تأثيرات التطور التكنولوجي في مصر

بقلم/المهندس يوسف الدالي استشاري تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي. متابعة/محمد الطراوي
التطور التكنولوجي هو الذي يرسم لنا المستقبل الجديد ويمهد لنا الطريق نحو حياة أفضل متطورة لهذا فإنّ حياتنا القادمة ومدى تطورها مرهون بالعلم الذي يدعم التطور التكنولوجي ولا شكّ أنّ العصر الذي نعيش فيه الآن هو عصر التكنولوجيا المتطورة وعصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة بالدرجة الأولى والتكنولوجيا الرقمية ويعرف بأنترنت الاشياء لأنه وسيلة الأتصال بين الانترنت ومختلف الأجهزة الإلكترونية والكهربائية التي يتم استخدامها في المنزل والعمل والمكاتب أو أي مكان آخر حيث يسمح إنترنت الأشياء باستشعار الأشياء أو التحكم فيها عن بعد وتعتمد عملية المراقبة والتحكم على المستشعرات التي تقوم بجمع البيانات وإرسالها إلى الخوادم المتصلة بأجهزة الاستشعار حيث أن كل هذه التطورات الحديثة في هذا المجال يعود بالنفع على أفراد المجتمع
وقد شهد عالم الروبوتات تقدّمًا مذهلاً في السنوات الأخيرة ويعود الفضل في ذلك إلى التطوّر الملحوظ في باقي مجالات العلوم والتكنولوجيا إذ ساهم ظهور علم البيانات الضخمة Big Dataفي تزويد أنظمة الروبوتات بكفاءات عالية لم يكن بالإمكان الوصول إليها في الماضي كما أن اختراع أنواع حديثة من أجهزة الاستشعار وظهور انترنت الاشياء IoT والذي ربط مختلف الأجهزة في شبكة واحدة قادرة على مراقبة جميع الظروف البيئية المحيطة والاستجابة بناءً على المعلومات التي جمعه ولذلك فقد ادت كل هذه الأمور إلى بناء جيل من الروبوتات أكثر تعقيدًا من أيّ وقت مضى واستخدمت في كافة مجالات الحياة مثل الصناعة والصحة والأمن ومساعدة البشر
ونظراً لذلك النمو المتسارع الذي تشهده الممارسات والتقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي وما تتصف به من تنوع في استخدام مختلف التطبيقات في عديد من المجالات وما تقوم به من دور فعال في تسريع وتيرة القرار ودعم الاستخدام الأمثل تسهم مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وضوابطه في تسهيل التطبيق العملي للأخلاقيات أثناء مراحل دورة حياة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي كما تساعد هذه المبادئ في دعم مبادرات تنمية البحث والتطوير والابتكار في مصر مما سينعكس على مستوى جودة الخدمات التي تقدمها مصر إلى الأفراد بما يضمن الاستخدام المسؤول لتطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من التقدم الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي الإنتاجي إلا أن هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها، ويعد الحفاظ على الجودة والأصالة للمحتوى المُنتج من قبل الذكاء الاصطناعي أحد أكبر التحديات حيث يجب أن تكون الأنظمة قادرة على فهم السياق وتلبية متطلبات المستخدمين بدقة بالإضافة بأن هناك قضايا أخلاقية تتعلق بالاستخدامات المحتملة للذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى يمكن أن يتضمن ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات زائفة أو إنتاج محتوى ضار للمجتمعات مع هذه التحديات ولذلك يبقى الذكاء الاصطناعي الإنتاجي مجالًا مثيرًا للابتكار والاستكشاف ويمكن لهذه التكنولوجيا أن تحدث ثورة في مجالات مختلفة مثل الفن والأدب والإعلام والتسويق ومن المتوقع أن يؤدي التطور المستمر في الذكاء الاصطناعي إلى توسيع آفاقنا وإيجاد حلول جديدة للتحديات التي تواجهنا في المستقبل باستغلال الفرص الهائلة التي يقدمه الذكاء الاصطناعي الإنتاجي يمكن أن تستفيد الشركات والمؤسسات من قدراته في تحسين عملياتها وتطوير منتجاتها وخدماتها بطرق مبتكرة وفعالة و يبرز دور الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي كعامل محفز لحل مشاكل البيئة والتحول إلى بيئة نظيفة وكذلك يتم استخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لبناء المدن الذكية وتحويل المدن الحالية إلى ذكية طبقاً للمعايير الدولية مع تقدم مصر الان فى استخدام برامج ERP system فى الحكومة و وجود استراتيجية الامن السيبرانى فى مصر يدل على ايمان الدولة المصرية بالتحول الرقمى وقرارات مصر كل يوم فى هذا المجال يسرع قطار الحوكمة الرقمية حيث تم ادخال عدد كثير من برامج الدفع الالكترونى والشرائح الذكية وeSim وتعظيم دور انترنت الاشياء ان في رؤية مصر 2030 واستراتيجية مصر الرقمية وقد أعلنت مصر عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفي عالم سريع التغير وقد شهدت السنوات الماضية تغيرات وتحديات على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي ووجدنا أن رؤية الدولة قد اتسمت بالمرونة والقدرة على مواكبة التغيرات ويُعد تعزيز التحول الرقمي أحد المُمكنات الأساسية التي تساعد على تحقيق جميع أهداف رؤية مصر ويعمل على إنشاء بنية تحتية مرنة للحكومة والمؤسسات تسمح بمواكبة مستجدات الثورة التكنولوجية و مع التطور السريع للتكنولوجيا أصبح الإنسان يعيش في عالم رقمي يتسم بالتغيير المستمر والتحديات الجديدة ففي هذا العالم تتلاشى الحدود بين الحقيقة والخيال وتصبح التجارب الافتراضية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية و يسعى الإنسان دوماً إلى التطوير والبحث عن الأفضل منذ بدء الخليقة ولقد بدأت من هناك رحلة البحث عن كل شيء إنها الرغبة في الاستمرار والحياة حيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بغرائز البشر وطبيعتهم ولذا يحاولون جاهدين لتكييف كل ما حولهم من أجل البقاء وإن اختلفت أوجه هذا البقاء ومسمياته ومن ينظر إلى التاريخ ويتأمل القصص يدرك أن التطور سمة رئيسية في طبيعة الإنسان وإن اختلف شكل هذا التطور من حقبة إلى أخرى ومن بيئة إلى أخرى
كما يتيح القدرة على الابتكار والتكيف باستمرار مع التغيرات المتسارعة عالميًا ومتطلبات المستهلكين وكذلك يسهم في تخفيض تكلفة المعاملات وتحسين حوكمة المؤسسات و ترتبط حياتنا اليومية بشكل وثيق بالعالم الرقمي حيث يعد الإنترنت والأجهزة الذكية جزءًا لا يتجزأ من روتيننا اليومي مع هذا التطور التكنولوجي السريع أصبح الأمن السيبراني أمرًا ضروريًا للحفاظ على خصوصيتنا وسلامتنا الرقمية في هذا العصر الرقمي لا يمكننا تجاهل أهمية الأمان السيبراني يجب أن نكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا وحماية معلوماتنا من خلال تعلم الأمان السيبراني وزيادة الثقافة فيه يمكننا أن نصبح أكثر استعدادًا وأمانًا على الإنترنت ونحمي حياتنا الرقمية من الاختراق والهاكرز.