الأدب والشعرثقافةصحيفة المواطن

شاعر وقصيدة :عرض: محمد فتحي شعبان

سعاد الصباح

كن صديقي

بداية قبل أي شىء ما يذكر هنا ليس إلا جمع للمعلومات من مصادرها .

سعاد الصباح :

هي سعاد محمد صباح المحمد الصباح ، مواليد ٢٢ مايو ١٩٤٢ م ، شاعرة و كاتبة و ناقدة كويتية حاصلة علي درجة الدكتوراة في الاقتصاد و العلوم السياسية ، وهي المؤسسة لدار ( سعاد الصباح للنشر والتوزيع عام ١٩٨٥م) .

تزوجت من الشيخ عبد الله مبارك الصباح و رزقت بأربعة اولاد .

من مؤلفاتها

ومضات باكرة ١٩٦١ ، ديوان من عمري ١٩٦٤ ، ديوان أمينة ١٩٧١ ، إليك يا ولدي ١٩٨٢ ، فتافيت امرأة ١٩٨٦ ، البدء كانت الانثي ١٩٨٨ ، حوار الورد والبنادق ١٩٨٩ ، إلي غير ذلك .

و تكرمت في أكثر من مناسبة :

درع جمعية الاقتصاديين الكويتين ، وسام الثقافة التونسية ، والميدالية الفضية من معهد العالم العربي في باريس.

كن صديقى ( من تعليق زياد أبو لبن ) :

تقف الشاعرة في قصيدة كن صديقي( وهي مغناة ماجدة الرومي ) علي وقع الحالة الشعورية المنحازة لجماليات الحياة بما تحمله من تواشج للعلاقة الإنسانية بين رجل وامرأة ، هذه العلاقة المحكومة بحاجة لصديق مبرئ من دونية الجسد أو من نزواته ، فتسعي المرأة إلي مشاركة الآخر أو نصفها الثاني لرجل يشاركها صداقة العمر ، والتمني بفعل الأمر كن مقترن بالحاجة لكف صديق وكلام طيب تسمعه ، ودفء كلماته فتعبر الشاعرة عن إحساسها بالفقد لكل ما يصنعه الرجل من جمال باق في الطهر الآدمي ، نافية أن تكون هذه العلاقة مبنية علي شهوانية الجسد ، ويبقي سؤال المرأة الشرقية معلقا بمزاجية الرجل الشرقي المرهونة بحاجة النساء بما يرضيها حتي تكتفي بالتفاصيل الصغيرة أو بأشيائها الصغيرة ، وتقتصر حاجات المرأة علي عاطفة مفقودة في إحساسها المرتهن بالفعل الأنثوي .

كن صديقي

كم جميلا لو بقينا اصدقاء

إن المرأة تحتاج أحيانا إلي صديق

وكلام طيب تسمعه

و إلي خيمة دفء صنعت من كلمات

لا إلي عاصفة من قبلات

فلماذا يا صديقي ؟

لست تهتم بأشيائي الصغيرة

ولماذا لا تهتم بما يرضي النساء

كن صديقي

إني أحتاج أحيانا لأن امشي

علي العشب معك

وأنا أحتاج أحيانا

لأن أقرأ ديوانا من الشعر معك

وأنا كامرأة يسعدني أن أسمعك

فلماذا أيها الشرقي تهتم بشكلي ؟

ولماذا تبصر الكحل بعيني ؟

ولا تبصر عقلي

إني أحتاج كالأرض إلي ماء الحوار

فلماذا لا تري في معصمي إلا السوار ؟

ولماذا فيك شىء من بقايا شهريار ؟

كن صديقي

ليس في الأمر انتقاص للرجولة

غير أن الرجل الشرقي لا يرضي

بدور غير أدوار البطولة !

فلماذا تخلط الأشياء

وما أنت العشيق

إن كل امرأة في الأرض تحتاج

إلي صوت ذكي وعميق

وإلي النوم علي صدر بيانو أو كتاب

فلماذا تهمل البعد الثقافي ؟

وتعني بتفاصيل الثياب

كن صديقي

أنا لا اطلب أن تعشقني العشق الكبير

( لا اطلب أن تبتاع لي يختا وتهديني قصورا

وتمطرني عطرا باريسيا )

وتعطيني مفاتيح العمر

هذه الأشياء لا تسعدني

فاهتماماتي صغيرة وهواياتي صغيرة

وطموحاتي أن أمشي ساعات وساعات معك

تحت موسيقي المطر

وطموحاتي هي أن أسمع في الهاتف صوتك

عندما يسكنني الحزن ويضنيني الضجر

كن صديقي

فأنا محتاجة جدا لميناء سلام

وأنا متعبة من قصص العشق والغرام

وأنا متعبة من ذلك العصر الذي

يعتبر المرأة تمثال من رخام

فتكلم حين تلقاني

لماذا الرجل الشرقي ينسي

حين يلقي امرأة نصف الكلام ؟

ولماذا لا يري فيها

سوي قطعة حلوى وزغاليل حمام

ولماذا يقتطف التفاح من أشجارها

ثم ينام

زر الذهاب إلى الأعلى