مقالات

فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا

فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا

متابعة ناصف ناصف

المقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية

الاهتمام بقضاء حوائج الناس والإحسان إليهم لا يُحسِنه كُلُّ أحدٍ، فالإحساس بآلام الناس والقيام بخدمتهم وقضاء حوائجهم من أعظم القربات، ومن أجلّ الأعمال التي يتقرّب بها المسلم إلى ربّه، ومن رحمة الله ـ سبحانه ـ أنه جعل لقضاء حوائج الناس أهلا، فتراهم يسارعون إلى إسداء المعروف وخدمة الناس بنفس راضية ووجه مبتسم، وإن الله إذا أراد بعبده خيرًا جعل قضاء حوائج الناس على يديه وكان هذامن تمام رحمة رسولنا الكريم ، وكمال جُودِه وسَعيِه، وحسن أخلاقه وجميل صفاته لقوله عليه الصلاة والسلام :”والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه “. وقوله : “خير الناس أنفعهم للناس. “

وكان من هديه – صلَّى الله عليه وسلَّم ـ مع أصحابه من حسن الخُلق ما لا يخفي، ومن ذلك أنه كان يسأل عنهم، ويتواضع معهم، ويزور مرضاهم، ويشهد جنائزهم، ويشفق عليهم، ويشعر بآلامهم، ويسعى في تفريج همومهم وقضاء حوائجهم، فكان يقوم على حاجة أصحابه عامة، وعلى حاجة الأرامل والمساكين واليتامى خاصة، فلا يأنَفُ أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي حاجتهم .فما أعظم هذا الدين الذي جعل مساعدة الناس بهذه المنزلة العظيمة، وفي قوله نعالى :”مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”البقرة -261

مثل ضربه اللّه لتضعيف الثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته، وأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وعن ابن عبد الله ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله جعل حسنة ابن آدم إلى عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف “

شرط ألا تنفق مالك إلا في سبيل الله و طامع في عطاء الله وأن لا تمن على من تعطيه أو تؤذيه. والمن هو أن يعتد على من احسن إليه بإحسانه ويريه أنه أوجب عليه حقا له وأنه أصبح صاحب فضل عليه، وكما يقولون : (تعاير بها).

ولذلك فمن الأدب الإيماني في الإنسان أن ينسى أنه أهدى وينسى أنه أنفق، ولا يطلع أحداً من ذويه على إحسانه على الفقير أو تصدقه عليه لقوله تعالى :” ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى” -البقرة 262

 ومما لا شك فيه أن قضاء حوائج الناس واحدة من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلمون، ، وقد ثبت الترغيب في ذلك، في قوله صلى الله عليه وسلم : (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ).

وهي من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد لله عز وجل لقوله تعالى: في فضل الأعمال الصالحة:” فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا، وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا”. الكهف -110 , وهذا يدل على أن كل عمل الخير مردود على أهله سواء في الدنيا أو الآخرة.

زر الذهاب إلى الأعلى