مقالات

رسالة ربانية

متابعة: سلوى عبد الستار الشامي

بقلم: دكتورة شمس راغب عثمان

أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية وآدابها الجامعة الإسلامية ولاية منيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية

• قال تعالى : ” واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على

الخاشعين . الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون “

سورة البقرة : مدنية الآيتان ٤٥ ، ٤٦ .

• واطلبوا العون على كل أحوالكم الدينية والدنيوية ؛ بالصبر والصلاة

التي تقربكم إلى الله وتصلكم به ، فيعينكم ويحفظكم ويذهب ما بكم من ضر ، وإن الصلاة لشاقة وعظيمة إلا على الخاضعين لربهم .

• وذلك لأنهم هم الذين يوقنون انهم واردون على ربهم وملاقوه

يوم القيامة ، وأنهم إليه راجعون ليجازيهم على أعمالهم .

• – واستعينوا – اطلبوا المعونة على أموركم . – بالصبر – الحبس للنفس على ماتكره . – والصلاة – أفردها بالذكر تعظيما لشأنها وفي الحديث : وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا حز به أمر بادر إلى الصلاة . وقيل الخطاب لليهود لما عاقهم عن الإيمان. الشره

وحب الرياسة فأمروا بالصبر وهو الصوم، لأنه يكسر الشهوة ، والصلاة لأنها تورث الخشوع وتنفي الكبر . تفسير الجلالين .

• قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : أول مايحاسب به العبد

يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت صلح له سائر عمله ” صحيح

الجامع : ٢٥٧٣ ] .

• إن للصلاة منزلة عظيمة وأهمية بالغة في الإسلام وفي حياة

المسلم ، فهي عمود الدين ، وهي العبادة الوحيدة التي لا تسقط

بحال من الأحوال ، إلا في حالة فقدان وغياب العقل ، فالعقل

مناط التكليف .

•لا أعتقد أنني قرأت وصفا للصلاة في وقتها أبلغ من هذا الوصف:

• يقول الدكتور مصطفى محمود ” رحمه الله ” عن تأخير الصلاة :

” الفكرة التي ” تخجلني ” في تأخير الصلاة عن وقتها تكمن في

أنني لست أنا من حدد الموعد لهذه الصلاة ، ولا أنا من اختار

التوقيت .

• ” الخالق تعالى هو ” من قدر ذلك ، الله. الذي خلق هذا الكون

بعظمته واتساعه وجماله وبديع إتقانه وكثرة مخلوقاته وآلائه

ومعجزاته . هو الذي يريدني أن أقف بين يديه ، وأكلمه ، وأناجيه .

• وأنا ماذا أفعل ؟

• في. كثير من. الأحيان أجعل هذا الموعد آخر أولوياتي حتى

يكاد يفوت وقته ، مقدما عليه كل أمر تافه وكل شي ضئيل .

• الله تعالى يطلبني “وأنا مجرد ذرة بلا وزن في كونه العظيم

لأقف. بين. يديه وأنا منهمك في سخافات الحياة وزينتها البالية!

• يطلبني لبضع دقائق فقط ، وأنا أعرض وأسوف وأماطل وأؤجل

ثم أتيه متأخرا كعادتي . أي. تعاسة أكبر من. ذلك .. !! .

• يدعوني سبحانه وتعالى ” لاجتماع مغلق ” بيني. وبينه ، أنا صاحب الحاجة ، وهو الغني المتفضل ؛ ” وأنا أجعله اجتماعا

مفتوحا لشتى أنواع الأفكار والسرحان ؛ أحضر بجسدي ويغيب

عقلي .

• يريدني أن. أبتعد عن كل شيء لدقائق معدودات ؛ لأريح بدني

وعقلي ، وأفصل قليلا عن ضجيج الحياة ومشاغلها ، وأبث إليه

لا لغيره شكواي وهمومي ” .

• هو. الخالق العظيم ، الغني عني وعن عبادتي ووقتي ، يطلبني

ليسمع صوتي وأنا الذي يماطل ” .

• ثم ها أنا أجيء إما متثاقلا أو على عجل وكأنني أتيه رغما

عني .

” أنا الحاضر الغائب “..

” هو تعالى يريده اجتماعا خاصا “

• وأنا أريده حصة تسميع باردة وتمارين رياضية جوفاء وعقلا

شاردا . فأي بؤس أكثر من. هذا ؟!! .

• هي رسالة رائعة لنا جميعا وبها معادل موضوعي لأحوال معظمنا

في الصلاة ، وليراجع الجميع موقفه في الوقوف بين يدي الله

لنكون أكثر حرصا وأكثر يقظة وأشد انتباها ونحن نادي الصلاة

ولمن يسرح في الصلاة اقول له استحضر عظمة الخالق ولا. تفكر

في سواه ، وأقرأ بصوت مرتفع قليلا حتى لا تسرح .

زر الذهاب إلى الأعلى