عاجل

" الحوار الوطنى ٠٠ بين الواقع السياسى والاقتصادى ٠٠ ومستقبل الجمهورية الجديدة "بقلم د/ سمير الشيخ

" الحوار الوطنى ٠٠ بين الواقع السياسى والاقتصادى ٠٠ ومستقبل الجمهورية الجديدة "بقلم د/ سمير الشيخ

مما لاشك فيه ٠٠ ان الثالث من مايو ٢٠٢٣ وهو انطلاق الجلسة الافتتاحية لبدء جلسات الحوار الوطنى سيظل عنوانا لمرحلة ينتظرها القاصى والدانى ما ستؤول له تلك الجلسات من نتائج يتحقق اثرها على أرض الواقع يلمسها المواطن المصرى نخبه وعامه حيث يتزامن ذلك مع ظروف وأزمات سياسية واقتصادية خانقة على المستوى المحلى والمستوى العالمى فمازالت الأزمة الروسية الاوكرانية تلقى بظلالها الوخيمة على العالم بأسره فهى لحظة فارقه من عمر وطن يموج بالمتغيرات ووسط عالم مضطرب وإقليم متأزم تتنازعه الحروب من كل صوب وحدب جاء إطلاق الرئيس السيسى دعوته لإجراء حوار وطنى مع كل القوى بدون استثناء ولا تمييز الا من تورط فى عنف او تلطخت يده فى دماء ضد المصريين وقد جاءت تلك الدعوة خلال حفل أفطار الأسرة المصرية فى أبريل ٢٠٢٢ وقد حظيت تلك الدعوة بترحيب كل قوى المجتمع المصرى ٠

ومنذ إطلاق تلك الدعوة بدأت الإجراءات التحضيرية للاعداد للحوار الوطنى على مدار عام كامل من أجل تمهيد الطريق لانطلاقته الفعلية وضمان الخروج بمخرجات معبرة عن آمال وتطلعات شعب مصر العظيم لمستقبل الجمهورية الجديدة ٠

لم تكن دعوة السيسى لإجراء الحوار الوطنى هى الأولى التى تشهدها مصر خلال العصر الحديث بل انها شهدت عدة نسخ للحوار الوطنى منذ ثورة يوليو ١٩٥٢ فكانت الدعوة الأولى لمثل هذا الحوار هى الأهم والنسخة الأكثر تفاعلا وثراء والتى أطلقها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى مايو ١٩٦٢ والتى شارك فيها ١٧٥٠ عضوا يمثلون القوى الشعبية العاملة فى مناقشات استمرت اكثر من شهرين لوضع تصور الميثاق الوطنى الذى صدر كوثيقة رسمية فى أغسطس ١٩٦٢ حيث أسفرت تلك التجربة عن تشكيل الاتحاد الاشتراكى العربى وإجراء انتخابات عامة لمجلس الأمة ووضع الدستور الدائم ١٩٦٤ ، ثم تلا ذلك بيان ٣٠ مارس ١٩٦٨ عقب نكسة يونيو ١٩٦٧ ٠

وهكذا الحال حتى صدور ورقة أكتوبر فى أبريل ١٩٧٤ فى عهد الرئيس الراحل السادات حيث حمل الحوار الوطنى الجديد جنين التحول إلى التعددية السياسية والانفتاح بابعاده الفكرية والسياسية والاقتصادية وحدد فيه مستقبل مصر حتى سنة ٢٠٠٠ واستراتيحية العمل الوطنى فى مرحلة التحرير والتعمير ٠

ثم جاء عهد الرئيس مبارك فشهدت البلاد اكثر من حوار وطنى تسمت فى حينها بالمؤتمرات الوطنية كالمؤتمر الاقتصادى عام ١٩٨٢ ومؤتمر مناقشة قضايا الدعم عام ١٩٨٦ ومؤتمر الإصلاح السياسى وقانون الطوارئ عام ١٩٨٨ ٠

وعقب أحداث ٢٠١١ وحتى ٢٠١٣ تم عقد العديد من الحوارات والمؤتمرات التى لم تلق نتائجها قبولا من الشارع المصرى بسبب حالة السيولة الفوضوية التى كانت تشهدها البلاد فى ذلك الوقت والاستقطاب الحاد بين مختلف القوى السياسية ٠

٠٠ لذلك فإن الدعوة للحوار الوطنى التى أطلقها الرئيس السيسى جاءت فى لحظة تاريخية فارقه بإطلاق هذه الدعوة التى تحمل امالا وطموحات عريضه تجاه رسم رؤية وطنية شامله متكامله لمستقبل مصر لذا حرصت إدارة الحوار الوطنى منذ اليوم الأول على تحقيق مبدأ التنوع سواء فى تمثيل التيارات و الأحزاب السياسية المختلفة او الاستعانة بعقول أصحاب الخبرات إلى جانب جهود الشباب على حد سواء مع بناء هياكل تنظيمية وادارية واضحه تضمن نجاح الحوار وتسمح بمناقشة واسعة وموضوعية وجادة لمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وصولا إلى توصيات توافقية تعبر عن مساحات مشتركة من خلال محاور الحوار الوطنى الثلاث فقد تشكلت تلاثة محاور رئيسية للحوار المحور السياسى المحور الاقتصادى والمحور الاجتماعى حيث شكلت للمحاور الثلاث ١٩ لجنة فرعية نوعية يتراسها مقرر ومقرر مساعد وعدد من الأعضاء لكل لجنة تتسم بالتساوي بين الموالاه والمعارضة وأهل الخبرة لتكون مساحة الحوار اكثر عمقا وفائدة للخروج برؤية تشاركية متوافقة ينتظرها المواطن لترفع للقيادة السياسية لتكون موضع التنفيذ ، لذا نرى ان الشعب ينتظر وبلهفه ماذا سينتج عن هذا الحوار الوطنى من آثار يلمسها المواطن فى الشارع على أرض الواقع وتكون طريقا نحو الجمهورية الجديدة ٠

زر الذهاب إلى الأعلى