تحقيقاتصحيفة المواطنمقالات

التقرب إلى الله تعالى بتلاوة كتابه بقلم /د. شمس راغب عثمان أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية

التقرب إلى الله تعالى بتلاوة كتابه بقلم /د. شمس راغب عثمان أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية

نقله لكم / ناصف ناصف

إن القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه ، ولايخلق على كثرة الرد ،

وهو خير ماتنفق فيه الأعمار ، وقد تحدث القرآن الكريم عن موضوعات كثيرة ؛ دنيوية وأخروية .

• إن أفضل النوافل القولية وأهمها : تلاوة كتاب الله تعالى مواظبة

: قال تعالى : ” إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور . ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ” سورة

فاطر : مكية الآية ٢٩ .

• وتسمى هذه الآيات آيات القراء ، لأنها نزلت في مدحهم وتكريمهم وبشائرهم ، فذكر فضائلهم وأعمالهم ، وبدأ ذلك بأنهم

يتلون كتاب الله ، وهذا يدل على أن تلاوة كتاب الله تعالى هي

عبادة وقربة إلى الله تعالى ، لها شأنها الكبير ، وأجرها الكثير

عند الله تعالى .

وبها يطوي العبد السالك مراحل مديدة ، وأسفارا بعيدة ، حتى

يصل إلى مقام القرب من حضرة الذات العلية .

• روى الترمذي وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا

سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – أي الأعمال أحب إلى الله

تعالى ؟ فقال – صلى الله عليه وسلم – : ” الحال المرتحل ” قال

وما الحال المرتحل ؟ فقال – صلى الله عليه وسلم – : ” الذي يضرب من أول القرآن – أي يبدأ من تلاوة أول القرآن – إلى آخره كلما حل ارتحل ” . أي : كلما ختم ختمة أخذ بغيرها ،

• وهكذا مواظبا ، فهو مسافر إلى الله تعالى يقطع أشواطا بعيدة

المدى ، فهو لابد أن يصل لأنه يتقرب إلى الله تعالى بكلامه .

• وقد بين النبي – صلى الله عليه وسلم – أن التقرب إلى الله

” تعالى ” بتلاوة كتابه هي أعظم مقرب ، وأقرب تقرب ، وأفضل

تقرب ، وأن العباد مهما تقربوا إليه بكلام ؛ ما تقربوا إليه بمثل

كلامه .

• فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله – قال – صلى الله

عليه وسلم : ” أهل القرآن هم : أهل الله وخاصته ” أي : هم

أولياؤه وأحبابه . رواه النسائي وابن ماجة ورواه أحمد في مسنده .

• حديث الكرب الذي رواه أحمد من حديث ابن مسعود : ” اللهم

إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك أسألك بكل اسم

هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا

من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن

ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا

أذهب الله غمه وهمه وأبدله به فرحا “

زر الذهاب إلى الأعلى