مقالات

وجهة نظر

بقلم / د. أحمد حافظ .
إنسانية رسول الأمة محمد بالرفق بالحيوان تسبق أوروبا .
أقدم وجهة نظري هذه المرة ليست متعلقة بمعجزات الرسول محمد صلي الله عليه وسلم لأن المعجزات أمر رباني بل أتحدث عن محمد الأنسان نحو الجماد والحيوان . وسوف أذكر بعض المواقف لنتعرف علي إنسانيته التي تؤيد وجهة نظري والتي تسبق أوروبا بحوالي أربعة عشر قرنا والتي تتشدق بجملتها الشهيرة الرفق بالحيوان وعلي سبيل المثال لا الحصر :
أولا : روي الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يخطب الجمعة علي جذع نخلة فقال أحدهم يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا فقال إن شئتم فجعلوا له منبرا وفي الجمعة التالية وقف علي المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي ثم نزل النبي صلي الله عليه وسلم فضمها إليه حتي سكتت.
ثانيا : إشتكي جمل إلي رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم من ظلم صاحبه له ونطق الجمل معجزة ربانية ولكن نبحث عن موقف الرسول الإنسان وماذا فعل الرسول مع بكاء الجمل وإرتفاع صوته وعدم سكوته فقد قام بمسح ظهر الجمل وعاتب صاحب الجمل وقال له ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكي إلي أنك تجيعه وتتعبه.
ثالثا : روي جابر أن الرسول مر علي حمار قد وسم ( كوي في وجهه لوضع علامة ) وقال لعن الله الذي وسمه.
رابعا : في رواية أخري نهي رسول الله عن ضرب الحيوان في الوجه وعن الوسم في الوجه.
خامسا : عن عبد الله بن عمر لعن الله من مثل بالحيوان أي نكل به وعذبه.
سادسا : عن سهل بن عمرو رضي الله عنه قال مر رسول الله صلي الله عليه وسلم ببعير لحق ظهره ببطنه ( لصق ظهره ببطنه ) فقال إتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فإركبوها صالحة وكلوها صالحة بمعني أنه يجب علي الإنسان أن يعامل البهائم معاملة حسنة فلا يكلفها مالا تستطيع ولا يقصر في حقها من أكل وشرب بضمانة ركبها لتكون صالحة للركوب وإن أكلت كانت صالحة للطعام.
سابعا : كما شرع رسول الله تحريم حبس الحيوان وتجويعه وفي ذلك يقول رسول الله عذبت إمرأة في هرة لم تطعمها ولم تسقها ولم تتركها تأكل.
ثامنا : أمر رسول الله أن يستخدم الحيوان فيما خلق له وحدد الغرض الرئيسي من إستخدام الدواب فقال إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فإن الله سخرها لكم لتبلغكم إلي بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس.
تاسعا : دخل رجل الجنة في سقاية كلب إشتد عليه العطش فملأ خفه وأسقاه.
عاشرا : يروي عن عبد الله بن عمر كنا مع رسول الله في سفر فإنطلق لحاجته فرأينا حمرة ( طائر صغير ) معها أبنائها فأخذنا أبنائها فجائت الحمرة ترفرف بجناحيها فجاء النبي صلي الله عليه وسلم فقال من فجع هذه بولديها ردوا إليها ولديها رواه أبو داوود.
حادي عشر : عن أبن عمر رضي الله عنهما أنه دخل علي يحيي بن سعيد وغلام من بني يحيي ووجده رابط دجاجة يرميها فمشي إليها إبن عمر حتي حلها ثم أقبل بها وبالغلام فقال إمنعوا غلامكم عن أن يصبر ( يحبس ويرمي ) بهيمة أو غيرها للقتل . رواه البخاري.
إثني عشر : نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم بالتمثيل بالحيوان أي قطع قطعة من أطرافه وهو حي ولعن ذلك . رواه بن عمر فقد قال شداد إبن أوس عن رسولنا الكريم إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح.
ثالث عشر : قال رسولنا الكريم من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة.
هذه الأحاديث فيها نهي مخصوص عن صور الإيذاء ومضمونها ينطبق علي جميع صور التعذيب والإيلام كالتسبب للذبيحة بكدمات عن طريق قطع وتر العرقوب أو الضغط المؤلم علي الأنف أو خنقه أو إطلاق النار عليه لإضعافه والسيطرة عليه أو إيلامه بالدوس عليه أو إلقاؤه أو الرمي من مكان عال أو قطع عضو يمنع صحة الأضحية كقطع الأذن . وأخيرا أسأل وأتساءل أليس هذا نبي الرحمة والإنسانية منذ ولادته وحتي قيام الساعة.

زر الذهاب إلى الأعلى