مقالات

انتبهوا أننا نراكم بقلم /إيمان الغندور

انتبهوا أننا نراكم بقلم /إيمان الغندور

انتبهوا أننا نراكم

بقلم /إيمان الغندور

انتبهوا إننا نراكم ..

اعطني اعلاماً بلا ضمير أعطك شعباً بلا وعي. هذه العبارة التي يتداولها العوامُ وتقبع في أذهان الناس منذ قيلت على لسان جوبلز وزير الدعايه لهتلر ولا تكاد تتأكد كل يوم بما نراه ونسمعه ونقرأه في الاعلام من أراءٍ وأطروحاتٍ وأفكارٍ تكاد تتسابق لإزالةِ اخر ما تبقي لدينا من وعي.

إن الاعلامَ منذ نشأته لبث الاخبار وتزويد الناس بما يحتاجونه من معرفةٍ على يد رجلٍ يحملُ طبلتهُ ممتطياً حماره يذيعُ في الناس قرارات الوالي وأوامره مروراً بذلك الرجل الذي يمسكُ بربابته ويجلسُ علي المقاهي ليعيدَ صياغةَ تاريخٍ يزيفهُ بحنكةٍ عن قصص وأساطير تشكلت في عقول الناس على مدى أزمنةٍ ممتدة وصولاً لما نحن فيه من إعلامٍ بشكلة الحديث والمتطور لأناسٍ يجلسون ليشكلوا وعياً مصنوعاً برغباتٍ لا تخلوا من المكائد والإتلاف المتعمّد لعقول ربما كان من الممكن أن تعيدَ لهذه الأوطان هيبتها ومكانتها .

نعم أبدوا متضايقاً من المشهد الإعلامي الحالي في مجتمعنا إذا يتصدر هذا المشهد قاماتٌ تبدوا وكأنها المعرفة المطلقة ولكنها بداخلها خواء ففارقٌ كبير بين المثقف الذي يجيد معالجة الفكرة ليخرج لنا باَليّات جديده تساعدنا على الخروج من المأزق الحالي وبين مدَّعى الثقافة ممن يعتلون المنابر الإعلامية فينقلون ويبثون ويتلاعبون بمشاعر العوام عن قصد ولا أشكك في زمم وضمائر أحد بل أتكلم بكل حياد ورؤية ذاتيه عما أشاهدهُ في هذه الآونة.

قنواتٌ هنا وقنواتٌ هناك وإذاعاتٌ هنا وإذاعاتٌ هناك وصحفٌ تملأُ الافاق لطالما خرجوا ليتكلموا عن أجندات خاصه وأغراض دنيئة ولكنهم لا يدرون أنهم هم أنفسهم يبدون أمام الناس أصحاب الاجندات الخاصة والملفات المشبوهة.

وأتساءل الى متي ستستمر هذه النظرة من التخوين المتبادل بين مُشاهدٍ ومستمعٍ يشعرُ دائماانتبهوا أننا نراكم بقلم /إيمان الغندور

زر الذهاب إلى الأعلى