مقالات

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ” المقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية

كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ” المقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية

” متابعة ناصف ناصف

جاء الإسلام نورًا وهدىً للناس، يهديهم سبيل الخير في الدنيا والآخرة، ويدفع عنهم شرور هذه الحياة وعذاب الآخرة، وقد تضمنت تشريعات الإسلام كل شيء من العقائد ومن التشريعات الفقهية والمعاملات والفرائض التي تمثل هوية المسلم وشكلها. وشهر رمضان من أعظم الشهور التي فضلها الله عزَّ وجلَّ.. فجعله شهر الصيام والعبادة والطاعة. وفيه يباهي الله تعالى بعباده الملائكة، كما أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وغير ذلك من الأمور التي تجعل من الواجب على المسلم أن يعد الزاد لهذا الشهر الفضيل حتى يصيب منه الخير الكثير برضا الله وفضله.. ولقد أكد علماء الدين أن استقبال هذا الشهر الكريم يتطلب التوبة النصوح، وتعويد النفس على طاعة الله، والتخلص من السلبيات الضَّارة، والتَّخلق بأخلاق الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وإتباع منهجه بكل حكمةٍ واقتدارٍ.

ويعدّ صيام شهر رمضان المبارك ركناً من أركان الإسلام، وهو فريضةٌ فرضها الله تعالى، وأوجبها على كلّ مسلمٍ قادرٍ بالغٍ، حيث قال تعالى: “َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، والصّيام بمعناه الاصطلاحيّ: هو أن يمتنع المسلم عن تناول الطعام والشراب، وسائر المفطرات، لمدّةٍ معيّنةٍ؛ وهي من طلوع الفجر، إلى أن تغرب الشمس, وهو الشهر الوحيد الذي صرح القرآن باسمه، وكرّمه بالآية المباركة. 

 وهومن أفضل أبواب النوافل، ومن أجمع العبادات؛ بل هو فريضة ونافلة وكفارة ونذر، وهو إيمان وإسلام وخلق. ويرعى الصيام الحقوق التي لله تعالى والتي للنفس، وتلك التي للأهل والأضياف والداعين للطعام وغيرهم.. وإذا نظرنا إلى علاقة الصيام وغيره من العبادات التي شرعت في رمضان بالإرادة لوجدنا أن هذا الشهر العظيم فرصة لا تعوض ليتربى المسلم على قوة العزيمة والإرادة.

ومما لا شك فيه أن رمضان شهر الجهاد وخفة الطعام والكلام على خلاف، ما اعتاد عليه البعض من الناس كأعراف بأنه شهر الكسل والنوم وما لذ وطاب , وهذا لا يليق بخلق المؤمن الذي يقدر مقام رمضان عند الله وينتظر صومه وغفرانه ورحماته بل هذا المؤمن يكون في منتهى النشاط والفرحة بكل ليلة من ليالي رمضان، ويحزن على فراقه، أما من لا يجني من صيامه إلا الجوع والعطش والكدر فهو صام صيام عادة وليس عبادة،

وعلينا استحضار النية في الصيام والقيام وتصحيح القصد , وأن نتذكر الأجر العظيم من الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري ومسلم.

وتنويع العبادات أثناء هذا الشهر الكريم: صيام، قيام، قراءة قرآن، إطعام الطعام، إنفاق صدقات، ومع تنوع العبادات يتجدد النشاط.

وأن نتقوى عليه بالذكر والقرآن وصلة الأرحام والتوبة ولم نتكلم في غيبة ونميمة ونعصم أنفسنا في هذا الشهر من ارتكاب المعاصي والإكثار من الأعمال الخيرية ولا سيما إطعام الطعام، بين ذوي الحاجات وغيرهم .فتفطير الصائم وإطعام الطعام أمر مطلوب، وكذلك العبادات الأخرى كل ذلك ينبغي أن يكون له وقته ونصيبه. 

أ.د/ مفيدة إبراهيم على عبد الخالق

عميد كليات الدراسات الإسلامية والعربية

زر الذهاب إلى الأعلى