عاجل

جهاز ردار يكشف عن مقبرة جماعية

بقلم / احمد زايد

عُثر على مقبرة جماعية في كندا تحتوي على رفات 215 طفلا، في مدرسة داخلية أقامها المستعمرون البريطانيون لجمع السكان الأصليين من الهنود وتغيير هويتهم. وهؤلاء الاطفال من السكان الأصليين الذين يدرسون في مدرسة، كاملوبس إنديان ريزيدنشيال، وهي مدرسة داخلية في مقاطعة بريتيش كولومبيا، وتم إغلاقها نهائيا عام 1978. وأعلنت ، رئيسة مجموعة الأمة الأولى عن اكتشاف المقبرة الجماعية يوم الخميس. الماضي 24 يونيو2021 وتمثل مجموعة الأمة الأولى إحدى أكبر المجموعات العرقية المتبقية من أمة شوسواب الهندية القديمة، التي كانت تستوطن بريتيش كولومبيا قبل استعمارها.

وقال رئيس الوزراء الكندي إن هذا يمثل “تذكيرا مؤلما” بـ “فصل مخجل من تاريخ بلادنا”. وتعمل مجموعة الأمة الأولى مع المتخصصين في المتاحف ومكتب الطب الشرعي لتحديد أسباب وتوقيت وفيات الأطفال، والتي مازالت مجهولة حتى الآن. وقالت ، رئيسة المجموعة في كاملوبس بمقاطعة بريتيش كولومبيا، إن النتيجة الأولية للكشف عن المقبرة تمثل خسارة لا يمكن تصورها لم يوثقها مطلقا مديرو المدرسة. وكانت مدارس ريزيدنشيال في كندا مدارس داخلية إلزامية تديرها الحكومة والسلطات الدينية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، بهدف السيطرة على شباب السكان الأصليين وتغيير معتقداتهم وأفكارهم بالقوة. وتعد مدرسة، كاملوبس إنديان ريزيدنشيال، الأكبر في هذا النظام التعليمي. وافتتحت المدرسة تحت إدارة الروم الكاثوليك في عام 1890، وكان بها ما يصل إلى 500 طالب عندما بلغ التسجيل ذروته في الخمسينيات من القرن الماضي.وتولت الحكومة المركزية إدارة المدرسة في عام 1969، وخصصتها كمسكن للطلاب المحليين حتى إغلاقها في عام 1978.

وقد أعلنت جماعة الأمة الأولى، إنه تم العثور على الرفات بمساعدة جهاز رادار يكشف ما في باطن الأرض أثناء عمل مسح خاص للمدرسة. ومن التحقيقات تبين ان هؤلاء الأطفال كانوا مفقودين ويمثلون وفيات غير موثقة ولم تتجاوز أعمار بعضهم ثلاث سنوات. وقالت القبيلة الهندية التي مازالت تعيش في المنطقة، إنها تواصلت مع المجتمعات المحلية التي التحق أطفالها بالمدرسة. وتوقعوا الحصول على نتائج أولية بحلول منتصف يونيوالماضى2021 وقالت رئيسة قسم التحقيق في بريتيش كولومبيا، ليزا لابوانت، لمحطة سي بي سي الكندية “مازلنا في مرحلة مبكرة من عملية جمع المعلومات واليك .ما هي ردود الفعل على ما حدث؟تمثل رد الفعل الرئيسي في الصدمة الحزن والندم.فقد كتب ترودو رئيس وزراء كندا في تغريدة: “أنباء العثور على رفات بشرية في مدرسة كاملوبس الداخلية السابقة تحطم قلبي”.وقالت وزيرة علاقات السكان الأصليين الكندية كارولين بينيت، إن المدارس الداخلية جزء من سياسة استعمارية “مخزية”. وقالت إن الحكومة ملتزمة “بإحياء ذكرى الأرواح البريئة المفقودة”.

وصف تيري تيجي، الرئيس الإقليمي لجمعية الأمم الأولى في كولومبيا البريطانية، العثور على مثل مواقع هذه المقابر بأنه “عمل ضروري” لكنه سيجدد مشاعر “الحزن والفقدان” لمجتمعات المنطقة.وتبنت هذه الآراء مجموعات أخرى من السكان الأصليين، بما في ذلك هيئة الصحة للأمم الأولى (FNHA).وكتب ريتشارد جوك، الرئيس التنفيذي للهيئة، في بيان: “إن وجود هذا الوضع ليس مفاجئًا للأسف ويوضح الآثار الضارة والدائمة التي لا يزال نظام المدارس الداخلية يخلفها على أفراد الأمم الأولى وعائلاتهم ومجتمعاتهم”.ماذا كانت تفعل المدارس الداخلية؟بداية من 1863 إلى 1998، نُقل أكثر من 150 ألف طفل من أبناء الشعوب الأصلية إلى هذه المدارس بعيدا عن عائلاتهم. لم يُسمح للأطفال في كثير من الأحيان بالتحدث بلغتهم الأصلية أو ممارسة ثقافتهم، وتعرض الكثير منهم لسوء المعاملة والإيذاء. وجدت لجنة أُطلقت في عام 2008 لتوثيق آثار هذا النظام أن أعدادا كبيرة من أطفال السكان الأصليين لم يعودوا أبدًا إلى مجتمعاتهم المحلية. وقال تقرير الحقيقة والمصالحة، الذي صدر في عام 2015، إن السياسة التي اتبعت ترقى إلى مستوى “الإبادة الجماعية الثقافية”. وفي عام 2008، اعتذرت الحكومة الكندية رسميا عن هذا النظام. ويوثق مشروع الأطفال المفقودين حالات وفاة ودفن الأطفال الذين ماتوا أثناء ارتيادهم المدارس.وقد تبين حتى الآن، أن أكثر من 4100 طفل ماتوا أثناء التحاقهم بمدرسة داخلية، بحسب ما جاء في التقرير

زر الذهاب إلى الأعلى