مقالات

” مصر هبة للإنسانية “.

الكاتب – سمير إبراهيم …
مصر أم الدنيا .. مصر هبة النيل للمصريين ومصر أيضا هبة المصريين للإنسانية .. ومصر بعبقرية موقعها وتاريخها رأس إفريقيا المطل على البحر الأبيض المتوسط ومصب لأعظم أنهار العالم وهو النيل العظيم وهو بمثابة شريان الحياة لمصر وللمصريين – ومصر المحروسة بعبقرية موقعها وتاريخها هى قلب العالم العربى بل قلب العالم بأكمله فهى ملتقى حضاراته وثقافاته ومفترق طرق مواصلاته البحرية – هذه مصر وطن خالد للمصريين ورسالة محبة وسلام لشعوب الدنيا منذ فجر التاريخ لاح فجر الضمير الإنسانى وتجلى فى قلوب أجدادنا العظام فأتحدت إرادتهم الخيرة وأسسوا أول دولة مركزية ضبطت ونظمت حباة المصريين على ضفاف النيل . حيث أبدع المصريون بضرب أروع آيات الحضارة وتطلعت قلوبهم إلى السماء قبل أن تتنزل رسالتها إلى الأرض – فمصر مهد الدين وراية مجد الأديان السماوية وهى وطن فى أرضها شب كليم الله عليه السلام وتجلى له النور الإلهى وتنزلت عليه الرسالة فى طور سنين .. وعلى أرضها إحتضن المصريون السيدة العذراء ووليدهاعيسى عليه السلام ثم قدموا آلاف الشهداء دفاعا عن كنيسة السيد المسيح .. وحين بعث خاتم المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام للناس كافة ليتم مكارم الأخلاق وإنفتحت قلوبنا وعقولنا لنور الأسلام وقدمنا الشهداء فى سبيل الله تعالى ونشرنا رسالة الحق وعلوم الدين فى العالمين .
وفى مصرنا فى عصرنا الحديث إستنارت العقول وبلغت الإنسانية رشدها – وتقدمت أمم وشعوب على طرق العلم رافعة رايات الحرية والإخاء والمساواة .
وأيضا فى العصر الحديث أسس ” محمد على ” الدولة المصرية الحديثة وعمادها جيش وطنى أنشأه ‘براهيم باشا .ودعا أبن الأزهر الشريف ” الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى “أن يكون الوطن محلا للسعادة المشتركة بين أبنائه .
وجاهدنا نحن المصريين للحاق بركب التقدم وقدمنا الشهداء والتضحيات والثورات حتى إنتصرت الإرادة الشعبية فى ثورة 25 من يناير والتى دعت إلى العيش بحرية وكرامة وإنسانية تحت ظلال العدالة الإجتماعية هذه الثورة إمتداد لمسيرة نضال وطنى كان من أبرز رموزه الزعماء أحمد عرابى . ومصطفى كامل . ومحمد فريد .
وتتويجها لثورتين عظيمتين فى تاريخنا الحديث
حيث الأولى وهى ثورة 1919م التى أزاحت الحماية البريطانية عن كاهل مصر وجاءت ثورة 1919م بزعامة سعد زغلول باشا وأرست مبدأ المواطنة والمساومة بين أبناء الجماعة الوطنية ووضع خلالها “ طلعت حرب “ حجر الأساس للأقتصاد الوطنى وسعى الزعيم سعد زغلول وخليفته مصطفى النحاس على طريق الديموقراطية مؤكدين أن الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة ..
بينما كانت الثورة الثانية هى ثورة “ 23 يوليو 1952 م التى قادها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ورفاقه الأحرار وإحتضنتها الإرادة الشعبية فتحقق حلم الأجيال فى الجلاء والأستقلال وإنفتحت مصر على أمتها العربية وقارتها الإفريقية والعالم الأسلامى وساندت بخطى ثابته على طريق التنمية والعدالة الإجنماعية ثورة 25 يناير إمتداد للمسيرة الثورية الوطنية المصرية وتتويج للعروة الوثقى بين الشعب المصرى وجيشه الوطنى والتى حققنا بفضلها الأنتصار فى معاركنا الكبرى من دحر العدوان الثلاثى فى عام 1956م الى نصر أكتوبر قى عام 1973م .
حيث جاء نصر أكتوبر المجيد بقيادة بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات .
وأيضا جاءتا ثورتا 25 يناير و30 يونيو بين الثورات الكبرى فى تاريخ الأنسانية وقدرت كثافة المشاركة الشعبية بعشرات الملايين ويتجاوز الجماهير للنخب والطبقات والأيديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة وبمباركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها – كما هى فريدة بسلميتها وبطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الإجتماعية معا – هذه الثورة إشارة وبشارة ..” إشارة إلى ماضى مازال حاضرا وبشارة بمستقبل تتطلع إليه الإنسانية كافة .
فالعالم فى القرن الحادى والعشرين توشك أن تطوى الصفحات الأخيرة من عصر الرشد الذى مزقته صراعات المصالح بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب .. وإشتعلت فيه النزاعات والحروب وبين الطبقات والشعوب .
وزادت المخاطر التى تهدد الوجود الأنسانى وتهدد الحياة على الأرض التى إستخلفنا الله تعالى عليها .
وتأمل الأنسانية اليوم أن تخرج من عصر الرشد إلى عصر الحكمة لنبنى عالما جديدا تسوده الحقيقه والعدل وتحفظ فيه الحريات وحقوق الأنسان .
ونحن المصريون نرى فى ثورتنا عودة لإسهامنا فى كتابة تاريخ جديد للإنسانية ونحن نؤمن أننا قادرون أن نستلهم الماضى ونستنهض الحاضر .. وأن نشق الطريق إلى المستقبل وأن نبنى مجتمعا مزدهرا متلاحما ودولة عادلة تحقق طموحات اليوم والغد للفرد والجماعة الوطنية . “ من ديباجة الدستور المصرى 2013م “

ط

 

زر الذهاب إلى الأعلى