تحقيقاتثقافةدنيا ودينصحيفة المواطنمقالات

الإيمان بالله – تعالى – وحده : نفحات للدكتورة شمس راغب استاذالادب والنقدالمساعدبكلية الاداب

متابعة/ ناصف ناصف

التوحيد هو اللبنة الأساسية في العقيدة الإسلامية مع الإيمان بالله تعالى .

• والتوحيد في العقيدة الإسلامية توحيد صرف ، لايقبل الله تعالى أن تشوبه أي شائبة من شرك أو وثنية ، وهو توحيد الله تعالى من جميع الوجوه ، توحيد الله في ذاته ، وتوحيد الله في صفاته ، فليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ، وتوحيد الله في أفعاله أي أنه هو المتصرف وحده ، وهو وحده صاحب السلطان النافذ في الكون وفي العوالم كلها .

– تخفي عن الناس سنى طلعتك

وكل ما في الكون من صنعتك –

• واعتقاد وحدانية الله تعالى ركن الإيمان الأساسي عند جميع الأنبياء على نبينا وعليهم الصلاة والسلام .

• وعقيدة التوحيد في الإسلام عقيدة واضحة تعتمد على بديهيات

العقل والمنطق .

• ففي الناحية العقلية يحرك القرآن العقول إلى التفكير والتأمل ،

لتصل إلى وحدة المعبود وحدة مطلقة ، كما تنطق به هذه الآيات

قال تعالى : – قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي

العرش سبيلا – الإسراء مكية ٤٢ .

وقال تعالى : – لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله

رب العرش عما يصفون – الأنبياء مكية ٢٢ . – فيهما – أي السموات

والأرض – تفسير الجلالين .

• وقال تعالى : – ما اتخذ الله من ولد وما كان معه إله إذا لذهب

كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون – المؤمنون مكية ٩١ .

• قال تعالى : – قل أرءيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا

خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات ائتوني بكتاب من

قبل هذا أو أثرة من علم إن كنتم صادقين – الأحقاف مكية ٤

• بل يعلن عجز هذه المعبودات عن أن تنفع أو تضر ، ويتحدى

أصحابها ، قال تعالى : – قال هل يسمعونكم إذ تدعون – ٧٢ أو ينفعونكم أو يضرون – الشعراء مكية ٧٢ – ٧٣ – .

• وقال تعالى : – إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم -(١)

الأعراف مكية ١٩٤ .

• وليس التوحيد العقدي مجرد نظرية يؤمن بها المسلم ، بل إن

له شعبا يستتبعها في اعتقاد المسلم وسلوكه .

• ومن شعب التوحيد :

• الإيمان بأنه تعالى وحده له الأمر والنهي ، والحكم والقضاء :

– ألا له الخلق والأمر – الأعراف ٥٤ . والاعتقاد أيضا بأنه وحده

هو الذي يستحق العبادة ، ولذلك فالمسلم يعبد الله وحده ولا يشرك بعبادته أحدا ، كما قال تعالى :

– فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة

ربه أحدا – الكهف ١١٠ .

• ومن شعب التوحيد : تمحيص العبادة وهي أقصى غايات الخضوع والتذلل والحب لله تعالى وحده ، وأن تكون هذه العبادة موافقة للشرع الذي أمرنا به ، فلا يحل لأحد – مهما جل

قدره علما أو تقى – أن يبتدع من عند نفسه عبادة لم يأذن بها

الله تعالى .

• ومن شعب التوحيد : اعتقاد ألا فتقار لله وحده فقط ، ولذلك لا

يستعين المسلم إلا بالله ، فيتحرر من العبودية لغير الله ، وتلك

أعلى مراتب العزة والسيادة الإنسانية ، لذلك نقرأ في الصلاة دائما : – إياك نعبد وإياك نستعين – الفاتحة مكية آية ٥ .

• ولكن ليس معنى ذلك ترك السعي والكسب ، أو إهمال اتخاذ

الأسباب ومنها الاستفادة من الآخرين ، بل ذلك أمر لازم لتحصيل

إعانة الله ، لأنه أمر بذلك ، لكن لا نعتقد الافتقار وحقيقة خلق

الإعانة بأحد إلا بالله تعالى .(٢) . أي لابد من الأخذ بالأسباب ثم

الاستعانة بالله تعالى وحده .

• ومن شعب التوحيد : المساواة بين بني الإنسان بالنسبة للإسلام

، يستوي فيه بالنظر إلى عقيدته وشريعته جميع بني الإنسان

، وتطالب به جميع الأجناس والطوائف ، دون النظر إلى ما بينهم من فروق شخصية ، كذكورة وأنوثة ، وبياض وسواد ،

أو فروق اجتماعية كرئاسة ومرؤوسية ، وحاكمية ومحكومية ،

وغنى وفقر ، ودرجات القرب من الله تتبع درجات القوة في

الإيمان ، والاستقامة على الشريعة :

– يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم – الحجرات مدنية ١٣ . والفخر

لايكون إلا بالتقوى والعمل الصالح ، لا بالأموال ولا بالأنساب .

• ومن شعب التوحيد : إبطال الوساطة بين الإنسان والله تعالى

، فكل إنسان يتوجه إلى الله مباشرة ، فيدعوه ويعبده ويستغفره

، ويصلي ويسجد له ، ويكون في الآخرة مسئولا أمامه وحده ،

وقد ورد في الكتاب الكريم في هذا المعنى آيات كثيرة منها :

قوله تعالى : – وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون – البقرة

١٨٦ .

• وفي الحديث النبوي : – إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت

فاستعن بالله – (٣) .

———————————– :

* القرآن الكريم .

(١) براهين وحدانية الله تعالى ، في كتاب الأربعين في أصول الدين ص٢٢١ – ٢٢٧ ، والعقيدة الإسلامية ص١٧٧ – ١٨٠ وكبرى

اليقينيات الكونية : ص١١١ – ١١٢ .

(٢) الإسلام عقيدة وشريعة : ص ٢١ – ٢٢ وص ٧ والعقيدة الإسلامية ص ١٨١ – ١٨٢ .

(٣) الحديث أخرجه الترمذي في كتاب القيامة رقم : ٢٥١٨وقال حسن صحيح . وهو يعبر عن معنى – إياك نعبد وإياك نستعين .

زر الذهاب إلى الأعلى