وتخضع له ، وتجعله مصدر تصوراتها وأحكامها ومشاعرها وتحركاتها.وتقيمه إلها قاهرا لها ، مستوليا عليها ، تتلقى إشاراته
المتقلبه بالطاعة والتسليم والقبول . يرسم هذه الصورة ويعجب
منها في استنكار شديد : ” أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ؟ ” ..
• أفرأيته ؟ إنه كائن عجيب يستحق الفرجة والتعجب ! وهو
يستحق من الله أن يضله ، فلا يتداركه برحمة الهدى .فما أبقى
في قلبه مكانا للهدى وهو يتعبد هواه المريض !
• ” وأضله الله على علم ” ..
على علم من الله باستحقاقه للضلالة . أو على علم منه بالحق ، لا
يقوم لهواه ولا يصده عن اتخاذه إلها يطاع. وهذا يقتضي إضلال
الله له والإملاء له في عماه :
” وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ” ..
• فانطمست فيه تلك المنافذ التي يدخل منها النور ؛ وتلك المدارك
التي يتسرب منها الهدى . وتعطلت فيه أدوات الإدراك بطاعة للهوى
طاعته العبادة والتسليم .
• ” فمن يهديه بعد الله ؟ ” ..
• والهدى هدى الله . وما من أحد يملك لأحد هدى أو ضلالة .
فذلك من شأن الله ، الذي لايشاركه فيه أحد ، حتى رسله المختارون •
• ” أفلا. تذكرون؟ ” ..
ومن تذكر صحا وتنبه ، وتخلص من. ربقة الهوى ، وعاد إلى النهج
الثابت الواضح ، الذي لايضل سالكوه .. .
– وبعد –
• أمة الهدى إن صور اتباع الهوى عديدة يضيق المجال عن حصرها ، وإن لاتباع الهوى أضراره الوخيمة على الفرد وعلى المجتمع لأنه. انحراف عن الطريق المستقيم ، وسلوك طريق الخسران للدنيا والآخرة ، ويعظم جرم الهوى إن كان عن علم
وتقصد لبتغاء دنيا فانية أو شهوة زائلة واسمع ماذا يقول الله
تعالى : ” أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه الله من بعد الله
أفلا تذكرون ” سورة : الجاثية مكية الآية ٢٣ .
• ” سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم “
وصلاة وسلاما على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.