تحقيقاتمقالات

“وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ”

للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية

متابعة/ ناصف ناصف

عاشوراء يوم من أعظم الأيام الفاصلة فى التاريخ الإنسانى بين الحق و الباطل. لقوله تعالى : “وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ” البقرة-50 , وغيرها من آيات ذكر الحكيم .

كيف لا وهو اليوم الذى نصر الله فيه كليمه موسى عليه السلام على عدوه الطاغية فرعون .يوم أهلك الله فيه من نسب لنفسه الألوهية و استجبر هو و جنوده فى الأرض بغير الحق، فاستحقوا العقاب و النكال. كان يوما من أيام الله، انتهى بأية من أعظم المعجزات.. وعاشوراء عند المسلمين هو اليوم العاشر من شهر محرّم وهو من الأيّام المستحبّ صيامها عند أكثر أهل العلم، وقد اجتمع على صيامه المسلمون وغيرهم ومن هنا تجلت عالمية الإسلام في صيام عاشوراء

و السّبب الرّئيسي وراء تشريع صيام هذا اليوم هو أنّ الله سبحانه وتعالى قد نجّى فيه سيّدنا موسى عليه السّلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وملئه، فقد روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ” قدم النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوّهم، فصامه موسى – شكراً – فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه”. كما أنّه يستحبّ للمسلم أن يصوم اليوم التّاسع مع اليوم العاشر من شهر محرّم وذلك لما ورد في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (لمّا صام رسول الله يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنّه يوم تعظمه اليهود والنّصارى، فقال “لئن سَلِمْتُ إلى قابلٍ لا صومن التاسعَ”: رواه مسلم وهذا تأكيد على عالمية رسالة رسولنا الأمين وأنه الرسول الخاتم ورسالته ناسخة للرسائل السابقة جميعها فمريم العذراء إحدى سيدات أهل الجنة وهي أم المسيح عليه السلام وهو صاحب رسالة سماوية ولذا يوم عاشوراء تعظمه االنّصارى، و صوم عاشوراء مشاركة لليهود في احتفالاتهم بنجاة موسى عليه السلام مما يؤكد عالمية ديننا الإسلامي الحنيف ورسالة نبينا الكريم وعن ابن عباس، أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال: “صوموا يوم ‏عاشوراء وخالفوا فيه اليهود: صوموا قبله يوماً، وبعده يوماً “، و هذا اكمل مراتب صومه ، وفي فضل صيام عاشوراء قال صلّى الله عليه وسلّم : “صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية،” وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: “ما رأيت النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان ” و يرى بعض الفقهاء أنه يستحب للمسلم فيه التوسعة على أهله وأطفاله مع الصيام وقد استدلوا على ذلك بما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “إنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ” صححه الألباني .وهكذا يتضح أن صوم عاشوراء من أفضل السنن التي حرص عليه نبينا الكريم ,والصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.

زر الذهاب إلى الأعلى