مقالات

ومضات أسبوعية

بقلم  أ .د /مفيدة إبراهيم علي عميد كليات الدراسات الإسلامية والعربية

متابعه/ ناصف ناصف

” رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ”

امقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية

كان الإسلام غنيًّا ، بل كان كل أتباعه مثلاً في تفديته بالنفس والنفيس , وهذا أنس بن النضر – رضي الله عنه – أحد السابقين الأولين، والأبطال الفدائيين في غزوة أحد،

قال سعد بن معاذ وهو يَصِف للرسول – صلى الله عليه وسلم – إقدامَ أنس، وحُسْن بلائه: والله ما استطعت يا رسول الله على عظيم بلائي أن أصنع صنيعَه، أو أن أُبلي بلاءه، وقال ابن أخيه أنس بن مالك: ولقد وجدنا به أكثر من ثمانين ثُلْمة، ما بين ضربة بسيف، وطعنة بسِنٍّ، ورمية بنبل،و قد نزلت فيه، وفي أمثاله من المجاهدين الصادقين: قوله تعالى” مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “. الأحزاب: 23 , هذا هو صدق العقيدة وصدق العهد مع الله الذي يمد المؤمنين بالقوة فيصبحوا علي الأرض ولهم ثبات الجبال . كمثل الذي حدث في شهر رمضان المبارك , الحدث الذي أحيا الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، بل الأمة الإسلامية من المحيط إلى المحيط، هو: حرب العاشر من رمضان، ويظل نهار شهر الصيام العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر عام 1973ملحمة العبور والنصر ملحمة بطولية يحفظها التاريخ ويخلدها فى صفحاته بحروف من نور، وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل في عصرنا الحديث، وكأن تتحقق أمنية على بن أبى طالب «رضى الله عنه» عندما قال «أحب ثلاثة يا رسول الله: أحب إكرام الضيف، وصيام رمضان فى الصيف، وقتال المشركين بالسيف». وهكذا يكون الصائم إذا ذكرته بالله ورسوله، وذكرته بالأبطال العظام: خالد وأبي عبيدة وسعد وطارق وصلاح الدين وقطز -فقد خاطبت جوانحه، ودخلت في أعماقه، وأوقدت جذوته، وحركت حوافزه، وبعثت عزيمته، وهنا لا يقف أمامه شيء، إنه يصنع البطولات، ويتخطى المستحيلات؛ لأنه باسم الله يتحرك، وباسم الله يمضي، وعلى الله يتوكل

وليس أغلى عند الوطن من أبنائه الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن وللحق، إنهم أبناءه الأوفياء الذين ينطبق عليهم أيضا قوله تعالى: «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ” ، وشهداء الوطن الأبرار الذين كرمهم الله سبحانه وتعالى بأن جعلهم دائماً أحياء عند ربهم يرزقون، هم أيضاً أحياء في ذاكرة وقلوب أوطانهم وشعوبهم. إن الانتصار الذي تحقق في العاشر من رمضان كان انتصاراً للإرادة ، وتأكيداً على أنه مهما كان حجم التحدي، فإنه يمكن مجابهته من خلال التوحد والعمل المشترك والتعبئة السليمة للموارد والقدرات، إضافة إلى التصميم على النجاح والأخذ بأسبابه.

ونحن في حاجة خلال الوقت الراهن إلى استلهام هذه الروح تلك الروح العظيمة التى كانت تسكن كل صائم، لعبور التحديات الراهنة وعدم الالتفات وراء الشائعات والمعلومات المغلوطة التي يبثها المأجورين والمُمولين . والمقام يقتضي ان نعرب عن الفخر والاعتزاز بخير أجناد الأرض والمواقف العظيمة والجليلة التي أبدوها بكل عز وصلابة متسلحين بقوة الإيمان بقضاء الله وقدره . و يعكسون قيماً تربوا عليها في الإخلاص والشجاعة والإقدام والبـذل والتضحيـة.,فهي لم تكن مجرد معركة حربية، بل كانت ملحمة بطولية فريدة توحد فيها الشعب مع جيشه..انه جيش مصر العظيم درع الوطن الحصين الذى قدم ولا يزال يقدم العديد من التضحيات من أجل الحق والواجب ومن أجل مصرنا العزيزة.

زر الذهاب إلى الأعلى