مقالات

أتعاند نفسك أم الآخرين تعاند؟؟ بقلم : محمود السنكري 

بقلم : محمود السنكري

أتعاند نفسك أم الآخرين تعاند؟؟ بقلم : محمود السنكري 

يعتبر العناد من الصفات السلبية التي قد يتحلى بها البعض في حياتهم اليومية. ففي العديد من الحالات يتم التصرف بطريقة عنيدة مع الآخرين رافضين الاستماع لآرائهم أو إهمال احتياجاتهم ورغباتهم.

 ولكن هل إن كان العناد الذي يدفع الشخص لتعنيد نفسه هو عنادٌ صحيح أم أنه يعكس تمردًا وعدم التعاون مع الآخرين؟

العناد الذي يكون نتيجة لرفع صوت النفس وتوجيهها بشكل صحيح ومن الممكن أن يظهر في شكل تمسك بالمبادئ والقيم الشخصية. ففي هذه الحالات، يتم تعبئة العزيمة والتصميم في تحقيق الأهداف المناسبة دون التعتيم على حقوق الآخرين. فالشخص العنيد في الحالات الايجابية قد يكون قادرًا على المحافظة على ثقته العالية بنفسه وقدراته والوقوف متمسكًا بما هو صحي ومناسب له رغم التحديات والعوائق التي تواجهه.

ومع ذلك، تكون العناد غير الصحي عندما يتم توجيهه بشكل غير لائق وسلبي. ينعكس العناد السلبي في تمرد المشعر الذي يرفض بشكل متعمد الأخذ في الاعتبار آراء الآخرين وحتى رفض الاستماع إليهم. ففي مثل هذه الحالات، يعبر الشخص عن مراهقة وعنده شعور بالفوز على الآخرين وتأكيد سلطته وجبروته. هذا النوع من العناد يمكن أن يؤدي إلى صراعات ومشاكل بين الأفراد ويؤثر سلبًا على العلاقات الشخصية والتفاعل الاجتماعي.

للتغلب على العناد السلبي وتعزيز العناد الإيجابي، يمكن اتباع بعض النصائح العملية. أولاً، يجب على الشخص أن يتعلم الاستماع بشكل فعال للآخرين وأن يحاول فهم وجهات نظرهم وآرائهم قبل أن يتخذ قرارًا معينًا. ثانياً، يجب أن يتعلم الشخص كيفية التفاوض والتواصل بشكل بناء مع الآخرين من أجل إيجاد حلول مشتركة. ثالثًا، يجب أن يتعرف الشخص على قوته وقدراته ويتعلم كيفية الثقة بنفسه بشكل إيجابي. وأخيرًا، يجب أن يتعلم الشخص كيفية الاعتذار والقدرة على الاعتراف بأخطائه والعمل على تصحيحها.

باختصار، يمكن أن يكون العناد صفة إيجابية خاصة إذا استخدم بشكل ذكي وموجه نحو تحقيق الأهداف والقيم الشخصية. ومع ذلك، يجب أن يتم تجنب العناد غير الصحي الذي يؤدي إلى التمرد وعدم التعاون مع الآخرين. فباستخدام العناد الإيجابي وتطوير مهارات التواصل والتفاوض، يمكن للشخص أن يحقق النجاح ويبني علاقات قوية مع الآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى