عاجل

أنت قد تكون أشد أعدائك!

أنت قد تكون أشد أعدائك!

انباء الشرق الاوسط الدولية

ليس أنت تحديدًا، وإنما جزء منك، صوت داخل عقلك اسمه الناقد الداخلي، يحاول أن يوترك، يخيفك، يهدم ثقتك، يشكك في قدراتك، يحط من قدرك، يفعل كل ما يمكن أن يفعل ليوجه حياتك للأسوأ. إنه يتلو عليك أفكارًا سلبية، وهذا بدوره قد يسبب آثارًا جسدية. تخيل أنك ذاهب لاجتماع مهم. هنا فإن نقد الذات قبل دخولك غرفة الاجتماعات يمكن أن يسبب ردة فعل الخطر، وهي ردة فعل طبيعية في كل البشر والكائنات، التي تهدف إلى جعلك تنجو من موقف خطر، كأن تفر من سَبُع (زيادة ضربات القلب، تعرق، برودة اليدين.. إلخ) أو تشل التفكير العقلاني.

إن نقد الذات من انتشاره تحول إلى ظاهرة موجودة لدى أغلب الناس اسمها متلازمة المخادع، وتعني أن تشعر بأنك كاذب مخادع محتال، توهم الناس أنك صاحب خبرة وكفاءة بينما نظرتك لنفسك أنك أقل من هذا بكثير، وهي نظرة غالبًا مجحفة، ويكذب عليك فيها الناقد الداخلي، والدليل أنها تشتد خاصة بين الأكفاء وذوي المهارات العالية! كل سنة يُسأل الطلبة الجدد في كلية ستانفورد للتجارة، الذين لا يدخلون إلا بعد إقرارهم من قبل اللجنة، هذا السؤال: من منكم يرى أنه هو الذي أخطأت اللجنة في قبوله؟ ماذا تتوقع أن يجيب هؤلاء الطلبة الأذكياء؟ هل أغلبهم سيسخر من هذا السؤال ويقول: “ليس أنا طبعًا، أنا ذكي وأدرس باجتهاد ودرجاتي عالية”؟ لا، كل سنة يرفع ثلثا الطلاب أيديهم! لاحظ أن كلية ستانفورد تحوي بعض أذكى وأفضل الطلاب في أميركا كلها، ورغم ذلك سيطر الناقد الداخلي على أغلبهم، وصنع هذه الفزّاعة التي اسمها متلازمة المخادع، فكما تطرد الفزّاعة الغربان، فمتلازمة المخادع تطرد عنك الثقة والنجاح والطمأنينة.

أكثر المسؤولين في الشركات يعانون الناقد الداخلي مهما أظهروا الثقة. بعضهم يقضي 80% من وقته يوميًا في مصارعة الناقد الداخلي. إنها توجد حتى لدى أشهر وأنجح الناس. يقول مايكل أوسلان أحد كبار المنتجين في السينما الأميركية: كلما وجدت في استديو الفيلم أشعر بأن حارسًا سيأتي ويلقيني خارجًا. يقول مدير في إحدى أكبر الشركات الاستشارية في العالم إنه في أول سبع سنوات من مهنته شعر بأنه متى ما كان في اجتماع فإن الآخرين سيكتشفون أنه مخادع ومحتال.

إنها منتشرة، لكنها وَهم، فزاعة وليست بشرًا، متى وعيتَ وأدركتَ حقيقتها ضعُفَت وانهارت أمام وعيك.

زر الذهاب إلى الأعلى