عاجل

«الْإِسْعَافُ النَّفْسِيُّ مِنْ اضْطِرَابِ مَا بَعْدَ الصَّدْمَةِ»بقلم- د ياسمين ناجى

«الْإِسْعَافُ النَّفْسِيُّ مِنْ اضْطِرَابِ مَا بَعْدَ الصَّدْمَةِ»بقلم- د ياسمين ناجى

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي

مدرس بقسم الصحة النفسية– كلية التربية- جامعة السويس

تحتفي دول العالم باليوم العالمي للتوعية باضطراب ما بعد الصدمة في 27 يونيو من كل عام، وبتلك المُناسبة سوف يتناول مقال اليوم عن «اضطراب ما بعد الصدمة».

«الْإِسْعَافُ النَّفْسِيُّ مِنْ اضْطِرَابِ مَا بَعْدَ الصَّدْمَةِ»بقلم- د ياسمين ناجى
«الْإِسْعَافُ النَّفْسِيُّ مِنْ اضْطِرَابِ مَا بَعْدَ الصَّدْمَةِ»بقلم- د ياسمين ناجى

يتعرض الفرد خلال حياته إلى خبرات أليمة قد تكون من خلال تعرضه لخطر أو رؤيته لمشهد فزع، أو سماعه لخبر مُفجع وكلها أحداث خارجية وفجائية غير متوقعة تتسم بالشدة والعنف، وعادةً ما تتسبب في صدمة المُتلقي لأنها اخترقت نظام شخصيته وتجاوزت قدرته على التحمل فأحدثت له تأثيرًا على استجاباته النفسية والانفعالية والسلوكية وكذا المعرفية. ويُعد أصعب صدمة يُمكن أن يواجهها الفرد خلال حياته تلك الصدمة التي تُهدد حياته أو تُحدث إصابات جسدية فتجعل الفرد في مواجهة لواقع الموت أو الخوف كالتعرض لحادث مفجع وأليم.

اضطراب ما بعد الصدمة: هو اضطراب ينشأ بعد التعرض لحادث أو أكثر هدد أو سبب ضررًا بدنيًا جسميًا، أو رد فعل عاطفي شديد ومُتنام لجرح نفسي عميق.. قد يسببه التعرض للإيذاء الجسدي أو العاطفي أو الجنسي أو حتى مُشاهدة ذلك الحدث، وهو اضطراب تمت دراسته على الأطفال والمراهقين والكبار الذين مروا بخبرات اصطدام أو كوارث طبيعية أو حروب، أي إن الخبرات الصادمة نفسيًا هي أحداث مُفاجئة وغير مُتوقعة تكون خارج حدود الخبرة الإنسانية العادية.

العوامل التي تعتمد عليها شدة الصدمة: توقع الكارثة، مُدة التعرض للكارثة، نوعية الصدمات المُرافقة للكارثة، الاستعدادات في مواجهة الكارثة، مصير الكارثة. وتختلف استجابات الأفراد لخبرة الصدمة ويعتمد هذا على عدة عوامل من أهمها: ظروف الصدمة «نوعها- مُدتها- الأشخاص»، الفروق الفردية بين الأشخاص في الاستجابة للصدمة نفسها، طرق مواجهة المشكلات ومُحاولة التغلب عليها أو الأنماط المُميزة للتعامل مع المواقف الضاغطة. وهناك عاملان يجعلان الحدث حدثًا صادمًا:تهديد بالموت أو إصابة خطيرة تلحق بنا أو بشخص آخر، شعور قوي بالخوف أو العجز.

الأعراض التي يُمكن حدوثها بعد الصدمة

التعبير عن المشاعر يشمل: الضعف الشديد- الحزن الشديد- الخوف من المستقبل- الإنكار- التعامل بجفاء- الشعور بالضغط- عدم القدرة على السيطرة على العواطف- الاجهاد- الغضب من الذات والمحيطين- الخجل.

الأعراض السلوكية: الانزواء- البكاء- انفجار المشاعر- عدم القدرة على الشعور بالاستقرار- الشك- حزر مبالغ فيه- ردات فعل عنيفة- فقدان للشهية- استخدام مفرط للأدوية والعقاقير الطبية- اضطرابات في النوم- اضطرابات في العلاقات الجنسية- توتر في العلاقات مع الآخرين- تجنب بعض الأشخاص والأوضاع- تجنب الحديث عن الحدث الذي مر به أو الميل للحديث عنه طوال الوقت، تغييرات واضحة على الشخص أو تجنب التواصل الاجتماعي مع الآخرين.

