مقالات

الغضب يذهب أما الخذلان فيبقى..بقلم محمود السنكري

الغضب يذهب أما الخذلان فيبقى

بقلم محمود السنكري

الغضب يذهب أما الخذلان فيبقى..بقلم محمود السنكري

الغضب هو شعور شديد ينشأ نتيجة تجربة حالة من الإهانة أو الظلم أو الإساءة. قد يعبر الشخص عن غضبه بتغيير في تعابير الوجه، ورفع الصوت، واحتقان الجسد، والحركات العدوانية، وغيرها من السلوكيات الغاضبة.

لكن، بعد اجتياح شعور الغضب، هل يجب أن يظل الشخص في حالة الغضب طوال الوقت؟ هنا يأتي دور الخذلان. الخذلان هو شعور باليأس وعدم القدرة على تحقيق أهدافنا أو تلبية توقعاتنا. ينشأ الخذلان عادةً عندما نواجه تحديات كبيرة أو نقاط ضعف في حياتنا.

في الواقع، الغضب والخذلان يرتبطان بشكل وثيق ببعضهما البعض. قد يكون الغضب هو الاستجابة الأولية للخذلان، وقد يؤدي الغضب الشديد إلى الشعور بالخذلان. ومع ذلك، يمكن للشخص أن يحتفظ بالغضب ويظل متمسكًا به في حين أن الخذلان يبقى بلا تغيير.

عندما يظل الشخص في حالة غضب، فإنه يكبت مشاعره ويتجنب التعبير عنها بشكل صحيح. يمكن أن يتسبب ذلك في تراكم الغضب في الداخل وقد يتحول إلى سلوك عدواني أو مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو الأرق.

من ناحية أخرى، إذا بقي الشخص في حالة خذلان دائم، فإنه قد يشعر باليأس والفشل ويتوقف عن المحاولة وتحقيق الأهداف. قد يفقد الثقة في النفس والإيمان بقدراته وقدرة الحياة على التحسن.

لذا، من المهم أن نتعلم كيفية التعامل مع الغضب وعدم السماح له بالسيطرة علينا. يمكن أن يساعد التعبير عن الغضب بشكل صحيح من خلال التحدث بصوت هادئ ومعبر، أو ممارسة الرياضة للتخلص من التوتر، أو محاولة فهم الأسباب الحقيقية وراء الغضب.

أما بالنسبة للخذلان، فيجب أن نتعلم كيفية التأقلم مع تحديات الحياة وعدم الاستسلام لليأس. يمكن أن يساعدنا التركيز على النجاحات الصغيرة وتحويل التحديات إلى فرص للنمو. يجب علينا أيضًا أن نطلب المساعدة عند الحاجة وأن نتعلم من الأخطاء ونعتبرها جزءًا من عملية التعلم والتنمية الشخصية.

في النهاية، يمكن للغضب أن يذهب ويتلاشى، ولكن الخذلان يمكن أن يبقى إذا لم نتعلم كيفية التعامل معه بشكل صحيح. لذا، دعونا نستخدم طاقتنا واتجاهاتنا السليمة للتغلب على الغضب والخذلان والتحرك قدمًا في حياتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى