مقالات

مقال بقلم/ ثروت حسين سالم وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بكفر الشيخ

متابعه/ ناصف ناصف

الكلمة الطيبة

تجلي النهار علي قلوب أناس نأت عن الحقد والغل وجالت بأبصارها تسبيحا لمن فلق الإصباح وهيئ النهار للمعاش فأخذوا علي أنفسهم ضبط ألسنتهم فضلا عن قلوبهم قائلين للناس حسنا في شتى ميادين حياتهم فقد علموا انها أمانة يجب صونها عن القيل والقال متمسكين بقول الهادى النذير صلي الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) مرتقبين ذلك اليوم مؤهلين أنفسهم لنطق اللسان بما كانوا يعملون سماحة ولينا دون لمز و همز ومنعا لسخرية او تنابز بالألقاب فقد كسي الإيمان الصادق أعضاءهم وسجل الملكان كلماتهم والتي ثقل بها ميزانهم فقد جانبوا الفحش من القول وعطروا ألسنتهم بأسعد العبارات فكانت كلماتهم كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. وقد كثرت صدقاتهم ببعدهم عن الغيبة والنميمة مصاحبين ذاك اللين من القول مقتدين بكليم الله موسي وعضده هارون عليهما السلام في مخاطبتهما فرعون كما حكي القرآن (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشي)فكان الحوار هادفا غايته عالية فاضحى المقتدى بهما معلما ومربيا وموجها بالحسني فقد أشرب الكلم الطيب وأيقن بصعوده لرب العالمين تحقيقا لقوله تعالي (إليه يصعد الكلم الطيب) الذى يتبعه رفع للأعمال فقد جالسوا الصالحين وزاحموا العلماء لحسن كلماتهم ولطيف عباراتهم تاركين الذين يخوضون في آيات الله بغير علم أو من يتناولون الآخرين طعنا وتجريحا دون خشية داعين إلي تقويم حياتي دائر عبر الأجيال فقد تحملوا الأمانة بالبعد عن النهر وعدم قول الأف للأبوين قائلين لهما قولا كريما قاطعين دابر الشيطان الذي عزم علي إغوائهم مقومين النفس الأمارة بالسوء قائلين التي هي أحسن ناظرين ببصيرتهم قبل أبصارهم لننزل أهل الجنان وتحيتهم وكلامهم الطيب وهداية الله تعالي لهم الطامعين في نيلها في قوله تعالي (وهدوا الي الطيب من القول….) ياأيها القارئ الجليل عد نفسك معهم وصاحبهم لتفوز فوزا عظيما وأكثر من صدقاتك المعنوية قبل المادية فلا تنهرن المسكين ولاتتبعن الإنفاق بالمن والأذى متمثلا قول النبي الهادى صلي الله عليه وسلم (اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة) علاجك الناجع النافع بتطهير اللسان وتقويم الجنان ليبقى الأثر بعد الزوال ولتستقيم الحياة بفضل الله ورحمته. حفظ الله بلادنا من كل سوء ووفق الجميع لصلاح البلاد والعباد.

زر الذهاب إلى الأعلى