اخبارعالم

فاغنر الروسية واحداث السودان 

فاغنر الروسية واحداث السودان 

 

 

اشرف الجماس

ذكرت صحيفة “تليغراف” البريطانية أن الحال في السودان لا يختلف كثيراً عن باقي النزاعات الأخرى في أفريقيا والشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، من حيث وجود ما سمته بـ”صانعي المشكلات” الروس.

 

وذكرت الصحيفة ان الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير استعان بخدمات المرتزقة الروس للمساعدة في دعم نظامه المترنح في عام 2017، بعد لقاء جمعه مع بوتين والذي وعد فيه البشير هذا الأخير بجعل بلاده “مفتاح أفريقيا” لروسيا. تضمنت الخطط المشتركة أيضاً إنشاء قاعدة للبحرية الروسية في البحر الأحمر في بورت سودان، وهو مشروع دعمته مجموعة “فاغنر”الروسية “

 

فاغنر في عيون الامريكان 

 

ومن ناحية اخري نشرت نيويورك تايمز الامريكية أن فاغنر هي حقًا وحدة تتمع بالاستقلالية تابعة لوزارة الدفاع الروسية أو مديرية المخابرات الرئيسية متخفية، والتي تستخدمها الحكومة الروسية في النزاعات التي تتطلب الإنكار، حيث يتم تدريب قواتها على منشآت وزارة الدفاع

 

بدأت مجموعة فاغنر العمل في سوريا عام 2015، حيث قاتلت إلى جانب القوات الموالية للحكومة، وعملت أيضا على حراسة حقول النفط.

 

ونشطت المجموعة في ليبيا منذ 2016 وتدعم القوات الموالية للقائد العسكري خليفة حفتر. ويُعتقد أن ما يصل إلى ألف مرتزق من فاغنر شاركوا قوات حفتر في الهجوم الذي شنته على الحكومة الرسمية في طرابلس عام 2019.

 

ودعيت مجموعة فاغنر إلى جمهورية أفريقيا الوسطى عام 2017 لحراسة مناجم الماس، كما وردت تقارير إعلامية تفيد بأن المجموعة تنشط كذلك في السودان، حيث تعمل على حراسة مناجم الذهب.

 

واتهمت الأمم المتحدة والحكومة الفرنسية مرتزقة فاغنر بارتكاب عمليات اغتصاب وسطو ضد المدنيين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وجراء ذلك فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليهم.

 

كما اتهم الجيش الأمريكي عام 2002 مرتزقة فاغنر بزرع ألغام أرضية وعبوات ناسفة أخرى في العاصمة الليبية طرابلس وفي محيطها.

 

وفي مارس الماضي، قال دبلوماسيون غربيون في الخرطوم إن فاغنر متورطة في استخراج غير مشروع للذهب في السودان، إلى جانب أنشطة أخرى، وهو ما نفاه السودان .

 

ومن ناحية اخري نفت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، تورطها فيما يجري في السودان، وقالت إنه لا علاقة لها بالمعارك التي تدور في الدولة الأفريقية.

 

من ناحية اخري

 

نشرت التايمز تقريراً لعدد من مراسليها وصحفييها حول المعارك التي تشهدها السودان بين قوات الجيش، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي.

 

التقرير الذي جاء بعنوان، “المعارك في السودان: اتهامات لمرتزقة روسيا بتأجيج الصراع”، يقول إن هناك شكوك في أن مرتزقة فاغنر الروس، يلعبون دوراً في المعارك.

 

ويضيف التقرير أن حميدتي وقوات الدعم السريع التي يسيطر عليها، توفر الحماية لشركة ميرو، للذهب، وهي إحدى شركات التعدين التابعة لفاغنر، ويديرها رئيس مجموعة المرتزقة يفجيني بريغوزين، والمتهم بتهريب الذهب من السودان إلى موسكو للمساهمة في دعم حرب الحكومة الروسية، (الكريملين)، على أوكرانيا.

ويقول التقرير:”إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسع سلطة بلاده في أفريقيا عدة مرات، باستخدام مجموعة فاغنر، التي تتدخل لدعم الحكومات الضعيفة، ومصر التي تدعم البرهان، يُقال إنها على المحك، تخشى من انهيار السودان”.

ويضيف هادسون للتايمز “أظن أن فاغنر يدعمون قوات الدعم السريع بالفعل بما أن المعارك قد بدأت”.

 

ويقول التقرير إن قوات فاغنر وصلت السودان عام 2017، بعد لقاء البشير لبوتين في سوتشي، ووعد بوتين الرئيس السوداني السابق، بجعل بلاده المفتاح الرئيسي لموسكو في أفريقيا.

 

ويوضح أنه منذ ذلك الوقت مدت فاغنر السودان بالأسلحة، كما يُعتقد أنها دربت عناصر الدعم السريع، بعد سقوط البشير.

 

قلق الامريكان…

 

وقد أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الاثنين)، عن قلقه لوجود مجموعة «فاغنر» الروسية في السودان، حيث تتواصل المعارك منذ عشرة أيام بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، مخلفةً مئات القتلى.

 

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكيني: «نشعر بقلق بالغ لوجود مجموعة (يفغيني) بريغوجين، مجموعة فاغنر، في السودان».

 

وأضاف أن مجموعة فاغنر النشطة في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والمشاركة في الغزو الروسي لأوكرانيا، «تجلب معها أينما تحركت المزيد من الموت والدمار».

زر الذهاب إلى الأعلى