متابعة سلوى عبد الستار الشامي
• الحمد لله الذي أنعم على عباده ومنحهم الأسماع والأبصار
والأفئدة لعلهم يشكرون ، وأسدى عليهم أصناف النعم وسيحاسبهم
عليها وعنها يسألون ، فمن استعان بها على طاعة الله ، فأولئك
هم المفلحون ، ومن صرفها في معاصيه فأولئك الذين خسروا
أنفسهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين .
• علي الناس جميعا أن. يتقوا الله ويعرفوا مقدار نعم الله عليهم
• عن أبي برزة بن عبيد الأسلمي قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : – لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن
أربع ، عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه – صحيح
الترمذي .
• فكلنا مسئوول عن هذه الأربع كما أخبرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الشريف ، فلينظر كل عبد عن موقع حاله ، وماذا يجيب به عن هذا السؤال ، فمن قال بصدق يارب
قد أفنيت عمري في طاعتك ، وأبليت قوتي وشبابي في خدمتك
ولم أزل مقلعا تائبا عن معصيتك ، وتعلمت العلم فعملت به وعلمته غيري ، وعلمت الخير ففعلته ، واكتسبت مالي من طرق
الحلال ، واجتنبت المكاسب الرديئة الموجبة للهلاك ، وأنفقته فيما
تحب وترضى ولم أبخل بالزكاة ولا النفقات الواجبة ، أديت الحقوق وفعلت الخير ، واجتنبت إنفاقه في الفسوق ، وعرفت
الشر فتركته .
فليبشر عند ذلك برحمة الله وأمانه ، والفوز بجنته ورضوانه .
ومن قال قد تقضى عمري وشبابي في الذنوب والمعاصي ، ولم
أبال بالمكاسب الخبيثة ولا بالغش والخيانات ، وعلمت الخير والشر فلم أنتفع بعلمي ، ولا أغنت عني معرفتي ولا فهمي للعلم
ذلك هلك مع الهالكين وسلك سبيل الظالمين المعتدين ، فيا ندامة
المفرطين حين يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا ، ويساق المجرمون إلى جهنم وردا لا يملكون الشفاعة إلا من. اتخذ عند
الرحمن عهدا ، ينادون مالك خازن النار : ونادوا يامالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون . لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم
للحق كارهون – الزخرف : مكية الآيتان : ٧٧ – ٧٨ ، ويقولون : – ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون . قال اخسئوا فيها ولا تكلمون – سورة المؤمنون : مكية : ١٠٧ – ١٠٨ .
ما الدروس المستفادة من الحديث ؟
١ – الحث على اغتنام الحياة فيما يرضي الله تعالى .
٢ – حفظ الجسم مما حرم الله ، وتسخيره لطاعة الله سبحانه وتعالى .
٣ – أن يتعلم الإنسان العلم النافع فيعمل به خالصا لله تعالى
، ويبلغه للناس ، فينتفع هو به وينفع غيره من الناس .
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: – خيركم من تعلم القرآن
وعلمه – رواه البخاري ومسلم . قال العلماء أي من تعلم القرآن حق
تعلمه وعلمه لغيره حق تعليمه .
٤- نعم الله على الناس لا تعد ولا تحصى ولذلك سيسأله الله سبحانه
وتعالى من أين اكتسب ماله وفيما أنفقه .
٥- العبد المؤمن يضع نعم الله فيما يرضي الله تعالى .