محافظات

كاتبة المهجر ( سونيا بوماد )….فى ضيافة نادى أدب قصر ثقافة بورسعيد

كتبت/ سمية الحريري
أقيم يوم الاثنين الموافق 14/3/2022 بنادى أدب قصر ثقافة بورسعيد برئاسة الشاعر أسامة عبد العزيز ندوة أدبية ذات طابع خاص حيث استضاف النادى ( سونيا بوماد) الصحفية الكاتبة البنانية، والتى تعمل ايضا مدرسة بيانو في النمسا، وهي أيضًا ناشطة في مجال حقوق الإنسان حيث تسعى سونيا بوماد من خلال أنشطتها في مجال حقوق الإنسان إلى خلق مجتمعات أفضل وعالم أجمل. بالإضاقة إلى انها أيضًامؤسِسة لمنظمة شرق غرب لدمج الحضارات بالنمسا.والتى تصنف “كاتبة مهجر” أي انها عاشت حضارتين، الحضارة التي ترعرعت بها والحضارة التي استضافتها وقام بإدارة الندوة كلا من : د. سامح الجباس أ. السعيد صالح واشرفت على تنفيذها مسئولة النادى أ. رانيا شريف ودارت الندوة حول مناقشة رواية ( ثقب الذاكرة الأسود ) وايضا أشهر كتابات سونيا بوماد هم التفاحة الأخيرة وسبايا ،والرصاصة الصديقة، وأنا الآخر. وتناول اللقاء روايتها الجديدة “ثقب الذاكرة الأسود”،والتى تخوض فيها الكاتبة والروائية اللبنانية سونيا بوماد عالمًا جديدًا من الفنتازيا، مُبتعدة عن أجزاء حملت بعضًا من سيرة ذاتية وحنين إلى الوطن، سواء في روايتها “الرصاصة الصديقة” أو مجموعتها “البحث عن الوطن”، لتلاحق أجواء تمزج التاريخ بالخيال، كما فعلت في مسرحيتها الأخيرة “محاكمة زيوس”، التي عُرضت في مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية قبل عام تقريبًا. “حيث تتطرقت إلى انة ، في هذا الفضاء المهجور، تستفيق المشاعر كأننا نعيش حالة ما قبل الموت. فعندما يعلق الجسد بين السماء والأرض، ويصبح موطنك كحبة رمل كونية تحت قدميك، يتغير منظورك للأمور كأنك دخلت مرحلة وضوح الرؤية التي تحجبها عنك زحمة الحياة وصخب المشاعر، وتلك الأنا التي تحاول جاهدة طوال الوقت أن تقصر اهتمامك عليها دون سواها” ، وحتى الثقب الأسود كان يوما كوكبا جميلا وأجبرته الطبيعة على التحول، وانتقاما لفتنته راحت هالته تدور وتدور وتبتلع كل ما حوله وتأخذه إلى العدم، لقد أصبح هذا دوره في هذه المرحلة. ربما سيعود ليتشكل كوكبا من جديد؟ فلولا هذه الثقوب السوداء، لما خلق الثقب الأبيض، وهذا ما علينا أن نفعله لكي نخرج الحياة من الموت”. حيث أشار الحضور من السادة الادباء والنقاد إلى أن سونيا ترى هذه الأسطورة بعين مهندس صواريخ انتقل إلى الولايات المتحدة بعد انهيار ألمانيا. بعدها، تقفز بالزمن إلى حفيده الذي يواصل مسيرة جده، فيعمل مهندسًا لصواريخ الدفع الفضائية، وينتهي به الحال إلى محطة الفضاء، عالقًا بين زميلين آخرين، هما رجل وامرأة، كل منهما له قصة أخرى بدوره. هؤلاء الثلاثة يواجهون خطرًا مجهولًا أصّلته حكايات أمريكية بلغت ذروتها بين الحرب العالمية الثانية ومنتصف الستينات من القرن العشرين، حيث الحديث عن الأطباق الطائرة والكائنات الفضائية، واحتمالية وجود حياة خارج الأرض لا نعرفها ، ويأتي اسم الرواية من أكبر أسرار الكون، الثقب الأسود الذي يبتلع كل ما في مجله دون رجعة، حتى الضوء نفسه. تعتبر الروائية اللبنانية أن ثقبها الأسود هو”المكان الذي تدخل فيه المعلومات والأسرار التي يراد التخلص منها واخفاءها دون رجعة”.
واشارت سونيا فى حديثها مع رواد النادى إلى أن الرواية تحمل الكثير من القضايا بين طيات صفحاتها. تتحدث عن العنصرية، وتقبل الآخر، والحديث عن الماضي والمستقبل والكثير من الذكريات. حاملة همّها المُهاجر الذي اعتادت عليه، لكن هذه المرة بشكل آخر ، و تُشير سونيا إلى أن فكرة الرواية انبثقت من متابعتها للكثير من الأخبار والبيانات حول ظهور أجسام غريبة مجهولة المصدر، وغيرها من الظواهر الغامضة التي أغرقت سُكان الأرض بالخوف من المجهول القادم “اعتدنا القراءة ومشاهدة الأفلام حول الكائنات الفضائية والمركبات الغامضة، والمنطقة 51 في صحراء نيفادا. هكذا قررت خوض هذا المجهول في ربط بين الحال الواقع والخيال. عبر تناثر التفاصيل بين وكالة الفضاء ناسا ومحطة الفضاء الدولية، وأحد البلدان العربية. عبر سرد يحكي قصص أبطال الرواية بين تلك المجتمعات التي يشغلها العلم والمعرفة والجهل والخرافة في أحيان أخرى”.
، وتحكي سونيا بوماد عن قصة حب معقدة تدور بين أبطالها الثلاثة القابعين في المحطة الدولية ” هؤلاء تشعبت جذورهم ليمثّلوا حضارات العالم، خاصة الفتاة “يالندا” التي غزت جذورها العربية الفضاء، وبقيا تحمل معها أطنان من المشاعر والتناحر والصراعات بين الواقع والمفاهيم المكتسبة. في مقابل “ماثيو” حفيد مهندس الصواريخ النازي الذي عاش مع إحساس والدته بالعزة والعار معًا تجاه أبيها وقائده الذي أشعل العالم. بينهما أمريكي قح هو “روبرت”، الذي ينتمي إلى عالم يحبه ويفتخر به أحيانًا، ويرفضه ويلعنه أحيانًا أخرى وتضيف قائلة : أن القطب الأهم في الرواية ليس بعيدا عن بيتنا وحارتنا، هما “جمال” و”مريم” أصدقاء “يالندا “، واللذان أراهما أبطال القصة الحقيقيين، حيث يعيشان في مجتمع عربي يصارع من أجل العيش. ، وتدين سونيا في هذه الرواية إلى شهور العزل الصحي الطويلة التي قضتها في منزلها في فيينا “كانت ثمانية أشهر كافية للخروج من هذه العزلة بالرواية التي تضمنت الكثير من التفاصيل . رغم ذلك أعتبر أن مدة كتابتها قصيرة رغم تشعب المواضيع ودقتها، وذلك مقارنة بالوقت الذي استغرقته في كتابة أعمال أخرى.

تمت الندوة تحت اشراف
مسئول نادى الادب أ/ رانيا شريف
رئيس نادى الادب الشاعر أسامة عبد العزيز
مدير قصر الثقافة / الشاعر سيد السمرى
م. شئون الثقافية / دعاء السيد
مدير عام فرع ثقافة بورسعيد/ د. جيهان الملكى

زر الذهاب إلى الأعلى