تقرير

” عن ملائكة الرحمة أتحدث “

(( التمريض حياة وحب وإنسانية ))

 

بقلم : زينب مدكور

التمريض هو فن وعلم وإنسانية وهو إمداد المجتمع بخدمات معينة علاجية في طبيعتها وتساعد على بقاء الفرد بصحة جيدة ، كما تمنع المضاعفات الناتجة عن الأمراض والإصابات وله جانبان ، جانب فني وآخر معنوي أي (نفسي واجتماعي)
لذلك فأنا أقول عن الممرضة أنها زهرةٌ عبيرهُا يدواي الجراح ويطردُ هواجسَ الخوف ويضخ الْفؤاد بودٍ فيشفي آلام القلب ويراقص صفوة الرّوح فإن تكلمت عن مهنة التمريض ومن يمتهنوها فكلماتي لن ولم تكفي بحقهم شيئًا فلساني عاجز عن التعبير
حيث أن مهنة التمريض تمثل قيمة إنسانية عالية في محتواها ، ومع ذلك ما زال بعضنا ينظر لها من زاوية ضيقة معتبراً أنها مهنة خدمية لا تليق إلا بفئة معينة ، مع العلم أنها تمثل عمل خفي وجهاد وعمل وطني لا يفهمه إلا من يعمل في ممارسة هذه المهنة بإخلاص وأمانة . فبشكل عام يعتبر التمريض مهنة رائعة للغاية ، سواء من حيث طبيعة هذه المهنة التي تتمثل في مساعدة المرضى والتخفيف عنهم أو من حيث المميزات والامتيازات التي يحصل عليها العاملين في هذا المجال في بعض الدول . وعندما نتكلم عن التمريض وهذه المهنة المقدسة لا ننسى ما تعنيه ف الإسلام حيث تعتبر رفيدة بنت كعب الأسلمية أول ممرضة في عهد الإسلام. حيث كانت تضمد المصابين والجرحى في الحروب التي يكون المسلمون طرفاً بها. وقد كان لرفيدة خيمة لمداواة الجرحى، ولما أصيب سعد بن معاذ بسهم في معركة الخندق قال النبي ﷺ أجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده، وتقديراً من النبي ﷺ لجهودها في غزوة خيبر في مداواة الجرحى وخدمة المسلمين فقد أسهم لها بسهم رجل مقاتل. كما برز اسم الربيع بنت معوذ التي تطوعت بسقاية الجيش، ومداواة الجرحى ورد القتلى إلى المدينة وأيضاً حمنة بنت جحش التي تطوعت في معركة أُحُد فكانت تسقى العطشى وتداوي الجرحى. وأيضا أم سنان الأسلمية التي تطوعت في غزوة خيبر لمعالجة المحاربين. وقد كان النبي محمد ﷺ يواجه هذه الأعمال التطوعية التي كانت تقوم بها النساء بالشكر والثناء ،
وقد قال عنها الطبيب العالمى مجدى يعقوب «أتمنى أن يدرك المجتمع مدى أهمية ونبل هذه المهنة وأن يتمكن من تغيير الثقافة الشائعة عنها، وأن يكرس وقتا وجهدا كبيرا لعمل حملات إعلامية للتوعية بأهمية الممرضين والممرضات أو حسب تعبيره “المخلوقات العظيمة والنبيلة فى حياتنا”
فأنا منذ صغري أعلم أن الممرضة هي ملاك الرحمة فمنها نتعلم كل الحب والأخلاقيات العظيمة وبث الخير والعافية ف قلوب من هم حولها فهي الأمن والأمان والاطمئنان هي كل شئ جميل لذلك فعلينا جميعا أن نعمل لإعطاء هذه المهنة هيبتها وحقها ف مجتمعنا لكي نرتقي بأنفسنا وننهض بصحتنا وصحة أبنائنا فهذه المهنة حقا هي الأيدي الأمينة التي نُلقي عليها امراضنا وتعبنا وكذلك حياتنا ، فعند سؤال البعض ممن امتهنوا هذا المهنة . ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺧﺘﺮﺕ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺾ
ﻗﻠﺖ ﺍﺣﺒﺒﺖ ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺾ ﺣﺒﺎً ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻣﻦ ﺍﻋﻤﺎﻗﻰ
ﻓﺄﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺷﻰﺀ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ
ﺍﻷﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻧﻪ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﻰ
ﻣﻦ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻯ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﺎﺩﻳﻪ ﺃﻭ ﺩﻳﻨﻴﻪ ﺍﻧﻪ
ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ آدﻣﻴﻪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ
ﻟﻘﺪ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﺎ
ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺼﻔﻮﻧﻬﺎ ﺑﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﻴﻪ ﻓﻬﻦ ﺣﻘﺎً
ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﻪ ﺃﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﻪ ﻟﻤﻬﻨﺔ ﺷﺎﻗﻪ ﻭﻣﻀﻨﻴﻪ ففيﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﺘﺤﺎﺷﺎﻩ اﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻴﻪ ﻻ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻪ ﺍﻯ ﻏﻀﺎﺿﻪ ﻓﻰ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻭﺗﻤﺮﻳﻀﻪ ﺩﻭﻥ ﻛﻠﻞ ﺍﻭ ﻣﻠﻞ ﻟﻘﺪ ﺍﺣﺒﺖ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻪ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﺼﺪﻕ ﻓﻬﻰ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺒﺘﺴﻤﻪ
ﻭﺍﺛﻘﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻌﻄﻰ ﺍﻻﻣﺎﻥ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻓﻬﻰ ﺷﻤﻌﻪ ﺗﺤﺘﺮﻕ ﻷﺳﻌﺎﺩ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻭﻗﺪ ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻤﺮﻳﺾ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﻬﻨﻪ
ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﻪ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺮﺗﻘﻰ ﺑﺎﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . وهناك الكثير من الممرضات الآن بدأوا في الابتعاد عن هذه المهنة لما سببته نظرة البعض لهم وهنا أقول ان نظرتنا لأنفسنا هي التي تحدد قيمتنا في الحياة فهناك فرق كبير بين من لا يرى من وظيفته إلا الأجر الذي يجنيه وبين من يرى الأثر الذي يتركه كل عمل مهما كان بسيطا يترك اثر في هذا العالم، تحتاج فقط أن تنظر إلى هذا الأثر ، فأنتي لست مجرد موظفة أنتي أهم شخص في العالم، أنتي بأمر الله من يخفف الآلام التي قد تقضي علي حياة إنسان أنتي النفس العطوفة التي تعطي الأمل وتُبعِد اليأس فهل من أهمية بعد هذا كله في الحياة لغيرك ،
وبعد كل هذا وأخيرا علينا ان نتحدث عن التحديات التي تشكل عائقاً أمام زيادة نسبة التوظيف ومنها غياب الحوافز والترقّي الوظيفي والتعليم المستمر، وغياب الدراسة الأكاديمية التي تدعم التخصّص في مجالات التمريض، بمعنى أن التمريض لم يصبح تمريضاً عاماً فقط، بل أصبحت هناك حاجة للتخصص في العناية المركزة والأطفال والجراحة والطوارئ، وقد أشار البعض إلى الأسباب التي تتعلق بتراجع معدلات التوظيف في المهنة وهي السلم الوظيفي غير المشجع والرواتب والحوافز، وضغوط العمل، والبيئة التي تعمل فيها الكوادر التمريضية. وأيضا هناك مجموعة من العوامل التي أسهمت في ابتعاد المواطنين عن هذه المهنة، ومنها العمل بنظام المناوبات الليلي، وهذا ما يتصادم مع طبيعة حياة الكثير من النساء، إضافة إلى نظرة المجتمع للمهنة. والأسباب الواردة كلها مهمة، لكننا نعتقد أن أهمها يكمن في نظرة المجتمع للممرضة أو حتى الممرض، فهي نظرة دونية، وأصبح يعتبرها من المهن الخاصة ب(الفلبينيات والهنديات)، مع الاحترام الشديد للجاليتين والجنسيتين، والشريحة التي تنظر بدونية إلى هذه المهنة، تنسى أن الرعاية التمريضية ليست مهنة آلية، وإنما هي مهنة يمنح الممرض فيها من روحه أثناء عمله، ويقدم من طاقته الإيجابية الشيء الكثير، وأنا أشك أن الجرعة الدوائية التي يتناولها المريض من يد صمّاء غير مصحوبة بدعوات الشفاء والروح الإنسانية الرقيقة الشفافة، لن يستفيد المريض منها.
فعملية التمريض إنسانية أكثر منها وظيفة جامدة يؤديها الفرد ويمضي إلى بيته. وهذه الروح التي يجب أن تتوفر في الممرض يجب أن تكون قريبة من المريض، ومن ثقافته وعاداته وتقاليده وأسلوب حياته، ولهذا، فإن الممرضة أو الممرض هو الأقدر على فهم متطلبات المريض النفسية والصحية والمجتمعية،
ومن هنا، لا بد لمن يعمل في مهنة التمريض أن يشعر بالفخر، لأنه يقدّم خدمة جليلة لأهله وناسه ومجتمعه، ويتقاضى عليها الأجر في الدنيا والآخرة.
ولهذا، لا بد من القيام بحملات توعية تظهر نبل هذه المهنة وإنسانيتها والخير الكامن في ممارستها ، وتشجيع الفتيات على الانضمام إليها والانخراط في هذا العمل الإنساني الكبير .
ودائما تذكروا قوله صلى الله عليه وسلم :”أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى الله أَنْفَعُهُمْ لِلّنَاسِ وَأَحَبُّ الأعْمَالِ إِلَى الله سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَة …”

زر الذهاب إلى الأعلى