صحةمقالات

طِفْلُكَ وَالْخَرَسُ اَلِانْتِقَائِيُّ» 

اَلْخُطُوط اَلْإِرْشَادِيَّةِ لِلْعِلَاجِ

 

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي

مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس

 

لقد كَتَبَتُ في مقالٍ سابقٍ عن الخرس الانتقائيِّ من حيثُ مفهُومُهُ والشُّرُوطُ الواجبُ توافُرُها في الطِّفل المُصاب بالخرس الانتقائيِّ، وأسبابُهُ، وآثارُهُ الإيجابيَّةُ والسَّلبيَّةُ.

وفي مقال اليوم سوف أُوضِّح أهمُّ الخُطُوط الإرشاديَّة والاقتراحات الَّتي تُساعد على العلاج.

1) جعل طفلُك يزُورُ الطَّبيبُ لإجراء فُحُوصاتٍ جسديَّةٍ دقيقةٍ لاستبعاد وُجُود أيِّ مُشكلةٍ طبِّيَّةٍ، والتَّأكُّدُ من فحص قُدرة طفلك على السَّمع، وفي حالة سلامة طفلك في الصِّحَّة الجسديَّة، فتأتي الخُطوةُ التَّاليةُ.

2) طلب استشارة مُتخصِّصٍ في الصِّحَّة العقليَّة، ويجب الوُصُولُ لمُعالج خبير باضطرابات القلق، وأطلُبُ اقتراحاتٍ من طبيبك، وتحدَّث لمُدير مدرسة طفلك أو إلى المُرشد النَّفسيِّ والتَّربويِّ أو المُمرِّضة.

3) قد ترغبُ بطلب تقييمٍ للتَّخاطُب واللُّغة، حيثُ يُعاني (20) % إلى (30) % من الأطفال المُصابين بالخرس الانتقائيِّ باختلالاتٍ في تلك النَّواحي، ويتمَّ ذلك خلال النِّظام المدرسيِّ.

4) يُعتبر علاجُ الخرس الانتقائيِّ مُشابهًا للغاية للطُّرُق الَّتي يُعالجُ بها القلقُ الاجتماعيُّ، والَّتي يُمكن عرضُها في الآتي:

♠ التَّعرُّضُ التَّدريجيُّ: وهُو عمليَّةُ مُواجهة مخاوف الطِّفل بدلًا من تجنُّبها، ويتمَّ ذلك بشكلٍ منهجيٍّ، وخُطوةٌ بخُطوةٍ، حيثُ يُواجهُ الطِّفلُ الشَّيءُ الَّذي يخشاهٌ بالتَّدريج.

♠ التَّلاشي: وهُو بأن يتعرَّض الطِّفلُ لموقفٍ مُريح، كالتَّحدُّث معهُ خارج الفصل وعدم وُجُود أحدٍ بالجوار، ثُمَّ يتمُّ إدخال مُتغيِّراتٍ جديدةٍ تدريجيًّا للموقف مثل أن تمُرَّ مُعلِّمةٌ، وفي نفس الوقت تتحدَّثُ مع طفلك، أو تجلسُ المُعلِّمةُ في المكتب وتعملُ وأنت تتحدَّثُ مع طفلك وهكذا.

♠ التَّعزيزُ الإيجابيُّ: من خلال الحُصُول على مُكافأة أو حوافز تُساعدُ على التَّشجيع في تخطِّي المُهمَّة الصَّعبة للتَّغلُّب على المخاوف.

♠ إعادةُ الصِّياغة المعرفيَّة: مُساعدةُ الطِّفل على تغيير أنماط تفكيره حيثُ يجبُ أن تسير جنبًا إلى جنب أساليب التعرُّض، فالهدفُ هُو مُساعدة هؤُلاء الأطفال على التَّعرُّض لجميع المواقف من حيثُ السُّهُولةُ والصُّعُوبةُ.

♠ إرشادُ العائلة: تحتاج العائلاتُ إلى أن يتمَّ إرشادُهُم وتثقيفُهُم نحو ما يُمكنُ أن يفعلُوهُ في عمليَّة العلاج، وتستفيد العائلاتُ من الدَّعم، ومن تعلُّم كيف تدعمُ طفلها.

♠ أساليب الاسترخاء: تعليمُ الطِّفل المُصاب بالخرس الانتقائيِّ أساليب الاسترخاء بإمكانه أن يُساعد ليس فقط في تخفيض مُستوى قلقه الكُلِّيِّ، بل أيضًا في إعطائه بعض مهارات التَّكيُّف الَّتي بإمكانه أن يستخدمها عندما يتقدَّمُ في العلاج بالتَّعرُّض.

♠ الأدويةُ: ليست ضرُوريَّةً، ولكنَّها من المُمكن أن تُساعد أحيانًا الأطفالُ المُصابين بالخرس الانتقائيِّ على الاستفادة بشكلٍ كاملٍ من عمليَّة العلاج؛ لذا يجبُ أن نضع في الاعتبار الأدوية التي يُمكن أن تُستخدم كجزءٍ من برنامجٍ علاجيٍّ شاملٍ.

المرجع

ماركواي، باربرا جي وماركواي، جريجوري بي. (2005/ 2020) ترجمة: مكتبة جرير. تربية الطفل الخجول مساعدة عملية لتربية أطفال ومراهقين واثقين بأنفسهم ماهرين اجتماعيًا. السعودية: مكتبة جرير.

 

زر الذهاب إلى الأعلى