مبادرة ” اعرف بلدك ” للحملة الوطنية تحيا مصر في ظلال شركة الفوسفات بالقصير
حنان عبدالله هشي
أصبح الحفاظ على التراث العمراني مسئولية تاريخية إنسانية تساهم في الإبقاء على معالم الماضي لكي يراها أبناء المستقبل.
فمنذ أن وعي الإنسان الحتمية التاريخية للماضي والحاضر والمستقبل حاول تسجيل حاضره، والحفاظ على ماضيه وحاضره ليراه المستقبل..
واصبح التراث العمراني يعكس الهوية الحضارية، ماضيه، حاضره، مستقبله، ومع إستمرار الغزو الثقافي الحضارات العربية أصبح الحفاظ على التراث العمراني هدفا أساسيا
لذلك قامت الحملة الوطنية تحيا مصر أمانة القصير حنان عبدالله بمبادرة اعرف بلدك لإحياء تراث القصير والمقترحات للارتقاء بها وتربط أبناء المدينة بتراثهم وتاريخهم العريق بمرافقة مؤرخ القصير طه حسين الجوهرى ليروى تاريخ الشركة.
بدأت جولتنا في مقر شركة الفوسفات الإيطالية، هذا المكان الذي يحمل بين جدرانه حكايات لا تعد ولا تحصى، حكايات عن الصمود، عن العمل الدؤوب، وعن الأحلام التي تحققت ذات يوم.
ومع أسئلة واقتراحات المشاركين، و التي كانت تعكس حماساً ورغبة في معرفة المزيد عن تاريخهم وعن هذه الشركة التي كانت يوماً ما القلب النابض للمدينة.
اشاد طه بأبنية شركة الفوسفات الإيطالية، الشامخة، رمزاً للحياة والنهضة في المدينة. لقد ساهمت بشكل كبير في إعادة إحياء المدينة ونهضتها بعد أن كانت على وشك الإنهيار.
إضاف الجوهرى كان عدد سكان المدينة قد تقلص إلى حوالي 500 نسمة فقط، ولكن بفضل هذه الشركة، عاد الأمل وعاد الناس إلى مدينتهم ، و كانت سبباً في بناء حياة جديدة، في رسم ابتسامات على وجوه الكثيرين، وفي خلق فرص عمل أعادت للمدينة نبضها.
المباني القديمة، رغم الظلم الذي تعرضت له، ما زالت تقف بشموخ وكأنها تتحدى الزمن. بين جدرانها، تشعر بروح الأجيال التي مرت من هنا، تلك الأرواح التي بذلت كل ما لديها في سبيل استمرار هذا الصرح العظيم. كل حجر، كل زاوية، كل شق في الجدران يحكي قصة كفاح، قصة أمل، قصة حياة.
مرورا بمتحف الشركة الذى أقامه مدير الشركة في ذلك الوقت وكانت هوايته صيد الطيور البرية ،فالمتحف يحكي سيمفونية رائعة من الطيور البرية والجارحة المحنطة يدويا من خلق الطبيعة بالقصير .
والجدير بالذكر كانت اول محطة كهرباء تمد مدينة القصير كانت بالشركة وبنيت علي تراث معين لتغطية معظم المدينة
ومرورا بكنيسة القديمة مريم ……
بالمرور على إستراحة الملك فاروق والمدرسة الإيطالية ومبنى ادارى وذلك للوقوف على معايير صيانة المبانى والمناشدة بتطويرها والحفاظ على السمات المعمارية الخاصة بها،
وفي نهاية الرحلة ناشد المشاركين القيادات السيادية بالنظر في إحياء تراث الشركة وقدموا بعض،المقترحات .
وأكدت عبدالله رئيس الحملة بالقصير أن أهم معيار للمباني الأثرية والتاريخية أنها تمثل حقبة زمنية او تمثل مزار سياحي للمدينة الموجودة بها، موضحا أن مدينة القصير تحمل تاريخا عريقا منذ أقدم السنوات
وأشار ” طه ‘،علينا نسعى للحفاظ على تلك المبانى المتميزة معماريا لأنها تمثل قيمة فنية و حقبة تاريخية، يفتخر بها جميع الأهالى بالمدينة.
إن مبادرة “اعرف بلدك” ليست مجرد رحلة عبر الأماكن، بل هي رحلة عبر الزمن، رحلة في قلب التاريخ، في أعماق التراث. إنها تفتح أمام الأجيال الجديدة نوافذ إلى الماضي ليعرفوا كيف عاش أجدادهم، وكيف كانت مدينتهم، وكيف يمكنهم أن يبنوا مستقبلاً مشرقاً مستلهمين من هذا الإرث العظيم.
زر الذهاب إلى الأعلى