مقالات

أنور وجدي دنجوان السينما المصرية وكان ياما كان

 

كتب / محمد السمان

طرده والده فبدأ حياته الفنية وعرض نصف ثروته ليتخلص من آلام مرضه الذي تسبب في طلاقه من ليلى مراد وحال بينه وبين تنفيذ حلمه. شاهدوا معنا الدنجوان أنور وجدي وماذا اكتشف أهله في مقتنايته بعد وفاته؟ ولماذا تنازلت زوجته ليلى فوزي عن نصيبها في ثروته! وهل فعلا أنهت حياته دعوة دعاها.

أنور يحيى القتال مشهور بأنور وجدي، ولد عام ألف وتسع مئة وأحد عشر 1911، وعاش طفولة عانى خلالها الفقر الشديد. لذلك لم يستكمل دراسته وحاول الهروب عن طريق البحر لأمريكا ليعمل في السينما، إلا أنه تم ضبطه هو وزملاؤه بعد أن تسللوا إلى باخرة في ميناء بورسعيد، وحينما علم والده برغبته في أن يصبح فنانا طرده من المنزل.

لم يجد أنور مكانا يذهب إليه سوى شارع عماد الدين؛ حيث المسارح وملتقى الفنانين، وبالفعل استطاع مقابلة الفنان يوسف وهبي على باب المسرح ليترجاه للعمل معه. فعمل في فرقته ككومبارس، وكان ظهوره الأول في مسرحية راسبوتين. حتى ابتسم له الحظ حين قدم دورا مهما في مسرحية الدفاع، ليشارك خشبة المسرح أخيرا مع الفنان يوسف وهبي، وبدأ مشواره في السينما بفيلم أولاد الذوات، ليقدم من بعدها ثنائيا رائعا مع النجمة ليلى مراد.

وكان هذا الثنائي هو أول ثنائي في السينما المصرية، وشاركها أول فيلم من إنتاجه وتأليفه وإخراجه، وهو ليلى بنت الفقراء، وكان مشهد الزواج بين ليلى مراد وأنور وجدي في هذا الفيلم مشهدا حقيقيا؛ حيث أراد وجدي أن يخلد حفل زفافهما.

وقبل زواجه بها تزوج أنور في بداية حياته من الراقصة قدرية حلمي وبعدها تزوج من الفنانة إلهام حسين، ولكن حدث الطلاق بعد ستة أشهر. لتكون ليلى ثالثة زيجاته، ولم يطلب منها أن تغير ديانتها اليهودية، إلا أن الجمهور وقتها لم يكن مرحبا بهذه الزيجة، خاصة أنه كان معروفا عنه عشقه للنساء، بينما كانت تلك الزيجة هي الأولى لليلى مراد، وأيضا كانت أشهر منه فنيا، فتردد أنه تزوجها من أجل الشهرة والمصلحة.

واستمر الزواج بينهما لخمس سنوات حتى بدأت الخلافات ويتردد أن السبب هو خيانته لها مع امرأة فرنسية، فانسحبت ليلى تماما من حياته وانفصلا فنيا وزوجيا، ولكن عندما سئلت ليلى مراد عن أنور وجدي لم تذكر سوى أنه كان حاد الطباع بسبب مرضه، ولكنها لم تكن تعلم هذا الأمر، لذلك لم تتحمل العيش معه وطلبت الانفصال.

 

أما الزيجة الرابعة فكانت حلم حياته؛ لأنه كان يحب الفنانة ليلى فوزي في بداياته، إلا أن والدها رفضه وفضل وقتها أن يزوجها الفنان عزيز عثمان، ولكن عاد ليعرض الزواج مرة أخرى بعد أن أصبح أهم نجم على الساحة الفنية. وتزوجها بالفعل في عام ألف وتسع مئة وأربعة وخمسين 1954، واستمر الزواج حوالي تسعة أشهر، فقد تدهورت حالته الصحية بعد زواجه منها.

كان مصابا بمرض وراثي في الكلى وقد تسبب هذا المرض في وفاة والده وشقيقاته، لكن لم يعلم أنور مدى خطورة هذا المرض حتى اشتد عليه التعب، فذهب للخارج لعمل غسيل كلوي، وقيل إنه عرض نصف ثروته لمن يتبرع له بكلية، ولكن ساءت حالته وتوفي هناك.

وعادت به ليلى لأرض الوطن في صندوق خشبي. ليترك عالمنا في مايو عام ألف وتسع مئة وخمسة وخمسين 1955 عن عمر ناهز أربعة وأربعين 44 عاما، وأشيع بعد وفاته أنه عندما كان فقيرا تمنى المال على حساب الصحة، فحقق له الله ما أراد، بالرغم من أن هذا الكلام مشكوك في صحته، إلا أنه قد رحل ليترك ثروة كبيرة تنازع عليها الورثة لعدم إنجابه أيا من الأبناء.

وفي أحد اللقاءات تحدثت ليلى عن أهله فقالت إنهم عاملوها بشكل سيئ للغاية، وكان تفكيرهم الوحيد هو الميراث، لذا تنازلت عن كل إرثها لهم، ووجد الورثة ضمن مقتنياته في شقته عشرين 20 قصة سينمائية اشتراها قبل وفاته لتقديمها خلال خمس سنوات، بواقع أربعة 4 أفلام سنويا، لكن الموت حال بينه وبين تنفيذ أحلامه، وقام كمال الشناوي بإنتاج فيلم “طريق الدموع”، يحكي قصة حياته، وقد شاركت ليلى فوزي بالفيلم، فمثلت دورها الحقيقي كزوجة لأنور وجدي. أما ليلى مراد فرفضت المشاركة بالفيلم، وجسدت دورها الفنانة صباح.

زر الذهاب إلى الأعلى