمان بالله رب العالمين، والفقه والعلم الجاد، والعمل الصالح لا يكون عندنا مشكلات ولا أزمات من أي نوع…

• وبالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ: فقهًا وعلمًا وعملًا الاستقامة، والبعد عن الضلال والانحراف…

• كما أن الدين الكريم بأركانه وتعاليمه علاج لكل مشكلات المجتمع وأمراضه، بالصدق في القول، وتقدير الوقت، وتقدير الجوار، وإتقان العمل، وحسن المعاملة، والإنفاق في سبيل الله زكاة وصدقات، وحب الخير لجميع أبناء وطننا الحبيب وأمتنا الكريمة..

رائعًا مشاركات الدارسين في الندوة:

• مشاركة من الدارسة: ا. فاطمة زكريا

بعنوان: أهمية العلم والعمل في حياتنا وارتباطهما بالإيمان..

• مشاركة من الدارسة: ا. مها محمود

بعنوان: العلم والعمل: واجبات وآداب إيمانية…

خامسا: فقرة: المداخلات وطرح بعض الأسئلة والإجابة عليها..

حيث تضمنت حلولًا لبعض مشكلات الدارسين، ووعودًا بتلبية ما يمكن تلبيته، واقتراح مشاريع صغيرة غير مكلفة، لكناه مربحة حلا لمشاكل البطالة…

سادسا: فقرة التكريم والهدايا الرمزية التقديرية..

• شهدت المكتبة زيارات ومطالعات لعدد كريم من الدارسين والدارسات…

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ديننا بين العلم والعمل

.

زر الذهاب إلى الأعلى