الأدب والشعرثقافةمقالات

« على فكرة » قصة قصيرة

بقلم / سمير لوبه

ما زلت أنتظرُها ولمْ تأت بعدْ ، ليلٌ يلقي سكونَه يلفُ أفكاري ، ألقيتُ بجسدي المتهاوي إلى فراشي ، يداعبُني النومُ ، يرتديني الدفءُ ، تتثاقلُ أجفاني ، تمدُّ يديها لي ، تداعبُ خصلاتُ شعرِها وجنتَيها ، تتهادى في ثوبِها الشفافِ الفضفاضِ ، فيتراءى لي جسدُها المرمري المتفجرُ بالحيويةِ ، تداعبُني : – هيا انهضْ .. فأنا الليلةُ مفعمةٌ بالطاقةِ- لكنَّ جسدي الليلةَ مُثقلٌ ، خَائرُ الهِمةِ- إنْ لمْ تنهضْ .. فلن تَلقاني أبداًمتثائباً وقدْ تملكَني النومُ : – لندع الأمرَ للغدِ يمتقع لونُها ، يتمزقُ ثوبُها ، يتطايرُ شعرُها ، يخفتُ صوتُها ، تبعدُ ، يبتلعُها الضبابُ الداكنُ ؛ تختفي ، فلا أبالي ، أعانقُ النومَ بشوقٍ ، تطرقُ الشمسُ زجاجَ نافذتي ، يأتيني نهارٌ وضَّاءُ المحيا ، أجلسُ إلى مكتبي ؛ أعبثُ في أوراقي ، أبحثُ عنها دونَ جدوى .. يضعون فنجانَ قهوتي أمامي :- علام تحزنُ ؟! بزفرةٍ حارةٍ وصوتٍ هامسٍ

زر الذهاب إلى الأعلى