الأدب والشعر

دروب كالمقابر..بقلم مستشار محمود السنكرى

دروب كالمقابر

أمشي على دربِ الأسى كالمقابرِ
والليلُ يطوي مهجتي في المحاجرِ

ليلٌ طويلٌ ما لهُ صبحٌ يجيءُ
وكأنّ فجري قد غدا في الدفاترِ

قد ماتَ في قلبي الصباحُ وأُقفِلتْ
أبوابُ روحي عن رجاءِ المسافِرِ

وتبعثرتْ خطواتُ قلبي مثقلةً
في كلِّ دربٍ موحشٍ متحجّرِ

حتى النجومُ تخلّتِ السهرَ الذي
كانتْ تؤنسُ غربتي في المآزرِ

والقلبُ ينحتُ من صخورِ صموتِهِ
صوتًا ينادي في الفضاءِ المكابرِ

لكنّهُ يرتدُّ حزنًا مُرَّهُ
ويذوبُ في صدرٍ كسيرٍ صابرِ

يا غائبًا، هل تسمعُ الموتَ الذي
يمشي معي؟ ويجرُّ خطايا القاسرِ؟

إنّي أرى قبري بعينِ خيالي
وأراهُ أوسعَ من فضاءِ المقادِرِ

كلُّ المواسمِ دونَ وجهِكَ بائساتٌ
حتى الربيعُ يجيءُ كالعامِ العاقرِ

يا نبضي، من قبلِ موتي عدْ إليّ
كي لا أموتَ على فراشِ التذاكُرِ

هبني حضورَكَ لحظةً أسترجع
الـروحَ التي ضاعتْ بفقدِك سافرِ

ما العمرُ إلّا ومضةٌ في ليلِنا
والحبُّ إلا ومضةً في المشاعرِ

إن لم تعُدْ فدعِ الترابَ يضمّني
لعلَّ بموتي تستريحُ المشاعرِ

لعلّ قبري يصبحُ الدربَ الذي
يُفضي إليكَ بلا قيودِ المسافرِ

أو عدْ، فقد تبعثُ الحياةَ بنظرةٍ
وتردُّ روحي للرجاءِ الفاخرِ

وإذا أتيتَ، فكلُّ شيءٍ يورقُ
الـدنيا، ويزهرُ كلُّ عامٍ عاقرِ

بقلمي..
مستشار محمود السنكرى

زر الذهاب إلى الأعلى