الأعراض الجسدية: الإعياء الشديد_ الهزال- الغثيان- الدوخان- آلام في الصدر- ارتفاع ضغط الدم- صعوبات في التنفس- التعرق- احتكاك الأسنان ببعضها البعض- سرعة خفقان دقات القلب- ارتجاج المفاصل- صعوبات في الرؤية- تغييرات في إفرازات الهرمونات- الشعور بالشحوب- مشاكل في المعدة- تشنج المفاصل مما يؤدي إلى الشعور بألم في الرأس أو الرقبة أو الظهر.

الاضطرابات النفسية: القلق- الخوف المرضي- الاكتئاب- اضطراب الضغط ما بعد الصدمة- النوبات العنيفة- السلوك الانزوائي الحاد- التفكير والشعور بالرغبة في الانتحار- العنف الشديد- الشعور بالغربة والانعزال- الغضب التأثير السلبي على المهام اليومية- عدم القدرة على السيطرة على البكاء.

الفئات الأكثر تعرضًا للنتائج السلبية للصدمات النفسية

– الأطفال «خاصة الذين فقدوا آبائهم أثناء الحادث».

– المراهقون الميالون إلى المُغامرة «المُخاطرة».

– أمهات الأطفال الصغار وخاصة أمهات الرُضع.

– المسنون والأشخاص الذين تكون حالتهم الصحية سيئة.

– الأشخاص الذين انخرطوا في جهود الإغاثة وقت الحادث.

– الذين تعرضوا أثناء الحادث لما يُهدد حياتهم.

– المصابون من الحادث.

– الذين تعرضوا لخسارة كبيرة «كفقدان الأولاد، أو الأزواج».

بعض النصائح التي تساعد الشخص في تخطي هذا الاضطراب

– تحدث عن مشاعرك ومخاوفك عندما تشعر برغبة في التحدث مع شخص تثق به.

– حاول العودة لروتين الحياة التي كنت تعيش فيه قبل الحادث.

– حافظ على نمط غذاء ونوم متوازيين وصحي.

– ابتعد عن أي مواد مخدرة أو مهدئة من دون وصفة الطبيب.

– جرب ممارسة نشاطات أو هوايات تريحك لتُبعدك عن التفكير الدائم والقلق.

– مارس الرياضة لما لا يقل عن (15 أو 20) دقيقة يوميًا كالمشى أو الركض.

– مارس تقنيات الاسترخاء، سوف تُساعدك على تنظيم طريقة تنفسك وشعورك بالهدوء والراحة.

– اكتب الفكرة الغير لطيفة التي تمر بذهنك.

– حاول أن تكتب ما يعارض ويجادل هذه الأفكار وضعها في مُفكرة شخصية لرصدها.

– إذا شعرت بأن الحادث يؤثر على أدائك الوظيفي أو علاقاتك الشخصية أو خطرت لك أفكار بأذية نفسك، فعليك البحث عن مُساعدة مُتخصصة لمُساندتك بالعلاج والإرشاد النفسي المُتخصص في مثل هذه الحالات.

بعض النصائح لأهل الشخص المُصاب بالاضطراب

– عدم تركه وحيدًا.

– توفير مكان آمن وهادىء.

– عدم الضغط عليه للتحدث عن الحدث.

– الاستماع لما يُريد قوله والتعبير عنه.

– الاعتناء به طبيًا وتقديم العلاج أو الرعاية المنزلية.

– دعمه ومساعدته لمحاولة إكمال حياته بالشكل الطبيعي.

– لفت نظره للأشياء الجيدة الأخرى التي يُمكن أن يقوم بها.

– تذكيره بقدراته والأشياء الجيدة التي قام بها قبل الحادث.

– تقبل أية مشاعر تُسيطر عليه مهما كانت.

– إصطحابه للخدمات النفسية المُتوفرة والتي تُساعده في تخطي الموضوع.

زر الذهاب إلى الأعلى