متابعة/ ناصف ناصف
التوحيد هو اللبنة الأساسية في العقيدة الإسلامية مع الإيمان بالله تعالى .
• والتوحيد في العقيدة الإسلامية توحيد صرف ، لايقبل الله تعالى أن تشوبه أي شائبة من شرك أو وثنية ، وهو توحيد الله تعالى من جميع الوجوه ، توحيد الله في ذاته ، وتوحيد الله في صفاته ، فليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ، وتوحيد الله في أفعاله أي أنه هو المتصرف وحده ، وهو وحده صاحب السلطان النافذ في الكون وفي العوالم كلها .
– تخفي عن الناس سنى طلعتك
وكل ما في الكون من صنعتك –
• واعتقاد وحدانية الله تعالى ركن الإيمان الأساسي عند جميع الأنبياء على نبينا وعليهم الصلاة والسلام .
• وعقيدة التوحيد في الإسلام عقيدة واضحة تعتمد على بديهيات
العقل والمنطق .
• ففي الناحية العقلية يحرك القرآن العقول إلى التفكير والتأمل ،
لتصل إلى وحدة المعبود وحدة مطلقة ، كما تنطق به هذه الآيات
قال تعالى : – قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي
العرش سبيلا – الإسراء مكية ٤٢ .
وقال تعالى : – لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله
رب العرش عما يصفون – الأنبياء مكية ٢٢ . – فيهما – أي السموات
والأرض – تفسير الجلالين .
• وقال تعالى : – ما اتخذ الله من ولد وما كان معه إله إذا لذهب
كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون – المؤمنون مكية ٩١ .
• قال تعالى : – قل أرءيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا
خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات ائتوني بكتاب من
قبل هذا أو أثرة من علم إن كنتم صادقين – الأحقاف مكية ٤
• بل يعلن عجز هذه المعبودات عن أن تنفع أو تضر ، ويتحدى
أصحابها ، قال تعالى : – قال هل يسمعونكم إذ تدعون – ٧٢ أو ينفعونكم أو يضرون – الشعراء مكية ٧٢ – ٧٣ – .
• وقال تعالى : – إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم -(١)
الأعراف مكية ١٩٤ .
• وليس التوحيد العقدي مجرد نظرية يؤمن بها المسلم ، بل إن
له شعبا يستتبعها في اعتقاد المسلم وسلوكه .
• ومن شعب التوحيد :
• الإيمان بأنه تعالى وحده له الأمر والنهي ، والحكم والقضاء :
– ألا له الخلق والأمر – الأعراف ٥٤ . والاعتقاد أيضا بأنه وحده
هو الذي يستحق العبادة ، ولذلك فالمسلم يعبد الله وحده ولا يشرك بعبادته أحدا ، كما قال تعالى :
– فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة
ربه أحدا – الكهف ١١٠ .
• ومن شعب التوحيد : تمحيص العبادة وهي أقصى غايات الخضوع والتذلل والحب لله تعالى وحده ، وأن تكون هذه العبادة موافقة للشرع الذي أمرنا به ، فلا يحل لأحد – مهما جل
قدره علما أو تقى – أن يبتدع من عند نفسه عبادة لم يأذن بها
الله تعالى .
• ومن شعب التوحيد : اعتقاد ألا فتقار لله وحده فقط ، ولذلك لا
يستعين المسلم إلا بالله ، فيتحرر من العبودية لغير الله ، وتلك
أعلى مراتب العزة والسيادة الإنسانية ، لذلك نقرأ في الصلاة دائما : – إياك نعبد وإياك نستعين – الفاتحة مكية آية ٥ .
• ولكن ليس معنى ذلك ترك السعي والكسب ، أو إهمال اتخاذ
الأسباب ومنها الاستفادة من الآخرين ، بل ذلك أمر لازم لتحصيل
إعانة الله ، لأنه أمر بذلك ، لكن لا نعتقد الافتقار وحقيقة خلق
الإعانة بأحد إلا بالله تعالى .(٢) . أي لابد من الأخذ بالأسباب ثم
الاستعانة بالله تعالى وحده .
• ومن شعب التوحيد : المساواة بين بني الإنسان بالنسبة للإسلام
، يستوي فيه بالنظر إلى عقيدته وشريعته جميع بني الإنسان
، وتطالب به جميع الأجناس والطوائف ، دون النظر إلى ما بينهم من فروق شخصية ، كذكورة وأنوثة ، وبياض وسواد ،
أو فروق اجتماعية كرئاسة ومرؤوسية ، وحاكمية ومحكومية ،
وغنى وفقر ، ودرجات القرب من الله تتبع درجات القوة في
الإيمان ، والاستقامة على الشريعة :
– يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم – الحجرات مدنية ١٣ . والفخر
لايكون إلا بالتقوى والعمل الصالح ، لا بالأموال ولا بالأنساب .
• ومن شعب التوحيد : إبطال الوساطة بين الإنسان والله تعالى
، فكل إنسان يتوجه إلى الله مباشرة ، فيدعوه ويعبده ويستغفره
، ويصلي ويسجد له ، ويكون في الآخرة مسئولا أمامه وحده ،
وقد ورد في الكتاب الكريم في هذا المعنى آيات كثيرة منها :
قوله تعالى : – وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون – البقرة
١٨٦ .
• وفي الحديث النبوي : – إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت
فاستعن بالله – (٣) .
———————————– :
* القرآن الكريم .
(١) براهين وحدانية الله تعالى ، في كتاب الأربعين في أصول الدين ص٢٢١ – ٢٢٧ ، والعقيدة الإسلامية ص١٧٧ – ١٨٠ وكبرى
اليقينيات الكونية : ص١١١ – ١١٢ .
(٢) الإسلام عقيدة وشريعة : ص ٢١ – ٢٢ وص ٧ والعقيدة الإسلامية ص ١٨١ – ١٨٢ .
(٣) الحديث أخرجه الترمذي في كتاب القيامة رقم : ٢٥١٨وقال حسن صحيح . وهو يعبر عن معنى – إياك نعبد وإياك نستعين .