مقالات

المقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية 

"وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى المقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية 

“متابعة ناصف ناصف

ها نحن نستعد في شهر شعبان لاستقبال شهر رمضان، ولا ننسى أن شهر شعبان شهر مبارك كذلك ،

ففى شهر شعبان تُقدّر الأعمال، والمقصود إظهار هذا التقدير وإبرازه، وإلا فإن أفعال الحق سـبحانه وتعالى لا تُقيّد بزمان ولا مكان، “لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” .و هو شهر الهَدْي النبوي والسنة النبوية في حب الطاعة والعبادة .

وتم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة فى شهر شعبان، وقد كان – صلّى الله عليه وسلّم- ينتظـر ذلك برغبة قوية، ويقوم فى كل يوم متطلعاً مقلّباً وجهه فى السماء، يترقب الوحى الربانى حتى أقرَّ الله عينه وأعطاه مُناه وحقق مطلوبه بما أرضاه، ونزل قول الله تعالى: “قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”.

 وهو مصداق قوله تعالى: “وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى”، ويتحقق فيه قول السيدة عائشة له: “ما أرى ربك إلاّ يسارع فى هواك” رواه البخارى، وهو صلّى الله عليه وسلّم لا يرضـى إلاّ بما يرضى به الله.

 وصلّى المسلمون إلى بيت المقدس سبعة عشر شهراً وثلاثة أيام سواء ، وذلك أن قدومه المدينة كان يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة من شهر ربيع الأول وأمره الله عز وجل باستقبال الكعبة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان وهو المشهور بين العلماء.

ومن مزايا شهر شعبان المعروفة رفع الأعمال الله ، وقد جاء ذلك فى قوله صلى الله عليه وسلم :”وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملى وأنا صائم”.

 وقد سُئل النبى صلّى الله عليه وسلّم: أى الصوم أفضل بعد رمضان؟ قال: “شعبان لتعظيم رمضان”، قيل: فأى الصدقة أفضل؟ قال: “صدقة فى رمضان” .

   وإنَّ ممَّا يُشرع في شهر شعبان: أنَّ مَن عليه قضاء من رمضان لا يجوز له تأخيرُه حتى يدخلَ رمضان الذي يليه من غير عذر؛ فعن عائشةَ رضي الله عنها: قالت: “كان يكون عليَّ الصومُ من رمضان، فما أستطيعُ أن أقضيَه إلاَّ في شعبان “؛ رواه مسلم.

وقد أخبرت عائشة رضي الله عنها عن أيامٍ لم تصمها من رمضان، في بعض السنوات، فلا تستطيع أن تقضيها إلا في شعبان من العام التالي، وبيّنت أن الذي يمنعها من تعجيل القضاء هو الشغل من أجل النبي صلى الله عليه وسلم، لاحتمال احتياجه إليها، وكان هو صلى الله عليه وسلم يكثر الصوم في شعبان، فلذلك كانت لا يتهيأ لها القضاء إلا في شعبان، وربما كان هذا في السنوات الأولى من الهجرة،

وهنا تتجلى لنا عدة فوائد أهمها :حرص المرأة على القيام بشؤون زوجها والعناية به .و جواز تأخير قضاء صيام رمضان حتى شعبان قبل دخول شهر رمضان التالي .وعدم جواز تأخير قضاء رمضان حتى يدخل رمضان التالي .

أ . د / مفيدة إبراهيم علي – عميد كليات الدراسات الإسلامية والعربية

زر الذهاب إلى الأعلى