مقالات

” السيـاحة .. وحمايـة الشعـاب المـرجانيـة ..”

بقلـم – سميـر إبراهيـم

تطل مصر على أكثر من 2500 كم من سواحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر منها 1500 كم تقريبا على سواحل البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة ويمثل الدخل السياحى فى مصر 11.35% تقريبا من إجمالى الدخل القومى . والأن أصبحت نسبة السائحين الذين يتجهون إلى البحر الأحمر مباشرة حوالى 50% من العدد الكلى للسياح ومنهم نسبة كبيرة يقومون بسياحة الغطس لمشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة.
– وقد ساهم النمو السياحى فى منطقة البحر الأحمر فى السكانية من الوادى مع تشغيل عدد كبير من الشباب المصرى وقد أحدث الأستغلال السياحى العشوائى لشواطىء البحر الأحمر منذ الثمانيات تدهور فى الشعاب المرجانية وصل فى بعض المناطق إلى 30% – وفى عام 1990 م بدأت وزارة البيئة وجهاز شئون البيئة فى تنمية هذه المناطق بطريقة علمية ومدروسة .
وفى نظرة عامة لأهمية الشعاب المرحانية تجد أن لها أهمية كبرى كحماية للكثبر من الكائنات الحية البحرية الأخرى .. وتلعب دورا فى حماية الشواطىء من عمليات النحر خاصة فى مناطق التيارات والأمواج العالية ..كما تستخدم الشعاب المرجانية فى المجال الطبى فى بعض
حالات كسور العظام وإستخراج بعض المركبات التى تستخدم فى تركيب بعض الأدوية . ولها أيضا أهمية كبرى كمصدر لجذب السياح وهى سياحة الغوص وزيادة الدخل القومى .
بينما على جانب آخر نجد أن هناك عوامل تدمير للبيئة البحرية فى البحر الأحمر بمصر منها زيادة مشكلة الصيد الجائر للأنواع التى تؤكل من الأسماك لمواجهة زيادة عدد السكان والسياح – والتأثيرات السلبية للرياضات البحرية المكثفة نتيجة زيادة أعداد السياح – وتحولت الشواطىء الهادئة التى كانت نستقبل السلاحف البحرية إلى منتجات سياحية – وزيادة أعداد المراكب واللنشات لنقل السياح وراغبى الغطس – أيضا زيادة المخلفات الأدمية والزبالة ومخلفات البناء مع إنتشار محطات تحلية المياه للشرب مما أدى لزيادة حرارة المياه والأملاح بالأضافة إلى مشكلة الصيد الجائر لخيار البحر وزيادة أعداد نجم البحر الشوكى – والتلوث البترولى للبيئة البحرية نتيجة سياحة البخوت ومراكب الغوص ومراكب الغطس بالأضافة للمتسرب من منصات إستخراج البترول .
والنتيجة العامة هو حدوث دمار كبير للشعاب المرجانية فى بعض المناطق .
ومن أمثلة تدخل النشاط البشرى لدمار البيئة والإخلال بالتنوع البيولوجى مشكلة ” خيار البحر ” .. و له أنواع وهى الأسود والبنى والمنقط – وهو حيوان بحرى يشبه الخيار مخاطى لين مستطيل الشكل وبعيش فى القاع الرملى فى مناطق الشعاب المرجانية وهو مهم جدا بالنسبة للشعاب لأنه “ يحلل المواد العضوية الموجودة فى الرواسب البحرية ويحولها إلى نترات وفوسفات ذائبة لتغذية الكائنات الصغيرة التى تكون الشعاب المرجانية – ويتغذى خيار البحر بإستخلاص المواد العضوية العالقة فى الماء مما يزيد من نظافة ونقاء المياه مما يفيد العطاسين وسياحة الغطس .
كما يتغذى على المواد العضوية التى قد تغطى الثقوب التى يعيش فيها الحيوان الذى يكون الشعاب المرجانية وتوقف نموه .
وقد أصبح خيار البحر معرض للأنقراض وقد يؤدى هذا إلى إضمحلال الشعاب المرجانية وتقليل الرؤية تحت المياه وقلة عدد راغبى الغطس وفقد مصدر للدخل السياحى .. والحل فى ترك خيار البحر ومنع الصيد الجائر وصيد الحجم الكبير فقط حتى نمنع تدمير الحياة البيولوجية والشعاب المرجانية .
وثانيا- حيوان نجم البحر الشوكى “ وهو حيوان بحرى يشبه النجم له أشواك سامة مفترس لحيوان المرجان .
وبهدد الحياة البحرية .
ونجد أن السياح يخرجون للغطس بالمراكب حتى أماكن تواجد الشعاب وهى تبعد عن الشواطىء مسافات تصل إلى 40 إلى 50 كم ثم تقف المراكب لإنزال السياح
وتقوم برمى الهلب لتثبيت المركب فوق الشعاب مما يؤدى إلى تكسير حوالى 1-3 كجم من الشعاب عند إلقاء الهلب وكذلك مثلها عند سحب الهلب – ونزول السياح والمشى على الشعاب المرجانية مما يدمرها – والقطع والتكسير الميكانيكى بواسطة السياح أو المرشدين “كهدايا “
مع إلقاء المخلفات الأدمية للمراكب فوق الشعاب فتدمرها .ولذا نحتاج حوالى 8 سنوات لأستعادة نمو 1 كجم من الشعاب ولو أستمر هذا التدمير فبعد 40- 50 سنة ستدمر الشعاب المرجانية تماما .
ويقترح الباحثون بإستخدام الشمندورة وهى عبارة عن عوامة بحرية متصلة بحبل سميك مثبت بمسمار صلب فى صخور القاع بها حلقة يلتقطها رئيس المركب ويربط فيها المركب .
ولذا فإن الحفاظ على الشعاب المرجانية .. ضرورة قومية .

زر الذهاب إلى الأعلى