دنيا ودين

أفضل الأعمال التي يستحب فعلها في شهر شعبان: بقلم : د/ علاء الغـريـزي ـــ مدرس الشريعة بجامعة الأزهر

أفضل الأعمال التي يستحب فعلها في شهر شعبان: بقلم : د/ علاء الغـريـزي ـــ مدرس الشريعة بجامعة الأزهر

بقلم : د/ علاء الغـريـزي ـــ مدرس الشريعة بجامعة الأزهر

لما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام، وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن.

لذا كان من الأعمال المستحبة في هذا الشهر:

أولا: الإكثار من الصيام.

فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال: “ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.

ثانيا: الإكثار من قراءة القرآن:

قال سلمة بن كهيل: كان يقال: شهر شعبان شهر القراء.

وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرّغ لقراءة القرآن.

ثالثا: ترك الشحناء والبغضاء بينك وبين غيرك؛ ففي حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: “يَطَّلِعُ اللهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ”.

والجامع بين الشرك والشحناء، أن الشرك مفسدٌ لعلاقة الإنسان بربه، والمشاحن مفسدٌ لعلاقته 

بإخوانه المؤمنين، وإذا فسدت علاقة الإنسان بربه وبإخوانه لم يبق له من دينه شيء، فكيف يغفر الله له؟! لذلك حُرِم المشرك والمشاحن من فضل الله في تلك الليلة المباركة

وقد فسَّر الأوزاعيُّ رحمه الله هذه الشحناءَ المانعةَ؛ بالذي في قلبه شحناء لأصحاب النبي ﷺ، وهذه أعلى أنواع الشحناء، ولا ريب أن هذه الشحناءَ أعظمُ جرما من مشاحنة الأقران بعضهم بعضا.

وقال ابن ثوبان: (المشاحنُ: هو التاركُ لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، الطاعنُ على أمته، السافكُ دماءهم). 

     فهنيئا للمؤمنين الذين صُدُورُهم سليمةٌ من أنواع الشحناء كلِّها، وأفضلِها السلامةُ من شحناء اتصف أهل الأهواء والبدع بها، التي تقتضي الطعنَ على سلف الأمَّة، وبغضَهم والحقدَ عليهم، واعتقادَ تكفيرِهم أو تبديعِهم وتضليلِهم، ثم يلي ذلك سلامةُ القلب من الشحناء لعمومِ المسلمين، وإرادةُ الخير لهم، ونصيحتُهم، وأن نحب هذا المسلم -أنا وأنت نحبه- كما نحب أنفسنا، وأن يحبَّ له ما يحبُّ لنفسه، هكذا هم أهل الإيمان -حشرنا الله معهم- وصفهم الله تعالى بأنهم: ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾. [الحشر: 10].

زر الذهاب إلى الأعلى