Secrets”… حين يتحول جسد الإنسان إلى مسرح للاكتشاف العلمي عند الأطفال
كتبت/ رشا عبدالوهاب
في زمنٍ يبحث فيه التعليم عن أدوات مبتكرة قادرة على الجمع بين المعرفة والمتعة، جاء مشروع SAVE Junior ليقدم نموذجًا فريدًا من التجارب التفاعلية التي تخاطب عقول الأطفال بقدر ما تلامس فضولهم الفطري. ومن هذا المنطلق، أقيمت الفعالية الاستثنائية “Savers: Unlocking the Secrets”،
التي أخذت الصغار في رحلة غير مألوفة إلى أعماق أجسادهم، حيث تختبئ أسرار الحياة اليومية وأسئلة الطفولة البسيطة التي تبدو بلا إجابة.
العلم في هيئة مسرح تفاعلي:
لم يكن الحدث مجرد عرض معلوماتي، بل تجربة مصممة بعناية لتكون أقرب إلى مسرح معرفي حيّ، يتداخل فيه التمثيل مع التجربة الحسية، ويغدو فيه الطفل شريكًا في صناعة المعلومة لا مجرد متلقٍ لها. عبر مشاهد تمثيلية وسكيتشات بصرية وألعاب ذهنية، تحولت قاعة العرض إلى فضاء يشبه “مختبرًا حيًا”، يتنقل فيه الأطفال بين ألغاز وأسئلة طالما راودتهم:
– لماذا نشعر بالتعب أو نفقد طاقتنا؟
– كيف نحلم وما الذي يحدث في عقولنا أثناء النوم؟
– كيف ينتقل المرض بين الناس؟
-وما معنى أن يكون لكل إنسان بصمته وصوته وتفكيره المختلف؟
رحلة في دهاليز الجسد:
قاد “المحققون الصغار” مغامرة علمية لكشف “الأجسام الغريبة”، ليكتشفوا أن الكائنات الدقيقة التي تحيط بهم ليست عدوًا دائمًا، بل جزءًا من شبكة معقدة تعيش معنا وتؤثر في صحتنا. وتعلموا كيف يتصدى الجهاز المناعي للفيروسات، وكيف يترجم الجسد حالة الخمول أو فقدان الطاقة، وكيف أن التفرّد البشري ليس مجرد مظهر خارجي بل منظومة متكاملة من البصمة والصوت والتفكير والأحلام.
تحويل الفضول إلى معرفة:
تكمن فرادة الفعالية في قدرتها على تحويل السؤال البريء “ليه ده بيحصل؟” إلى مدخل للعلم. لم يُقدَّم العلم في صورته الجامدة، بل كرحلة مغامرة يعيشها الطفل بكل حواسه، ليخرج في النهاية بشعور أنه “محقق علمي صغير” يفهم جسده ويدرك كيف يحافظ عليه، وفي الوقت نفسه يتعلم أن طرح السؤال هو الخطوة الأولى نحو الاكتشاف.
تجربة تثبت أن العلم يُعاش لا يُحفظ
إن قيمة “Unlocking the Secrets” لا تكمن فقط في المحتوى العلمي الذي قُدِّم، بل في المنهج التربوي والثقافي الذي تبناه مشروع SAVE Junior: ربط العلم بالحياة اليومية، وتحويل المعلومة من نص جامد إلى مغامرة ممتعة، بما يعزز لدى الأطفال عادة التفكير النقدي والقدرة على الملاحظة والاستنتاج.
لقد أعاد هذا الحدث صياغة العلاقة بين الطفل والمعرفة، وأثبت أن التعليم حين يلتقي بالخيال، يصبح جسد الإنسان نفسه مسرحًا نابضًا بالاكتشاف.