اخبارتحقيقاتتقاريردنيا ودينمقالات

اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ” المقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية

متابعة /ناصف ناصف

إن عدة شهور السنة اثنا عشر شهرًا في كتاب الله، الذي كتبَ فيه كل ما هو كائن في قضائه الذي قضى وأجرى ليلها ونهارها، وقدر أوقاتها فقسمها على الاثني عشر ‏[‏شهرًا‏]‏‏.‏ قال تعالى :”إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ . ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ” التوبة -36

وقد خطب صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: ” يا أيها الناس, إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض, وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا “. وعن ابن عمر قال: كُتب في اللوح المحفوظ اثنا عشر شهرًا، يوم خلق السموات والأرض، … ذلك هو الدين المستقيم،‏}‏

ونحن بصدد الاحتفال بحلول العام الميلادي الجديد الذي يحتفل به معظم بلاد العالم ويرجع الأصل التاريخي لرأس السنة الميلادية والاحتفال بها كل عام إلى التقويم الفريفوري حيث يعتبر يوم 31 / 12 ليلة رأس السنة من كل عام واليوم الأول من شهر يناير هو الاحتفال الفعلي في التقويم الفوريفوري أوالتقويم الذي يعرف بالتقويم (الجريجوري ) الذي قام بوضعه البابا جريجوري في القرن الثالث عشر عام 1582م وتم الاتفاق على أنه مولد عيسى عليه السلام .وأما قبل مولده فيعود التاريخ تراجعي ويقال قبل الميلاد وأما الأشهر الميلادية التي انتشرت أسماءها حتى بين المسلمين فهي تحمل مسميات وثنية لآلهة قديمة عند الرومان ،وبعيدة كل البعد عن ثقافة وحضارة المسلمين. و قد تذكر الشهور السريانية كمرادف للشهور الميلادية فيقال فبراير شباط او أبريل نيسان وهي ذات مسميات ومعاني بيئية لظروف وأحوال كالمناخ وعناصره الطبيعية وغيره . وكذلك يـُستخدم اليهود التقويم العبري لتحديد مواعيد ذات أهمية دينية عندهم

ومن المعروف أنه لم يكن للعرب قبل الإسلام تقويم معتبر موحد يتفق عليه عرب الجزيرة وإنما كانوا يؤرخون وفق أحداثهم الهامة المشهورة وقد أرخ العرب العام الذي ولد فيه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم سنة 571 م بعام الفيل .

ولو تأمل الإنسان في أمر المواقيت والأزمنة التي خلقها الله تعالى لتسيير حياة البشرية في الأرض ،يجد أنه تعالى أختار لعباده ماهو أصلح وأفضل وأيسر لهم ، لما لذلك من أهمية تعبدية في دينهم ودنياهم قال تعالى : “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ ” البقرة -189

و قد جعلها الله مواقيت شرعية للزمان ،وحياتية للإنسان ومن هنا لابد أن تكون دقيقة ومضبوطة بضوابط السنة القمرية التي هي أساس التقويم الهجري نسبة إلى الهجرة النبوية المباركة التي تعد تحولاً كبيرا في تاريخ الدعوة الإسلامية ،ونصراً كبيراً لهم ؛ ومبدأ لحساب التاريخ عند المسلمين ، منذ السنة الأولى للهجرة التي توافق يوم الجمعة السادس عشر من يوليو عام 622 م ،وأول من قام بهذا هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.

أ.د/ مفيدة إبراهيم على -عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية

زر الذهاب إلى الأعلى