عاجل

تطوير صناعه الصلب وخلق فرص عمل بين الكيفية والكمية 

تطوير صناعه الصلب وخلق فرص عمل بين الكيفية والكمية 

بقلم د/ هشام سعد الشربيني

المستشار الفني للشركة العربية لصناعة الصلب

السعي لخلق مزيد من فرص الاستثمار وبالتالي خلق مزيد من فرص العمل هي مسؤوليه مجتمعيه في المقام الأول … كما اننا في أمس الحاجة حاليا لتحقيق التطوير لما نملك من التكنولوجي على ان يتم ذلك بناء على رؤية مستدامه وبما يتوافق مع الرؤية المستقبلية والتخطيط الاستراتيجي للمستقبل القريب والبعيد في نفس الوقت وهي مسؤوليه المجتمع الأكاديمي … والمتخصصين في مجال البحوث والتطوير … في المقام الثاني.

حيث يعتبر التطور التكنولوجي أحد عناصر مصفوفه التحول الي مستقبل مستدام حيث تشتمل مصفوفه التحول على أربع عناصر رئيسيه وتلك العناصر هي اجتماعيه واقتصاديه وبيئية وتكنولوجية ويعتبر عنصر التطور التكنولوجي هو المدخل الرئيسي لتحقيق عالم مستدام…

كما ان من اهم أهدف التطور التكنولوجي في المقام الأول … ان يتم تحقيق قيمة مضافة للمجتمع في إطار الاقتصاد الدائري كمهمه رئيسيه …

وبناء على ما تقدم هناك ركيزتان أساسيتان “للتحول الكيفي” في عمليه صناعه الصلب …

أولا … حيث يعتبر مبدئ اعاده التدوير الركيزة الأساسية الاولي من ركائز الاقتصاد الدائري المستدام والساعي الي تحقيق العديد من الأهداف العامة والتي منها انتاج الصلب الأخضر علي وجهه الخصوص … لذلك فأن التطور التكنولوجي الحالي من … الناحية “الكيفية” … في صناعه الصلب يلزم على المهتمين بصناعه الصلب عامه والعاملين في المجال خاصه بأهمية إعادة النظر في مفهوم “الكيفية” المستخدمة فعلا او تحديدا التقنية المستخدمة في صناعه الصلب وتحديدا في مجال حديد التسليح والقطاعات وخصوصا الصلب منخفض ومتوسط الكربون.

حيث ان المفهوم الموروث كان قد اهتم بإنشاء المرحلة الأخيرة فقط من مراحل التصنيع والإنتاج … وهي في الوضع الحالي انشاء خطوط الدرفله المستقلة … حيث تشتمل تلك المرحلة على وحده افران اعاده التسخين اللازمة لتسخين خام البليت … كما اعتمد ذلك المفهوم الموروث على افران القوس الكهربي في عمليه صهر الخردة … وعند تلك النقطة نستطيع ان نقول …

أن التطوير التكنولوجي الحديث قد اشتمل على تطور قطاع افران الصهر واستخدام تقنيه الحث الكهربي كبديل عن افران القوس الكهربي لصهر الخردة … وكذلك استخدام نظام الحث بغرض احداث التجانس في الصلب السائل (التقليب) في افران المعالجة بديلا لاستخدام الغازات الصناعية.

هذا بالإضافة الي تطوير خطوط الإنتاج نفسها … وتحديدا خطوط الدرفله المستقلة … حيث تم ادماج ماكينة الصب المستمر مع خطوط الدرفله تحت مسمي الدرفله اللانهائية حيث نتج عن عمليه الدمج عدم الحاجة الي وجود وحدات افران اعاده التسخين وامكانيه تخفيض عدد الماكينات …

وبذلك يمكننا “التحول الكيفي ” في عمليه صناعه الصلب وماله من تأثير على خفض قيمه الاستثمار اللازم لأنشاء المشاريع في ذلك القطاع مع خفض تكلفه الإنتاج في نفس الوقت…

حيث يمكن التحول بذلك من خطوط الدرفله التقليدية ذات افران اعاده التسخين والتي تعتمد على الغاز الطبيعي لتسخين … خام البليت او هالك خطوط الدرفله … الي خطوط انتاج تعتمد على اعاده تدوير الخردة وصهرها وتغذيه خطوط الدرفله الحديثة … (الدرفلة اللانهائية) … المدمجة مع ماكينات الصب المستمر … محققه بذلك هدف … (صفر – انبعاثات).

اما الركيزة الثانية هي مصادر الطاقة … حيث انه جدير بالذكر انه بالإضافة الي ذلك نستطيع تغذيه تلك الوحدات بأحد أنواع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية كبديل عن الطاقة الكهربية التقليدية واللازمة لتشغيل المعدات والآلات …

وحتى تكتمل الصورة … نحن في أمس الحاجة الي اعاده النظر الي تحديد الكمية المرخص بها لإنشاء الوحدات الصناعية في ذات المجال… والتي تبدأ من ٢٥٠ ألف طن سنوي!!! … وتصل الي مليون طن؟؟؟ … من حيث ان تتناسب الكمية المرخص بها مع تلك المتغيرات حيث ان كافة العناصر بدء من … المادة الخام (اعاده تدوير الخردة) … ومصادر الطاقة (وهي طاقة متجدده) … ومراعاه البعد الاجتماعي الساعي الي خلق مزيد فرص العمل حيث يمكننا ذلك من انشاء مصانع انتاج الصلب في إطار تكنولوجي متطور يحتاج فقط الي استثمار متوسط يمكن تمويله من البنوك … في كافة المحافظات والمدن مما يزيد من خلق فرص العمل على ان تبدأ الكمية المرخص لها من ٢٠ ألف طن سنويا لكل وحده …

صناعه الصلب المستدام … تحتاج فقط الي طاقة شمسيه حيث تعتبر مصر غنيه في ذلك المجال وعماله فنيه متخصصة وتعتبر مصر غنيه في ذلك القطاع أيضا … بالإضافة لخردة صلب والمتوفرة في طول البلاد وعرضه …

زر الذهاب إلى الأعلى