مقالات

الله سند من لاسند له

بقلم :بسمة أحمد عبد الرؤوف

♡ مقالي هذا هو من عبادة ( التفكر ) التي أمرنا الله بها كثيراً في القرآن كما قال تعالي : { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
☆ ونبدأ المقال كالآتي :
عندما تتألم من وحدتك وتكثر عليك الآلام والأوجاع ..
حينما تتكالب عليك الهموم والمصاعب ..وعندما تجد نفسك وحيداً في شدتك ..وعندما تتألم كثيراً من أن لا أحد يسمعك أو يفهمك ..عندما تشعر بالغربة حتي في وسط البشر ومهما كثر من حولك ..
عندما تشتكي إلي الله كثيراً بأن لا أحد معك غيره سبحانه وتعالى ولاأحد يشعر بك ويفهمك سواه سبحانه وتعالى ..
عندما تفتقد السند من البشر ولا يسندك أحد سواه سبحانه وتعالى ..
هذا إختصاص وقُرب ومكافئة لك من رب العالمين
فكل هذا وأكثر لايحدث هباءً ..
فكل هذا ليس معناه غضب رب العالمين عليك أو تكفير لذنوبك وسيئاتك أو أن البشر لايستحقون قربك ولا يعني أن البشر كلهم وحوش وماديين ومستغلين وأنك ضحيتهم وغيره غيره .
¤ ولكن كل هذا يحدث ليُعلمك معاني نورانية أرقي وأجمل بكثير ..
كل مايحدث هذا وأكثر يُعلمك قرب رب العالمين ..
كل هذا يُعلمك أن الله رب العالمين بذاته وصفاته العليا يريد أن يكون معك هو وفقط لاغير ولايشاركه في ذلك أحد سواه ..
يُريد سبحانه وتعالى أن يكون هو السند لك والملجأ لك بذاته العليا سبحانه وتعالى ولا يشاركه في ذلك أي أحد من البشر مهما بلغ قربهم منك فهو الأقرب لك ..هو ( الله القريب ) سبحانه وتعالى ..{ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } .

عندما تتألم من الوحدة فهذا ليُذيقك سبحانه وتعالي معاني ( معيته ) أن تشعر بكل كيانك أنه معك ويؤنس وحدتك سبحانه وتعالى هو وحده وفقط .
عندما تتألم من أنه لا أحد يفهمك ولا يُحس بك أحد فاعلم في هذه اللحظة أن الله سبحانه وتعالى وحده يفهمك من دون أن تتكلم ويحس بك وبكل ماتمر به دون أن تعبر أو أن تنطق بكلمة واحدة ..
وبمجرد أن تبكي له حتي ولو لم تنطق بكلمة واحدة فهو سبحانه وتعالى يفهمك جيداً ويعلم مدي عمق آلامك وأوجاعك وكل المصاعب التي تمر بها .
عندما تضيق عليك الدنيا ولاتجد من يجبرك فهذا يحدث ليُذيقك سبحانه وتعالى معاني اسمه ( الجبار ) فهو سبحانه يريد في هذه اللحظة أن يجبر كسرك هو وفقط واختصك سبحانه وتعالى دون غيرك من البشر ليجبرك هو بذاته العليا سبحانه وتعالى ..
غيرك من البشر معهم من يجبرهم وأنت معك الله الجبار سبحانه وتعالى وكفي بالله وكيلاً .
غيرك من البشر معهم من يتولي شئونهم وأمورهم من البشر غيرهم الذين أراد الله ان يجري رزقهم من الولاية عن طريقهم .
وأنت معك ( الولي ) سبحانه وتعالى وفقط هو من يتولي أمورك وكفي به سبحانه وتعالى ..[ ياولي تولي أمورنا ]

☆ من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم لفك الضيق والهم والحزن التي تعلمتها من دكتور عمرو خالد بارك الله في عمره : [ يا ملجأ من لا ملجأ له… يا سند من لا سند له… يا صمد من لا صمد له. إليه يرجع الأمر كله، ]
فالجأ إليه وسلِّم له أمورك كلها سبحانه وتعالي وادعوه باستمرار [ اللهم إني وكلتك أموري كلها فأنت خير وكيل ،
ودبِّر لي أموري كلها فإني لا أحسن التدبير ، ربِّ اخترلي ولا تخيّرني]
■واعلم أنه مهما تخلَّي عنك البشر وتركوك وحيداً ولم يفهموك ..فإن الله سبحانه وتعالى خالقك ومولاك لن يتخلَّي عنك أبدا ومهما عظمت ذنوبك فسيظل سبحانه وتعالى أقرب الأقربين إليك .
□ قيل ” وتظنُّ من فرطِ لُطفهِ بك أنكَ عبدُهُ الوحيد.”

●وأيضاً تعلَّم أن لا تنكر آلامك وأوجاعك ولكن عيشها في حضنٍ آمن في قرب رب العالمين واشعر بها في ملجأ يحتويك ولن تجد أمان أعلي من الله ملجأك سبحانه وتعالى فهو ملجأ من لا ملجأ له وكفي بالله .
وفي ختام المقال :
أود أن أشير إلي أن الألم من الوحدة فهو دلالة أيضاً علي ( جرح التخلي أو الترك ) وهو جرح من جروح الطفل الداخلي الخمسة ..وعلي كل من يشعر بذلك أن يبحث ويجتهد في التشافي من هذا الجرح ..ويتعمق إلي موقف الجذر الذي حدث في الطفولة والذي كان سبب من الأسباب في تكوين هذا الجرح عنده ويحرر مشاعره التي شعر بها وقت موقف الطفولة هذا ويتعامل مع هذا الموقف بعقلية الراشد الناضج لا عقلية الطفل الذي كان وقت حدوث الموقف ليتحرر من هذه الآلام ويمضي في حياته قدماً نحو نجاحه وأهدافه دون معرقلات الماضي التي تعطله عن إنجازاته .

#بسمة_أحمد_عبد_الرؤوف
#باحثة_عن_النور

زر الذهاب إلى الأعلى